فك حظر السينما.. كل ممنوع مرغوب
مرة بعد أخرى منذ عقود، تعود قضية السينما في السعودية للظهور مجدداً على المستوى الإعلامي لكن هذه المرة جاءت مختلفة، وذلك بعد ظهور جماعة "الشمع الأحمر" السرية إثر أنباء إعلامية عالمية تشير إلى تنظيم عرض سينمائي بقيادة جماعة سعودية وحضره 60 شخصاً في أحد الأماكن الخاصة في أبها جنوب السعودية.
وبما أن قضية فتح دور عرض سينما أمر ممنوع ويتم حظره في السعودية، إلا أن تلك المجموعة الشابة تعلم أن كل ممنوع مرغوب، وبدأت تدغدغ مشاعر عشاق الشاشة السينمائية.
«الاقتصادية» رصدت في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" انطلاقة هاشتاق كان بعنوان "فك حظر السينما" الذي شهد تفاعلاً كبيراً من مختلف الأطياف من المغردين وذلك بعد انتشار خبر مجموعة الشمع الأحمر. وتساءل العديد من المغردين في الهاشتاق عن عدم وجود صالات سينمائية في السعودية حتى اللحظة، وبخاصة أنها جاءت خلال بدء إجازة عيد الأضحى المبارك التي تمثل فرصة للعديد من المواطنين لالتقاط أنفاسهم واستغلال الإجازة الدراسية بالسفر للدول المجاورة التي تعودت أن تكتظ صالاتها السينمائية بالسعوديين في كل إجازة.
وانقسمت آراء المغردين حول الهاشتاق ما بين مؤيد ومعارض، حيث انطلق المؤيدون لفكرة إنشاء صالات سينما في السعودية من مبدأ أن الوقت قد حان لإنشائها ولم تعد هناك مبررات مقنعة لمنعها، وخاصة أن القنوات الفضائية غزت كل منزل وأضحى خطرها على النشء أكبر من صالة سينمائية، إضافة إلى الدور الكبير الذي تلعبه السينما في تطوير السياحة الداخلية. وأستعرض مؤيدو الفكرة تجربة الفيلم الشهير (مناحي) للفنان فايز المالكي والذي لقي إقبالاً منقطع النظير، وتم عرضه تحت إشراف شركة روتانا، ولقي تنظيمه نجاحاً كبيراً في السعودية.
في حين أبدى المعارضون عدم تقبلهم للفكرة معتبرين أن الحديث عن إنشاء دور سينمائية في السعودية بمثابة خط أحمر لا يمكن تجاوزه بأي حال من الأحوال، مستندين إلى آراء عدد من المشايخ وطلاب العلم الذين يرفضون فكرة وجود دور عرض سينمائية سعودية من حيث المبدأ، ويرون للمجتمع السعودي خصائص مختلفة عن بقية المجتمعات الخليجية و العربية الأخرى، وتمنع عاداته وقيمه وتقاليده أمورا كهذه.
هذا ورصدت «الاقتصادية» من جانبها تغريدات كلا الطرفين، حيث قال المغرد ماجد الهزاع "إن البعض يمانع من وجود السينما في السعودية، ويبحث عنها في الخارج، لا أعلم هل هو تناقض داخلي، أو مع الخيل يا شقرا داخل حدود الوطن، مضيفاً أنه "كانت الأندية الرياضية في السابق هي من تقوم بعرض الأفلام السينمائية لكن تم منعها، ليتها ترجع الحين بحكم انحدار مستوى الأندية".
وأضاف الإعلامي ناصر الصرامي قائلاً: "الآن توجد قناعة أكبر بأهمية الصالات السينمائية من شرائح المجتمع، لنشاهد العدد الكبير من السعوديين في صالات السينما في الخارج"، وأضاف "إذا كنا جادين في تطوير السياحة الداخلية، على أقل تقدير لابد أن نعيد فتح صالات السينما من جديد لأن وقتها قد حان فعلا". وقال المغرد عبد الله السقياني "الحين وش سبب منع السينما، فيه إجابة مقنعة؟ إذا اشتراكات القنوات الإباحية تباع على قارعة الطريق في شارع التحلية في الرياض".
وقالت المغردة @angryfemale: "بعد إبداع بعض الشباب في أفلام اليوتيوب يجب حظر صناعة السينما وإعطاؤهم فرصه فقد أثبتوا رقيهم وعمق تفكيرهم وميلهم للمصلحة العامة". وأضاف ماجد العيسى: "مجتمع متناقض .. يمنع قيادة المرأة ويسمح لها بخلوتها مع السائق ..! يمنع صالات السينما ومحال الأفلام فاتحة في كل زاوية ودون أي رقابة ..!".
وقالت المغردة مرام: "لم لا ننتج أفلاماً تحكي قصة احتلال الحرم، حرب الخليج، تدمير خط بارليف، وحرب 73 ودور النفط فيها؟ من قال إن السينما يجب أن تكون فقط آكشن أو جنسا؟" وقال خالد العمار: "لمّا أشوف تزاحم السعوديين على السينما في الخليج، أتذكر الأب اللي يمنع ولده من مشاهدة التلفزيون، والولد يشوفه في بيت جيرانهم!".
في الوقت الذي أبدى فيه المغرد معارضته لفكرة إنشاء دور عرض سينمائية. وقال المغرد إبراهيم السليمان: الشعب ما هو قادر يشتري دجاجة .. وبعضهم أولوياته مشاهدة فيلم في سينما...! هدى الله كل من لا يحس بمعاناة الآخرين وأولوياتهم...!. "وقال محمد الحربي: "من غرائب بعض المدافعين عن التدين تصوير مسألة السينما على أنها الموقعة الكبرى بين طهارة المجتمع أو تفسخه. وأضاف أن من الاستخفاف بعقول الناس تصوير السينما على أنها المفتاح السحري لتنمية وتطوير السياحة الداخلية والنهوض بها".
و زاد رائد الخليوي قائلاً: "30 سنة لم نحسم التالي: قيادة المرأة للسيارات، السينما، وأن تصبح الإجازة الأسبوعية جمعة وسبت، زحمة خريص، وإسكان المواطنين.