سليمان العيسى .. صوت البشائر
سليمان العيسى .. صوت البشائر
لأن الموت كأس لكل الناس ، فقد فقدت المملكة العربية السعودية والأوساط الإعلامية مذيع ارتبط بالاعلام منذ اكثر من 30 عام ، استطاع من خلالها أن يرسم البسمة على الشفاه ، وهو ينقل لنا قرارات الخير لثلاثة ملوك كرام ، الملك خالد والملك فهد رحمهما الله وسيدي خادم الحرمين الشريفين ملكنا المحبوب عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله .
سليمان العيسى عرفناه مع الناس قبل أن يقدم برنامج (مع الناس) فقد عرف بتواصله معهم ، وتعرفه على أحوالهم ، لم يكتفي بالتواصل معهم من خلال الهاتف أو الجوال فحسب ، بل كان يكره التواصل من خلال هذه الوسائل ، لأنه يرى أنها تؤثر سلبيًا على العلاقات الإجتماعية ، وخاصة في وقت المناسبات ، وكان دائما يحثنا من خلال مقالاته ومحاضراته وندواته على أن نجعل هذه الوسائل الالكترونية آخر وسيلة للتواصل مع أقاربنا إذا حكمت علينا ظروفنا أن نتواصل من خلالها ، أما في المناسبات والأعياد فقد كان يحثنا على أن نبني جسور التواصل بيننا ، نلتقي بكل حب ووئام ، وخير وسلام .
سليمان العيسى عرفناه صادقـًا ومخلصًا لدينه ثم لمليكه ووطنه ، ارتبط اسمه بالقرارات الملكية ، فكنا نترقب إطلالته على الشاشة ، ونترقب نبرة صوته (أمر ملكي) ، ولعل بشائر الخير الأخيرة من ملك الانسانية لا زالت عالقة في أذهاننا ، وصوت سليمان العيسى يزف إلينا زيادة الرواتب ، وصرف راتب شهرين للموظفين ، ومكافأتين لطلاب الجامعات ، وإنشاء هيئة مكافحة الفساد ، والعديد من مشاريع الخير .
سليمان العيسى هذا الاسم الذي يزخر ارشيف التلفزيون بالعديد من أعماله ولقاءاته ، وقد قام تلفزيوننا بنفض الغبار عن بعضها ليأخذ منها مقاطع بسيطة يقدمها لنا في صورة تقرير لا يتجاوز الدقيقتين في خبر وفاة إعلامي قدير وكبير ، قدم الكثير للتلفزيون السعودي منذ القدم وحتى رحيله عنا .
كيف أرثيك ؟ هذه العبارة التي كان يكررها الاعلامي سليمان العيسى عندما كان يتولى التعليق على مصاب جلل ألم بالمملكة ، واليوم نقولها نحن :
يا سليمان العيسى كيف نرثيك ؟ سنفتقد نبرة صوتك وجمال إبداعك ، سنفتقد لبسمتك التي كنت تفتتح بها نشرات الأخبار وأنت تقول (طابت أوقاتكم بالخير والمسرات والسلام عليكم ورحمة الله) .
يا أبا محمد كيف نرثيك ؟ وتلفزيوننا السعودي - الذي خدمته لسنوات - يكتفي بعرض تقرير بسيط لا يغطي ولا 1% من مسيرة حياتك .
يا سليمان العيسى كيف نرثيك؟ وأنا أشاهد جيلا تربى ونشأ على صوتك وقد اجتمعوا في مواقع التواصل الاجتماعية تلهج ألسنتهم بالدعاء لك بالرحمة والمغفرة ، وتذكر مناقبك وتستذكر وقفاتك .
يا سليمان العيسى كيف نرثيك ؟ لقد رحلت عن هذه الدنيا ونحن خلفك سائرون ، فالموت مصير كل حي ونهاية كل شيء .. رحمك الله يا أبا محمد ، وجزاك الله خير الجزاء على ما قدمته لدينك وملكيك ووطنك ولا نقول إلا ما يرضي ربنا (إنا لله وإنا إليه راجعون)