ربما ..

ربما ..

ربما ..

لوحة باهرة لا تفارقني. السماء أكُفُّ مُزْن ظليلة تنثر الألماس فتغتسل الطبيعة وتكتحل، وتزدهر ذؤاباتها وتبتسم شفاهها. ريشة النور تمر على الكنز المنهمر فتوشح جِيد الأفق بطوق ملون، ومع صنجات أوراق الأفنان ونايات طيور الكروان وقيثارات القطْر والجداول وهي تصدح براحٍ من اللحن. أبرد أطرافي وأبللها وأصلي من أجل أن تقبلي هداياي وترسلي رضاك وضحكتك وألحاظك في الفضاء فتجعلي اللوحة واقعي وواقعي لوحة وحياتي نضرة مستنيرة. أهديك لتقبلي فتتحقق أحلام نومي ويقظتي وأعيشها ولا شيء سواها.

لوحة حلمي ويقظتي الأخاذة الآسرة أنت موضوعها وواضعتها، أنت وقعها وواقعها. أًهديك يا سحر الحياة وحياة السحر وأهديك يا خليلة المهجة والروح فاذا بي أهدي نفسي، أفرح بما أهديك، أستضيء ببسمتك، أطرب بآهتك، أحيا بفرحتك. اذا أخرت هديتكِ مرة حرمت نفسي مرات. ما ذقت طعم هدية أعذب من أثر هديتي لك فيك ومنك.

يسخرون من عشقنا وهو أبدي وينكرون تآلفنا وهو قدرنا. لم يعرفوا مثل صداقتنا وحبنا وانسجامنا. أرثي لحال من يجهل أن العشق صداقة وألفة وانسجام، وأن الحب طمأنينة تفوق الحساب وتُعجز المنطق، تجعل من الاثنين واحدا ومن الواحد كل شيء.

واليوم، وما اليوم؟ اليوم يا مهديتي وهديتي، يا سر بهجتي، يا صديقتي المنفردة، اليوم ما عدت أرى لوحة في نوم ولا يقظة ولا أهنأ بعيش. ما عدت أدري أنائم أنا أم يقظ. ما صرت أعرف ما الهدايا بعدما طلبتِ ألا أهديكِ. الأبجدية جزعت وحزنت وتبعثرت، فلما طلبتها استئناسا واستعبارا لملمها عبق ذكراك لأناجيك بها: "يا كل الحاضر والماضي يا عمر العمر".. ثم يمسني طيفك فيفتح عيني للشمس والامل لأغني هاشا باشّا : "ربما تجمعنا اقدارنا ذات يوم بعدما عز اللقاء"..
ربما

الأكثر قراءة