أولياء أمور لـ «التربية»: 45 دقيقة فسحة للطلاب هدر للوقت والمال

أولياء أمور لـ «التربية»: 45 دقيقة فسحة للطلاب هدر للوقت والمال

طالب موظفو القطاع الحكومي وأولياء أمور بعض الطلاب وزارة التربية والتعليم بإعادة النظر في قرار تمديد فترة الفسحة إلى 45 دقيقة في المدارس الحكومية والأهلية، والاكتفاء بفسحة واحدة تكون مدتها 30 دقيقة.
وأشاروا إلى أن سلبيات القرار الذي أصدرته الوزارة أخيرا وتم تطبيقه في جميع المدارس أكثر من إيجابياته، حسب نظرهم ونظر بعض التربويين، لكونه يؤثر بشكل كبير في عمل موظفي القطاع الحكومي، ويكدس المعاملات اليومية ويؤخرها بشكل كبير.
وذكروا أن أكثر من 70 في المائة من موظفي الدولة يقومون بتوصيل أبنائهم من البيت إلى المدرسة والعكس وذلك خلال فترة لا تتجاوز نصف ساعة، حيث يخرج طلاب المدارس الابتدائية قبل قرار الفسحتين 12 ظهرا، وبعد القرار أصبح خروجهم 1.30 ظهرا أي قبل صلاة العصر بـ 40 دقيقة.
من جانبه قال لـ "الاقتصادية" الدكتور عبد الرحمن المديرس مدير عام التربية والتعليم في المنطقة الشرقية: إنه تم تطبيق القرار على جميع مدارس الشرقية المؤهلة منذ 19 نوفمبر الجاري، مضيفا: إن القرار صدر عن وزارة التربية والتعليم ولم يصدر إلا بعد دراسة كاملة للقرار.
وبين الدكتور المديرس أن القرار سيتم تطبيقه حتى نهاية الفصل الدراسي الثاني ومن ثم يتم تقييم البرنامج ومدى فائدته للطالب، مضيفا: إن هناك لجانا متخصصة لتقييم البرنامج، وعلى حسب مرئيات هذه اللجان ترفع التوصيات والإيجابيات والسلبيات إلى الوزارة للبت فيه، وهي الجهة الوحيدة المخولة لإلغائه أو تطويره واعتماده.
وأوضح أن هناك أكثر من 500 ألف طالب وطالبة يدرسون في 200 مدرسة حكومية وأهلية، ولا يوجد استثناء لأي مدرسة مهيأة لتطبيق القرار.
من جانب آخر، حذر عدد من التربويين في المدارس الابتدائية في المنطقة الشرقية من سلبيات القرار، وذلك خوفا من اختلاط طلاب جميع المراحل الدراسية الثلاث مع بعضها البعض، وذلك نظرا لوجود أكثر من مدرسة ابتدائية ومتوسطة وثانوية في حي واحد وأن تزامن خروجهم في وقت واحد فيه آثار سلبية وسلوكية.
وقال مشعل السبتي، ولي أمر لأبناء وبنات في جميع المراحل الدراسية الثلاث: إن القرار الذي اعتمدته الوزارة أخيرا له سلبيات كثيرة منها ما يؤدي إلى وقوع المشاكل بين الطلاب أثناء الفسحة، وذلك نظرا لاتساع الساحات الخارجية للمدارس، وتحميل الآباء أعباء مالية جديدة لم تكن في الحسبان، وإهدار وقت ولي أمر الطالب الموظف حكوميا، والازدحام المروري، حيث يتزامن خروج الطالب والموظفين في وقت واحد تقريبا.
وبين السبتي أن الفسحتين تحمّلان المعلمين والمعلمات كذلك أعباء في مناوبة الفسحة والصلاة ونهاية الدوام، مطالبا الوزارة في حال عدم تراجعها عن القرار بتوفير أماكن مهيأة في المدارس ومجهزة بالتكييف خاصة أن المنطقة الشرقية تصل فيها درجات الحرارة في بعض الأوقات إلى 50 درجة مئوية، وتغيير الوجبة التي تباع على الطلبة التي تعتبر غير صحية وأسعارها مرتفعة بنسبة 100 في المائة عن الوجبات التي تباع في الأسواق، مؤكدا أن القرار سيعطل كثيرا من المعاملات في الجهات الحكومية كون أكثر من 60 في المائة من أولياء الأمور يقومون بتوصيل أبنائهم من البيت إلى المدرسة والعكس، وفي حال خروج ولي الأمر من عمله الساعة الواحدة والربع تقريبا لإيصال ابنه للمنزل فيستغرق ذلك وقتا لا يقل عن الساعة، وذلك لبعد عمل ولي الأمر عن المنزل، إضافة إلى أن أغلب أولياء الأمور لديهم أبناء في مدارس البنين والبنات، وبين كل مدرسة وأخرى وقت طويل. وقال سليمان الزهراني "تربوي": من خلال متابعتي عن قرب للطلبة فإن 80 في المائة من الاعتداءات التي تحدث بين الطلبة تكون خلال فترة الفسحة، كما أن القرار كشف للمعلمين ومديري المدارس الفروق الفردية بين الأسر ماديا، حيث إن الفسحة الثانية لا يشتري فيها سوى أقل من 40 في المائة، إضافة إلى تغيير ملحوظ من ناحية الانضباط خاصة طلاب المرحلة الابتدائية، فقد اكتسبوا بعض الصفات السلبية من طلاب المراحل الأخرى، وانتشار السلوكيات العدوانية لدى الطلاب.
وانتقد المعلم خلف الشمراني القرار ووصفه بأنه مستعجل وغير مدروس، كونه لم تراعَ فيه الفروق الزمنية بين مناطق المملكة ووضع المباني المدرسية، خاصة أن هناك مدارس حكومية مستأجرة غير مهيأة أصلا لتطبيق القرار، مضيفا: إن الفسحتين نتج عنهما كثير من المشاكل منها المضاربة بين الطلبة ووقوع بعض الأمور الأخلاقية، وذلك لعدم إمكانية إشراف المعلمين على فسحتين، خاصة أن كثيرا من المعلمين يملكون النصاب الكامل من الحصص، إضافة إلى حصص الانتظار والنشاط. وبين الشمراني أن القرار صحيا يعتبر غير صحيح، فالقرار يعوّد الطالب على كثرة الأكل وزيادة السمنة، خاصة أن أغلب الوجبات التي تباع غنية بالدهون.
وقال المعلم عبد الرحمن العمري معلم صف مرحلة ابتدائية: إن القرار يحمل بين طياته كثيرا من السلبيات أهمها تأخر بعض الطلاب في الدخول للحصص التي تلي الفسحة، وقوع مشاكل كثيرة بين الطلاب، عبء مالي على كثير من أولياء الأمور، عدم توافر قاعات وصالات في أغلب المدارس للطلبة ليكونوا تحت نظر المعلمين المشرفين، عدم توفير الوجبات الصحية، تأخر الطلاب في المراحل الابتدائية وخروجهم مع طلبة المراحل المتوسطة والثانوية واكتسابهم سلوكيات خاطئة.

الأكثر قراءة