حل المشكلة .. أم تحسين التعايش مع المشكلة ؟!

حل المشكلة .. أم تحسين التعايش مع المشكلة ؟!

حل المشكلة .. أم تحسين التعايش مع المشكلة ؟!

أمام أحد المباني التجارية تكررت حوادث سقوط بعض الأشخاص نتيجة وجود حفرة غير ظاهرة .. بعد تكرر حوادث السقوط وتزايد شكاوى الموظفين قامت إدارة الموارد البشرية بإسناد مهمة حل المشكلة لفريق عمل ضمن إطار مهمة عامة تهتم بتقليص عدد شكاوى الموظفين وسرعة حلها.

خلال خمسة أيام عمل قام الفريق بحل المشكلة بمنتهى البساطة وانخفض عدد الشكاوى المتعلقة بالسقوط عند موضع الحفرة المشئومة بنسبة 94% خلال الأشهر الستة اللاحقة من المتابعة بعد تطبيق الحل.

كان الحل السريع الذي خرج به الفريق مجرد وضع لوحة ظاهرة لتنبيه الموظفين والمارة أيضا بوجود الحفرة في ذلك الموضع ما أدى بالفعل لخفض عدد حوادث السقوط وبالتالي خفض عدد الشكاوى.

حاولت قدر الإمكان أن يكون المثل المطروح بسيطا ليسهل على المتلقي فهم الفكرة الأساسية من عنوان الموضوع. ليست المرة الأولى ولن تكون الأخيرة التي يتم فيها وضع حلول حقيقتها (تحسين التعايش مع المشكلة) بدلا من (حل المشكلة).

العديد من العوائق تجابه فرق حل المشكلات في أي مكان، بعض تلك العوائق أو القيود تتعلق أحيانا بالصلاحيات المفوضة لفريق العمل بشكل يحد من قدرة الفريق الإبداعية على وضع حلول تساعد فعليا على (حل المشكلة) من جذورها، بعض تلك القيود تكون أحيانا مالية تتعلق بالميزانية المتاحة للفريق أو بالوقت المتاح للانتهاء من المهمة.

أحيانا بعض العوائق تتعلق بالمنهجية المتبعة في حل المشكلات والأساليب المستخدمة في فهم المشكلة وتحليلها ففيما يفضل البعض المناهج والأساليب العلمية نرى الكثيرين يفضلون الوسائل الغير تقليلدية أو الأكثر إبداعية وفق مفهوم مغلوط عن حقيقة المناهج العلمية المنضبطة باعتبارها معارضة للإبداع وليست ممكّنة له ومن وجهة نظري الشخصية فإن من يفكرون بتلك الطريقة هم يخفون تضجرهم الشخصي الناجم عن عدم معرفتهم بالأساليب العلمية لتحليل المشكلات وتعريفها وإيجاد الأسباب الجذرية واختبارها ووضع الحلول المقترحة والمفاضلة بينها.

الهدف من هذا المقال هو مجرد لفت النظر إلى أن ما يبدو في ظاهره أحيانا حلا ناجعا لمشكلة مزمنة قد لا يتعدى في حقيقة الأمر كونه مسكّنا وقتيا يحسّن لبعض الوقت طريقة التعايش مع المشكلة ولا يحلها من جذورها.

في المرة القادمة التي تشارك فيها في مشروع أو مبادرة بهدف حل مشكلة ما ، تأكد أن تسأل نفسك هل هذا الحل الذي خرجنا به سيسهم في (حل المشكلة) أو سيهتم فقط بتوفير ظروف أفضل نتمكن من خلالها من (تحسين التعايش مع المشكلة).

لا يوجد مانع من أن تكون بعض الحلول مؤقتة أو سريعة بهدف السيطرة على المشكلة وتحجيمها ، المهم هو وعي القائمين على المشروع أو المبادرة بأن هذا الحل مجرد محسّن وقتي يتبعه وفق خطة العمل نفسها حلول تهدف لحل المشاكل من جذورها.

لتقييم هذه الفكرة حول (حل المشكلة) أو (تحسين التعايش مع المشكلة) انظر حولك وابدأ بتقييم الحلول التي تسمع عنها أو تشاهدها وفق هذه الفكرة ، واسأل نفسك لو كنت موضع المسئول عن حل هذه المشكلة ما كنت لتفعل؟

الأكثر قراءة