«نظام الفسحتين» يهدر أسبوعياً 75 دقيقة من الوقت الفعلي للحصص الدراسية
أدى نظام الفسحتين الذي اعتمدته وزارة التربية والتعليم في شوال الماضي، إلى حدوث خلل في المنظومة الإشرافية داخل المدارس، -بحسب ما رصدته «الاقتصادية»- وزيادة نسبة التجاوزات من خلال سلوكيات الطلاب أثناء نزولهم على فترتين إلى فناء المدرسة لقضاء وقت الفسحتين، أو في حال توجههم إلى فصولهم، حيث يفقد الطالب والمعلم أكثر من 15 دقيقة يومياً بسبب الفترتين، سواءً كانتا قريبتين أو متباعدتين زمنياً، أو موزعتين على أساس الحصص الأولى والثانية، والثالثة والرابعة.
وجاء هذا النظام الحديث عقب العمل باللائحة القديمة التي كانت تنص على منح الطلاب فسحتين للاستراحة ومزاولة النشاط بحيث لا يقل مجموع مدتيهما عن 30 دقيقة يومياً وفسحة قصيرة لمدة خمس دقائق بين كل حصتين تتيح للمعلمين والطلاب الانتقال من فصل لآخر وفسحة تراوح مدتها بين 15 إلى 30 دقيقة بحسب أعداد الطلاب لأداء صلاة الجماعة في مصلى المدرسة.
ويكمن الخلل -وفقاً لما رصدته «الاقتصادية» داخل إحدى المدارس الثانوية للبنين في محافظة الطائف- في نزول الطلاب وتوجههم لقضاء الفسحة الأولى، والثانية، لأن الفسحة الواحدة بزمن واحد ليس بالقصير، يحد من قيام الطلاب ببعض السلوكيات، إضافة إلى أنه يحد من تأخر بعض الطلاب عن الحصص التي تلي الفسحتين مباشرة، حيث إن تأخر الطلاب في دخولهم الحصص يزيد من عمق الفجوة بين المعلم وتلاميذه، ويعطل سير الحصص، ورصدت «الاقتصادية» انطباع عدد من الطلاب عن الفسحتين، حيث أبدوا ارتياحهم لنظام الفسحة الواحدة، بدلاً من اثنتين، معزين ذلك إلى أن الفسحتين تتيحان لهم تناول الإفطار في الفترة الأولى، في حين أنهم يُعانون الملل خلال زمن الفسحة الثانية، ما يحدو بهم إلى البقاء في فصولهم، أو في ممرات المدرسة، وعدم النزول إلى فناء المدرسة أثناء وقت الفسحة الثانية، ما يحدث خللاً في الدور الانضباطي، والسلوكي، والإشرافي أيضاً، كما عبروا عن مخاوفهم من أن يتأثر تحصيلهم الدراسي عطفاً على الوقت المهدر كل يوم، خلال إشراف المعلمين على الطلاب أثناء نزولهم للفسحتين، وعودتهم منهما إلى فصولهم، منوهين بأن الفسحتين تهدران ما يزيد على ربع ساعة يومياً، أي ما يزيد على 75 دقيقة كل أسبوع.
وكان الدكتور خالد بن عبد الله السبتي نائب وزير التربية والتعليم قد اعتمد في الـ 23 من شوال للعام الجاري، التعديل على المادة الخامسة والسبعين من القواعد التنظيمية لمدارس التعليم العام المتعلقة بتنظيم زمن فسح الطلاب خلال اليوم الدراسي وتنفيذها اعتباراً من العام الدراسي الحالي، لزيادة وقت الفسح إلى 45 دقيقة بدلا من ثلاثين دقيقة، بحيث يُمنح طلاب وطالبات المرحلة الابتدائية والمتوسطة فسحتان اثنتان للاستراحة ومزاولة النشاط وتناول الإفطار، مدة الأولى منهما 25 دقيقة ومدة الثانية 20 دقيقة، ويُمنح طلاب وطالبات المرحلة الثانوية فسحتان مماثلتان مدة الأولى منهما 30 دقيقة ومدة الثانية عشر دقائق، وتُلغى الدقائق الخمس الفاصلة بين كل حصتين، وتبقى الفترة المخصصة لصلاة الظهر بين ربع إلى نصف ساعة بحسب أعداد الطلاب في كل مدرسة، كما أشار محمد بن سعد الدخيني المتحدث الرسمي باسم وزارة التربية والتعليم، إلى أن تحديد مكان الفسحتين بين الحصص في الجدول المدرسي متروك لمدير ومديرة المدرسة وفق ما يريانه محققا المصلحة التربوية والتعليمية، على أن تتم مراعاة عدم ضم الفسحتين في فترة واحدة، ولا تزيد الفترة الفاصلة بين الفسحتين عن ثلاث حصص وأن يتم إشراك مجلس المدرسة، وطالب ممثل لزملائه من كل فصل، في اتخاذ قرار تحديد وقت الفسحتين، مضيفاً أن الوزارة وضعت عدداً من النماذج التي يمكن لإدارة المدرسة أن تختار منها ما يناسب ظروفها، وفق المحددات المنصوص عليها، مبيناً أن التنظيم الجديد يهدف إلى تحقيق المصلحة التربوية لكل من المدرسة والمعلمين والطلاب وأولياء أمور الطلاب والطالبات على حد سواء، لافتاً إلى أن الوزارة ممثلة في وكالتي التعليم قد نفذت دراسة مسحية لواقع اليوم الدراسي وتقسيم الحصص والفسح وتأثيرها في الأداء العام داخل المدرسة، شارك فيها عدد من مديري ومديرات المدارس والطلاب والطالبات والمختصون في التغذية واللياقة وعدد من المهتمين، وخلصت إلى وضع تنظيم مرن يمنح الطلاب وقتا كافيا للراحة ومزاولة النشاط وتناول الإفطار أكثر مما يمنحه التنظيم السابق، دون الإخلال بالزمن المحدد لليوم الدراسي.