مستثمرون عقاريون يستبدلون حارس العمارة الثابت بآخر جائل

مستثمرون عقاريون يستبدلون حارس العمارة الثابت بآخر جائل

لجأ عدد من المستثمرين العقاريين وملاك العمائر السكنية في جدة، إلى إلغاء حارس العمارة المقيم واستبداله بالحارس الجائل الذي يقوم بالمرور اليومي على مجموعة بيوت أو عمائر سكنية على دراجة هوائية.
واعتبر مرزوق المطرفي - صاحب عمائر سكنية في حي الصفا في جدة - أن الخطوة لا تسبب ضررا لأحد، وأنها تعود بالفائدة على صغار المستثمرين في العمائر السكنية، ولا سيما أنها توفر لهم أموالا كانت تنفق على الحارس المقيم في كل عمارة، كما توفر لهم دخلا إضافيا عبر تأجير السكن الذي كان يخصص لهم.
ووصف المطرفي الخطوة بأنها اقتصادية بامتياز عند أصحاب البيوت والعمائر السكنية الذين أقدموا عليها، حيث يستطيعون توفير رواتب ونفقات الحارس المقيم من ناحية، وتأجير الغرف التي كانت تخصص للحارس المقيم من ناحية استثمارية أخرى.
وأوضح أن كثيرا من أصحاب البيوت والعمائر السكنية أصبحوا يفضلون الحارس الذي يجيد ركوب الدراجة الهوائية حتى يستطيع التنقل بين عمائرهم أو بيوتهم بسهولة، التي غالبا تكون في حي واحد أو أحياء متجاورة.
وأوضح أن هذه الخطوة يمكن أن توفر لصاحب أربع عمائر مثلا أكثر من 100 ألف ريال سنويا تتمثل في توفير رواتب ثلاثة حراس بمعدل ثلاثة آلاف ريال شهريا، أي 36 ألف ريال رواتب، وتوفير تكاليف هؤلاء من حيث تكاليف إصدار الإقامات التي يتحملها صاحب العقار وقيمة تذاكر الطيران - وإن كانت ليست سنوية.
وأضاف: "المصدر الثاني للتوفير يتمثل في تأجير صاحب العمائر الغرف التي كان يقيم فيها الحراس المقيمون، وتراوح قيمته في مدينة جدة بين ستة وتسعة آلاف ريال سنويا، أي بمتوسط 40 ألف ريال سنويا.
من جانبه، أوضح علي أبو الكلام - بنجلادشي يعمل حارسا لأربع عمائر سكنية في حي الفيصلية في جدة - أن صاحب تلك العمائر واحد قام قبل عام بترحيل الحراس الثلاثة إلى بلدانهم وأوكل إلي الإشراف على العمائر الأربع التي تقع جميعها في الحي. وأوضح أنه اضطر إلى شراء دراجة هوائية يقوم بالتنقل بواسطتها مرتين على العمائر، إحداهما في الصباح والأخرى بين صلاتي العصر والمغرب.
وأشار إلى أنه إذا استدعى الأمر بسبب وجود مشكلة ما في عمارة من العمائر السكنية الأربع فإنه يضطر إلى الذهاب إليها بشكل إضافي، موضحا أنه رغم هذا الجهد المضاعف فإن راتبه لم يزد إلا 200 ريال شهريا رغم الأعباء الإضافية التي أوكلها إليه الكفيل.
إما محمد رسول الدين - وهو حارس باكستاني - فيوضح أن مشكلته تتمثل في أن بعض العمائر السكنية التي أصبح يطوف عليها يوميا في حي الفيصلية وبعضها في الروضة ويفصل بينهما طريق المدينة السريع، ما يضطره إلى حمل دراجته الهوائية أثناء الانتقال عبر كوبري المشاة العلوي الموجود على الطريق السريع. وأضاف أنه كان يفضل أن تكون العمائر السكنية التي أصبح يطوف عليها يوميا في حي واحد توفيرا للوقت والجهد الذي أصبح يبذله صيفا وشتاء.
من جانبه، أوضح عادل قاري - مستأجر في عمارة سكنية في حي السلامة - أنه أصبح لا يرى الحارس إلا مرات متباعدة؛ بسبب أن صاحب العمارة لم يعد يخصص حارسا مقيما لها كما كان، واستبدل ذلك بأن جعل لكل عماراته في الحي حارسا واحدا يتنقل بينها كزائر ويبقى لفترات قصيرة في كل منها.
وأوضح أن الغرفة التي كان يسكنها الحارس أجرها صاحب العمارة لإندونيسيين، مشيرا إلى أن الأمر الجديد جعل خدمة العمارة، ولا سيما نظافة الدرج والمدخل سيئة، حيث لا يقوم الحارس بغسلها سوى مرة في الأسبوع بدل غسلها وتنظيفها بشكل يومي حين كان يوجد حارس مقيم.
وأشار إلى أن السكان اشتكوا بسبب الإهمال وانقطاع المياه في العمارة في أوقات كثيرة من دون جدوى، مبينا أن صاحب العمارة أصبح ينظر للأمر بمنظار استثماري ودخل فقط.

الأكثر قراءة