الطريق الى القمة !!
الطريق الى القمة !!
عندما ننطلق في عالم الحياه كل منا يشق طريقه لنغامر في تضاريسها الشاسعة ونتجول في افاقها الرحبة وندخل معتركاتها المجيشة بالأفراح والاتراح معا . هنا تكون العيون مترقبه والقلوب حائره تنظر وبآمال شتى اعالي قمم المجد لتحط الرحال فوقه لتمكث غير بعيد من القمه وتنظر للحياة من نوافذ عالية . هذا هو املنا وهذا هو حقنا المشروع, فما اضيق العيش لولا فسحة الامل, نعيش لنرتقي و نسعى لكي نصل, ونبحث لما يشبع رغباتنا, ونفرح لإنجازنا, ونعتز بذاتنا وبأنفسنا, هكذا هي النفس البشرية.
كل منا له أدواته في الصعود الى القمه فهناك من يحمل معه في طريق الصعود حبال من الود وأطواق للنجاة ليضرب له وتدا اثناء صعوده الى القمه ويضع في كل وتد طوق للنجاة لا لشي ولكن من اجل الاحتفاظ بطريق العودة وحتى لا تزل قدماه في القمه فيسقط . اويشاهد طريق عودته وقد محاها الزمن واثرت بها عوامل التعرية فكلما امسك بحبل انقطع بيده آخر, وربما تاهت خطواته بالطريق, وذهب الى طرق اخرى يسلك معها دروب مظلمه يصعب الخروج منها وربما نبذته الحياه على شواطئها أو تشتته الرياح في يوم عاصف ,
البعض يريد الوصول الى القمه ويجعل من نفسه أنه ابن جلا وطلاع الثنايا ولادور لمن حوله, لا يهمه ان حاد عن الصواب ولا يضره الإساءة لغيره حتى وإن تسلق على أكتافهم, وغير آبه بعواقب الامر, لا يمهد له طريقا للصعود, ولا يحتفظ بطريق للعودة يعتقد انه اذا وصل الى اهدافه انه قد صنع لنفسه قمة من المجد , لذا يجب ان يكون لدينا خطط واستراتيجيات مبنيه على أسس وقواعد متينه حتى نكون أقوياء ووصولنا مبني على واقعيه وطريقنا ممهد للعودة ان كان لابد لنا من عودة حميدة للتعبئة من محطات الحياه.
كل منا له منظاره الخاص, ونتفق جميعا أنه لابد ان تكون وسائلنا وادواتنا مشروعه في طريقنا للوصول الى ذاك الهدف وتلك القمه, فإن نحن انجزنا شيئا قد لا يذكر بميزان غيرنا في الحياه من علم ومال ومنصب فلنعلم ان فوق كل ذي علم عليم.
فإن كنت تاجرا فخاف الله في مالك , وان كنت عالما فسخره بما ينفع الناس, وان كنت حكيما فضع يدك بيد غيرك وارسم له لوحه من الأمل, وان كنت مديرا فلا تتسلط على من حولك , وان كنت قويا فلا تسرف بقوتك على ضعيف مد يده إليك مسالما , اجعل جسور الامل والتواصل ممتدة بينك وبين من حولك فلربما احتجت هذه الجسور لكي تمشي عليها مطمئنا يوما ما, ومهد طريق عودتك وتفقد طريقك جيدا بين فترة واخرى حتى لا تنقطع حباله وتتفكك خيوطه. ولا تنسيك الحياه بر الوالدين ولاتلهيك عن صلة ارحامك, فتمتطي صهوة جوادك ظاناً ان ركاب المجد قد ناخت بين يديك, فتقفز بها على من حولك, فربما تحتاج لها لتعود فتتعثر فرسك وتسقط بك فلاتجد من يمد يده اليك , حتى وان مدها أحد فقد يشوبها الحذر المغلف بذكريات الماضي ! فتبيض عيانك حزنا , ويؤاخذك الناس بما كسب قلبك.