تبعات الفلم المسيء للإسلام

تبعات الفلم المسيء للإسلام

تبعات الفلم المسيء للإسلام

تأملت تلك الجموع التي خرجت لتُعبر عن رفضها وشجبها واستنكارها لما تعرض له الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم من إساءة، فوجدت أن لتلك الصورة وجهين أحدهما مشرق واعد بمستقبل أفضل والآخر تشوبه قتامة وعدم وضوح.

أما الوجه المشرق الذي استوحيته من خلال ما نقلته شاشات التلفزة من أحداث مباشرة للموجة العارمة والغضبة الشعبية التي ملأت الشوارع متظاهرين في عدد من البلدان العربية والإسلامية، فيتمثل في غيرة المسلمين الشديدة حيال كل ما يمس دينهم وعقيدتهم، وهذا يعني أن الأمة ما فتئت بخير، وما يقوله البعض عن الأجيال الصاعدة وعن ضعف انتمائهم واعتزازهم بتاريخهم المجيد برهن الواقع عكسه، حيث هب الفتيان وهاجوا وماجوا فور اطلاعهم على نبأ الفلم المسيء للنبي محمد صلى الله عليه وسلم.

وأما الوجه الآخر لتداعيات هذا الفلم التافه، فإن مرد ضبابيته عائد لما نقله من صورة مشوهة لا تليق بسماحة ديننا ووسطيته. ولا شك أن أعداء الإسلام حريصون كل الحرص على استغلال أي أعمال عنف وشغب لصالح موقفهم وهدفهم الرامي لتشويه الرسالة المحمدية وأتباعها، وتأليب الرأي العام العالمي من خلال تتبع ردود الأفعال وما ينتج عنها.

وبعد ما شاهدناه من أحداث أظن أن صانعوا الفلم قد حققوا ما يصبون إليه من مآرب سياسية كانت أم دينية. وحتى يتم قطع الطريق على مثل هؤلاء المغرضين فإنه يجب على المسلمين العمل في الاتجاه الصحيح الذي يضمن عدم تكرار مثل هذه الأعمال المشينة بحق سيد الخلق عليه الصلاة والسلام، وذلك باستصدار قانون دولي يجرم ازدراء الأديان بأي شكل من الأشكال وإلا فإن تكرار الإساءة لديننا ورموزه محتمل في كل مكان وزمان لأن المفسدين كثرا ولن يثنيهم عن ممارسة افعالهم الخبيثة سوى قانون رادع يخشون سطوته.

ومن جهة أخرى، فإن مثل هذه الأزمة تعد فرصة سانحة للتعريف بالإسلام وسماحته بطريقة عصرية تستفيد من كل وسائل التقنية الحديثة، لأجل إيصال الرسالة لأكبر شريحة من البشر الذين يجهلون هذا الدين وتعاليمه.

الأكثر قراءة