«الفصفص الغروي» .. صديق الشباب في التجمعات وأوقات المباريات

لم ينس الشاب محمد سعد عند حضوره إلى المقهى الشبابي لمشاهدة المباراة لفريقه المفضل مع منافسه العنيد، أن يحضر معه "كيس الفصفص الغروي" معبرا عن اهتمامه باللقاء المرتقب، وتكرر الحال أيضا مع صديقه نايف مسعد، الحريص على شراء هذه النوع من "الفصفص" المسمى بالغروي.
وفي زاوية على مرأى المارة على كورنيش جدة تقف سيارة "الوانيت" الخاصة بالشاب مطلق سالم، عارضة لوحة إعلانية تحمل في طياتها "فصفص الغروي" كحال المئات غيره من الباعة العارضين لبذور اليقطين أو الحب المصري.
"الفصفص" حسب التسمية الدارجة له، صار له شرف الحضور في أكثر الاجتماعات والنزهات الشبابية، فهو مكون رئيسي للموائد عند التجمع لمشاهدة المباريات المهمة والحاسمة في كرة القدم، وكأنه مقياس يقاس به أهمية المباراة ومدى التوتر والانتباه والمتابعة، وهو النديم على الساحل لمن أطلق عنانه في التأمل والذكريات من همومه بنزهة على الساحل، وصديق المراهقين فلا تخلو جيوبهم منه.
ميزة جعلت من اسمه طريقا للتجارة والربح الوفير، فما على الراغب في بيعه غير وضع لوحة على كورنيش جدة أو في زاوية أحد المتنزهات أو في شارع رئيسي مكتظ بالمارة والمتسوقين، ويتصدر المكان بلوحة كتب عليها "فصفص الغروي".
يقول مطلق سلمان: "أشتري الفصفص الغروي من خميس مشيط بكميات كبيرة وأبيعها في جدة، حيث الإقبال الكبير"، شارحا طريقة تحضير الفصفص بأنه يحضر من الحب المصري أو ما يسمى ببذور اليقطين.
وعن سر الإقبال عليه يضيف: "إن طريقة إعداده جعلته العلامة الفارقة في السوق السعودي وبالذات في سوق المكسرات، مبينا أنه يجد إقبالا من كل فئات وشرائح المجتمع، مضيفا أن زبائنه من جميع الجنسيات ولا ينحصرون على جنسية معينة.
من جانبه، أكد لـ "الاقتصادية" محمد مرتضى، إخصائي التغذية، أن حبات الفصفص تأتي من بذور اليقطين وهي من أهم مصادر الزيون الطبيعية والبروتينات والأحماض الأمينية بنوعيها الأساسية وغير الأساسية. فهي تحتوي على البروتين وزيوت وألياف غذائية، إضافة إلى الأملاح الطبيعية مثل المغنيسيوم والكالسيوم والبوتاسيوم والحديد والفسفور والزنك.
فيما، أوضح الدكتور هاني الغامدي مختص نفسي، أن التقليد للشراء أمر معروف في عالم المشتريات (الشخص المتأثر بغيره)، وأن التأثر باسم المنتج أو المادة التي اشتراها أحد الأشخاص مسألة نفسية طبيعية وموجودة في كافة دول العالم. مشيرا إلى أن هناك ما يسمى الولاء للعميل من قبل قطاعات البيع، وهذا الأمر يكون في طريقة تقديم الخدمة وطريقة استقبال البائع للعميل، وهو أمر يدرب عليه الباعة ومعروف في عالم البيع والتجارة.