قمة المنامة لم تقطف ثمار الأنعقاد كاملة !!
قمة المنامة لم تقطف ثمار الأنعقاد كاملة !!
أنتهت أعمال القمة الثالثة والثلاثون لدول مجلس التعاون الخليجي المنعقدة في العاصمة البحرينية المنامة ،، ملف الأنتقال من التعاون الى الأتحاد هو سيد الموقف فالمملكة العربية السعودية التي طرحت مبادرة الأنتقال من التعاون الى الأتحاد كانت تدرك مدى أهمية هذه الخطوة وماتعمله من حماية وحفظ لدول مجلس التعاون الخليجي.
فلقد ظل الملف الأتحادي منذ الأعلان عنه من قبل خادم الحرمين الشريفين محط شد وجذب خلف الكواليس يتخلله الصمت بين دول المجلس فهذه جميعها لم تجبر الرياض على التراجع بل كانت كفيلة بأن تلامس المخاوف التي أبدتها بعض دول المجلس وعملت على أذابتها ،، فالأعلان الذي ينص على المضي قدما في الأنتقال الى الأتحاد كما أعلن عنه في البيان الختامي يؤكد ذلك ولكن يجب أن لايكون في أطار البيان الختامي فقط بل يجب عمل كل مامن شأنه من أجل تسريع وتيرة الأنتقال من خلال أخذ المبادرة على محمل الجد وبذل أقصى درجات الجهد من أجل العمل على أعلان قيام الأتحاد الخليجي لأن دول مجلس التعاون الخليجي لم تعد تملك من الوقت مايكفي فهي أن لم تتحول الى الأتحاد في الوقت الحالي فقد يكون من الصعب والمستحيل أيضا أن تتحول فيما بعد نظرا للأضطرابات التي عصفت ولاتزال تعصف بالمنطقة.
ثمرة واحدة قطفتها قمة المنامة وهي الموافقة على أنشاء قيادة عسكرية مشتركة موحدة فهذه الخطوة تؤكد أدراك مجلس التعاون الخليجي الى المخاطر التي قد تتعرض لها المنطقة والتي تستوجب القوة العسكرية ولكن يجب أن تكون هذه القوة مغايرة تماما لقوات درع الجزيرة من جيث العدد والمشاركة ،، أي لابد من صياغة بنود لهذه القيادة يكون الأشتراك فيها بالتسلوي مع زيادة العدد وليس كما الحال مع قوات درع الجزيرة التي تكون المشاركة فيها أحتياريا وليس أجباريا مما يجعل دولة أو أكثر قد تتخلف عن المشاركة ،، أضافة الى العدد الذي لاينص على التساوي فدولة تكون لها النصيب الأكبر من المشاركة فيما تكون مشاركة الدولة الأخرى لايكاد يذكر ،، فهذه الأخطاء أن لم تجد تعديل في القيادة العسكرية الجديدة فمن الممكن أن ينتهي بها الحال الى ماهو عليه قوات درع الجزيرة في الوقت الحالي.
دول مجلس التعاون الخليجي قطفت ثمار القمة المنعقدة في المنامة اكثر من أي قمة مضت لكنها لم تكن على أكمل وجه أذ أنها أخفقت في وضع حد للتدخلات الأيرانية في شؤون دول مجلس التعاون الخليجي لأن الأستنكار والتنديد والمطالبة بوقف هذه التدخلات أصبحت من الأساليب التي عثى عليها الزمن بغباره وهي أن لم تكن حافز لمزيد من التدخلات الأيرانية فهي لن تعمل على أيقافها ،، أضافة الى أن أستخدام لغة الهدوء والمتمثلة بتوجيه دعوة للدولة الأيرانية من أجل الأستجابة الى المساعي الأماراتية من أجل حل قضية الجزر لاتجدي نفعا فلقد تكررت مثل هذه الدعوة ولم يكن المقابل سوى أعلان أيران بالأمتلاك الكامل لسيادة الجزر الأماراتية فيجب أن تتبدل لغة الهدوء بلغة التهديد حتى يكون من الممكن وجود بصيص أمل في حل هذه القضية.
يبقى السؤال هل ستكون القمة الخليجية المقبلة والمقرر انعقادها في دولة الكويت هي الفيصل النهائي بخلع بلباس التعاون وأعلان قيام الأتحاد الخليجي أم سيكون الحال هو طرح مثل هذا السؤال قبل أنعقاد أي قمة خليجية.