ثقافة سائق الأجرة
ثقافة سائق الأجرة
في برنامج يعرض على القناة التركية الناطقة باللغة العربية اسمه "تاكسي". البرنامج عبارة عن لقاء أسبوعي مع سائق أجرة في مدينة من مدن العالم، مصحوب بكاميرة البرنامج وبدون تقديم ولا إعداد، السائق يقوم بالتجول في المدينة بطريقته الخاصة وبكل بساطة يتحدث عن المدينة ومعالمها من وجهة نظر سائق أجرة.
في الحلقة السابقة كانت الكاميرة تصاحب سائق أجرة في مدينة أندورا، كان السائق يتحدث معرفاً عنها بكل أريحية ولا شك أنه بدون اعداد مسبق. يتحدث وهو يتجول بالسيارة، قال عن المدينة الكثير وقال إنها تدعى إمارة، تقع في جبال البرانس الشرقية بين فرنسا واسبانيا، مساحتها تقدر بـ 468كم2 وعدد سكانها حوالي 58000 نسمة، يبلغ إرتفاعها عن سطح الأرض حوالي 1.023متر، ولغتها الرسمية هي الكلانية، على الرغم من استخدام اللغة الإسبانية والفرنسية والبرتغالية بشكل شائع. وهي تعتبر دولة مسجلة عضو في الأمم المتحدة لكنها ليست عضو في الاتحاد الأوروبي لاعتبارات كثيرة منها أنها محكومة من قبل دولتين، فرنسا وأسبانيا، وليس فيها جيش، فيها فقط شرطة تقبض على الأمن والأمان بمنتهى الحزم، مع ذلك فإن الحرية غالبة على البلد. السائق تجول بنا في مناطق سياحية يقصدها الأوربيين وآخرين، كان السياح مستمتعين، وبالأخص مع نزول الثلج، حيث التزلج على الجليد له رونق فريد هناك. يصف الطرقات بأنها مكسوة بمواد تمنع الانزلاق خصوصاً في الأماكن الوعرة. واثبت ذلك السائق ذو الثقافة العالية أن المدينة لها تاريخ طويل منذ العهد الأموي من خلال استعراضه لبعض المباني القديمة، وأسرد أحوال المجتمع وأسواقها ومعالمها الهامة الأخرى. إلى جانب هذا أضاف أن عليه أن يلم بما يحتاج إليه في تطوير معلوماته سواء بالقراءة أو بالإطلاع على آخر الأخبار وعن ما يحصل في المدينة ودول العالم، يحتاج ذلك لإجابة السياح عن مستقبل البلد.
فلو تخيلنا أن هذا البرنامج عقد حلقته هنا واستعان في تجوله - في مدينة سعودية أو خليجية - بواسطة سائق أجرة، كيف ستكون ثقافة ومعلومات ذلك السائق الآسيوي، وكيف سيتحدث السائق وهو لا يجيد لغة البلد ولا يعرف الأماكن جيداً. انتهت بنا هذه الحالة بعد أن ظهرت لنا ظاهرة السائق الأجنبي مع بداية تحويل سيارات الأجرة إلى شركات ليموزين، وبدأوا يهاودون إلى أن تم تمرير السائق الأجنبي في هذه الخانة حتى بدت تسير لأجل غير مسمى ثم أعيد مسمى "أجرة" الذي بات متعارف عليه فيما بعد أن من يقود سيارة الأجرة سائق أجنبي.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه، هل سيكون البرنامج ناجحاً لو أقيمت حلقة من حلقاته هنا لدينا؟ هل سينجح كما نجح في كل المدن التي زارها؟.