نمو إمرأة في قوقاعية فكر رجل !!

نمو إمرأة في قوقاعية فكر رجل !!

نمو إمرأة في قوقاعية فكر رجل !!

منذُ زمن لم يكن للمرأة وجود وحضور وغير مرحبا بها في أواسط المجتمع بدءً من ولادتها.. وأنتهى بها الحال كزوجة فقط للسمع والطاعة والعمل في منزلها دون اي مشاركة منها في الحياة، وبعد فترة برزت المرأة في مجالات كثيرة وخاصة هنا في السعودية حيث التنمية النسوية متأخره جداً وتُحارب حتى أصبحت محط أنظار العالم بأسره ومحض جدل كبير للأعلام والمهتمين.
أود التنويه قبل سرد ما لدي بأني لا أهمش من جهد أمرأة في الوجود فلهن الجزء الأكبر في اعداده وتربيته حتى تعده نشىءً مكافحاً متعلماً تفخر به وتفاخر ..ولكن نجزم جميعاً بأن الحياة لم تعد مقتصره على هذا الحد بل لها متطلبات في طور النمو التعليمي والأكاديمي والثقافات الأخرى المكتسبة في ظل الضوابط الشرعية لخروجها لبيئة عمل مناسبة لها .
فقد أثار في الأيام الاخيرة موضوع عمل المرأة زوبعة من الجدل ومنها ما قام به مجموعة من المعارضين بالحديث مع وزير العمل مبدين رفضهم التام وعدم رغبتهم في عمل المرأة وكأن الشروط و الآليات التي وضعتها الوزارة غير كافية ولم تُقنع قوقاعية تفكيرهم. هنا ما اثار تسأل كل إمرأة عاملة ما السبب؟ وما الذي لمسوه من تبعات عمل المرأة حتى تقابل بالرفض منتهين بالدعاء على وزير العمل!! هذا الأمر شكل حملاً كبيراً على كل فتاة تنتظر العمل حتى وان كانت (بائعة) في احدى المحلات التجارية فهي تبني لها قاعدة حياة مستقلة بها تخرجها من النمط الروتيني الى طور الحياة العملية وتنوع الثقافات الأخرى كما أدلوا عدة فتيات بآرائهن بعدما قمت باستقصائهن فأجمعن بأنهن خرجن من أجل اثبات وجودهن وأستقلالهن المادي ترفعاً أن يكنِ (عالة) على مجتمعاتهن فأن كان اولئك المعارضين ضد عمل المرأة فيتطلب منهم ان يفعلوا شيء مقابل رفضهم! .وهو ان يصرف على كل فتاة مقبله للعمل ويبيقها تحت مظلة فكرهم السقيم. وهذا محُال بالطبع!!
ومن مفارقات الحياة أحتفت النرويج قبل أيام ولأول مرة في تاريخها بتعيين السيدة هادية طاجيك كوزيرة للثقافة وهي مسلمة في بلاد رفعت شعارات مناهضة ضد الإسلام. ونحن مازلنا في قوقعة عدم التصريح لسيدة تدير متجرها بنفسها من ألفه الى ياءه في مكان مفتوح شعبي كما هو حال (البسطات المتوارثة)!!
فما أسهل من ان تبدأ مشروعك في الغرب وما أصعبه أن تبدأ فيه في بلادنا وخاصة مايعانون منه سيدات الأعمال اللواتي حتى اللحظة لم يسمح لهن بإمتلاك متاجر خاصة بهن .
أين نحن والمعارضين اليوم من الشفاء بنت عبدالله القرشية التي كان لها وجود وأثر كبير في حياة الرسول صل الله عليه وسلم والصحابة والتابعين حيثُ كانت تُرقي في الجاهلية وحدثت به الرسول الكريم فأمر بأن ترقي وتعلم به حفصة وانتهى بها الحال بأن ولاها عمر رضي الله عنه على شيء من أمر السوق في عصره .
مفارقات الحياة كثيرة في نهوض نمو عمل المرأة من مجتمع لأخر ومن عصر لأخر فلماذا نستمر طوال هذه العقود من الزمن في ذأت الخندق؟
لماذا نحفتي بجهود المرأة خارج بلادنا وتكرم ؟ وان سُلطت عليها الأضواء داخلياً لوجدناها تزيد الوطن تقدماً وأبتكاراً.
النساء هن شقائق الرجال فبالأمس احتفينا بالأمر الملكي بأنضمام ثلاثين عضوة غير منتخبة في مجلس الشورى متمنين لهن التوفيق، وننتظر منهن تقديم الجهود في رفع وتحفيز كفاءة المرأة وعلى أمل تفعيل قرارته في دوراته المقبله ونعتبره انطلاقة معززة للديموقراطية . هذا الأمر الملكي أسكت أفواه تشدقت على عمل المرأة مستخدمين كلمة ضوابط شرعية وهي في الحقيقة لا تستخدم إلا إذا كان الأمر يتعلق بالمرأة وهذا ما أكتفت فيه مجموعة المغردين في تويتر بالسخرية بينما الرجل في مجتمعنا وفي نظرهم خُلق مضبوطاً شرعياً!.
متى تتكسر قيود الفكر المنغلق؟
ومتى يرى العالم أسلامنا فينا ؟.. بأخلاقياته الصحيحة!!

الأكثر قراءة