أسباب تأخير المشاريع
المصطلح السائد هو تعثر المشاريع و هو من المصطلحات التي يستكين لها كل اطراف المشروع , و مصطلح التعثر هو ان المشروع يتم انجازه بالسرعة المطلوبة و بلحظة تظهر مشاكل و عقبات غير متوقعة تعثره و تعيقه عن التقدم و الإنجاز و لكن ما يتم هو ان جميع اطراف المشروع تخطط و ذلك قبل بدء المشروع لتأخيره فهذا التعثر هو تأخير , السبب الرئيسي لتأخير المشاريع هو العنصر البشري و سوف اختصر دورة حياة المشروع و كيف يتم تأخيرها و ليس تعثرها :
يبدأ المشروع بتلبية احتياج منطقة لمبنى او مشروع ما , يتم تكليف مكتب هندسي بإعداد المخططات و الوثائق الضرورية لتنفيذ هذا المشروع و هذه المرحلتين يتم تنفيذها بسرعة اكثر من فائقة , فيتم اختيار المشروع بدون دراسة حقيقة و متوسعة لاحتياجات المنطقة للمشروع كذلك يتم اعداد المخططات و الوثائق بطريقة القص و اللصق و بسرعة خيالية بل اكثر من خيالية و ذلك لان العنصر البشري لا مصلحة له بتأخير هذه المرحلتين بل مصلحته بان تنتهي بأسرع ما يمكن و هذا ما يحصل بالحقيقة .
يبدأ المشروع و يتم تحديد فترة لانجازه و دائما ما تكون ثلاثون شهر و لو طرح هذا المشروع في أي دولة من الدول المتقدمة لكانت فترة انجازه هي خمس سنوات و مع ذلك فيتم انجازه عندنا بأضعاف المدة اللازمة .
اطراف المشروع و هم مهندسي المالك و المكتب الاستشاري المشرف على التنفيذ و شركة المقاولات و الكل له مصلحة بتأخير المشروع فمهندسي المالك هم يعملون براتب شهري لا يتناسب مع قيمة عملهم فيتحولون الى موظفون لا يهمهم ان ينتهي المشروع بوقته بل الافضل ان يمتد حتى نهاية سنوات خدمتهم اما الاستشاري فهو يتقاضى راتب شهري لقاء وجوده بالمشروع و اذا تأخر المشروع فسوف يحصل على غرامة تأخير و يمتد راتبه الى اللانهاية و كذلك المقاول فهو يهمه الدفعة المقدمة التي استلمها حتى يستثمرها بالسوق و ما سيحصل عليه من التسهيلات البنكية ,كذلك العاملين بالمشروع من مهندسي المقاول و مقاولي الباطن و يتفنن جميع الاطراف لخلق اسباب لتأخير المشروع و عندما يعلن الجميع بان المشروع متعثر و يتم القاء التهم على الحلقة الاضعف و التي هي المقاول.
انا هنا لا اتهم أي طرف ففي الحقيقة ترى الكل يعمل بجد و جهد انما يتم التأخير المتعمد في العقل الباطني او باللاوعي , فمصلحة الجميع و هنا اؤكد الجميع هي تأخير تنفيذ المشروع حتى اخر مدة ممكنة و هي اللانهاية .