الهلال يفحص العين

قبل قرعة دوري أبطال آسيا التي أجريت أمس، تمنيت أن تضع القرعة فريق الهلال السعودي في مجموعة تضم إلى جواره العين الإماراتي، وحدث ما تمنيت، أما لماذا؟ فإني أتشوق لرؤية الروماني الكبير أولاريو كوزمين يلعب أمام فريقه السابق أولا، وهو الرجل الذي ترك بصمة لا تمحى من الذاكرة في ملاعبنا وأزعم أن مواجهته للهلال سيسبقها رصد إعلامي مثير وسيتبعها أيضا.
كوزمين الذي أعاد بناء العين من جديد بعد الهزة التي طالته قبل موسمين، رجل مثير، قبل أسبوعين سأله بخبث، بعد إحدى المباريات، صحافي إماراتي: متى تفوز دون ركلات جزاء؟ نسبة إلى العدد الكبير من الجزائيات التي حصل عليها فريقه في دوري الموسم الماضي واستمرت أيضا هذا الموسم، فأجاب بابتسامة ساخرة: سأوصي لاعبي فريقي بعدم دخول الصندوق إذاً، حتى لا يسقطهم مدافعو فريقك!
رغبتي أيضا في لقاء الزعيمين الخليجيين، مربوطة أيضا بما تحفظه الذاكرة عن لقاءاتهما المثيرة دائما، وبالصخب الجماهيري والإعلامي الذي يرافقها، ناهيك عن الشعبية الطاغية لكليهما، والقوة المالية والنفوذ التي يملكها الناديان في بلديهما، ولقاء مثل هاتين الكتلتين الرياضيتين، حتما سيكون ممتعا للغاية، خلاف أن الإماراتيين يعتبرون المواجهة فحصا واختبارا حقيقيا لعودة العين بعد هزته السابقة، ونتائجه القياسية الحالية التي يضرب فيها الفرق بالثلاثيات والرباعيات بلا هوادة.
بالعودة إلى نتائج القرعة، فإني لا أجد صعوبة واضحة أمام السعوديين الأربعة في دوري المجموعات متى ما كانت المواجهات تنحصر في فريق كرة قدم أمام آخر، خاضعة للمعايير الفنية والقدرات المهارية الفردية والجماعية، لكنها أمام الخليجيين ليست كذلك، والمواجهات السعودية الخليجية درجت العادة أن تكون أكثر من كرة قدم، بل تتحول بالنسبة لهم إلى محاولة إثبات الذات أمام الشقيق الأكبر دائما، ومحاولة اكتساب شيء من الضوء المسلط عليه بفعل الآلة الإعلامية الضخمة التي ترافقه أينما حل وارتحل، وتهول قدراته وتنفخها أحيانا.
كنت وما زلت مؤمنا، أن مواجهة السعوديين للشرق الآسيوي أسهل عليهم من مواجهة الفرق الخليجية والإيرانية، وأستدل دائما بأننا فزنا بالآسيويات قبل حمل لقب كأس الخليج، ولذلك أنصح أبناء بلادي بالتركيز داخل الملعب ووضع الأشقاء الخليجيين في مواقعهم الرياضية الفنية فقط، دون الخروج باللعبة إلى خارج ميدانها كما يحدث غالبا ومن هناك ينتصر الأشقاء الأحبة.
فنيا، أعتقد أن وصيف آسيا في النسخة الماضية، الأهلي سيجد منافسة حامية من سيباهان الإيراني على زعامة مجموعته، فيما سيجد الشباب الطريق ممهدا وبلا عناء إلى البطاقة الأولى أمام فرق ضعيفة التاريخ والحضور في المعتركات الآسيوية، وسيلقى الاتفاق مقاومة شرسة من باختاكور الأوزبكي أحد أضلاع المربع الذهبي في الموسم الماضي، أما مجموعة الهلال فتوقعاتي أنها ستكون ميدانا للمتعة والصراع القوي بين الاستقلال والهلال والعين، وأزرقنا يستطيع أن يعبر بينهما متى ما وضع الأمور في نصابها الصحيح.
لينسى السعوديون التاريخ، وليكونوا منطقيين واقعيين أكثر، ويعتمدوا قاعدة الفوز على الأرض، التعادل خارجها، سقفا أعلى للطموحات في كل مواجهاتهم، فإن حدث أفضل، أنعم وأكرم، وإن لم يحدث فالعبور من دوري المجموعات بالبطاقة الثانية شبيه بالبطاقة الأولى مع اعتماد الذهاب والإياب في دور خروج المغلوب في النسخة المقبلة.
أكثر ما آلمني في القرعة، أني افتقدت اسم مارد آسيا الاتحاد بين الفرق، ولا أخفيكم أني بحثت عنه للوهلة الأولى قبل أن أسترجع حساباتي وأتذكر أنه يغرق.. وأن المارد في داخله مكبل بأخطاء وتراكمات افتقدت التخطيط المستقبلي الحصيف.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي