«أبو مخروق» .. شاهد على أقدم حديقة في منطقة الرياض
يقف جبل "أبو مخروق" وسط مدينة الرياض شاهداً على أقدم حديقة في منطقة الرياض، حاملا بين أرجائه حكاية الحضارة السعودية الحديثة التي انطلقت بين صخوره الجيرية، راويا قصصاً وعناوين بارزة للتغير الذي طرأ وشهده جيل السبعينيات والثمانينيات من أهالي الرياض.
وصف الجبل الرحالة والمؤرخ الياباني "إيجيرو ناكانو" في كتابه "الرحلة اليابانية إلى الجزيرة العربية" الذي وضعه عام 1941 هـ، بأنه كالنسر.
وجاء في كتابه الذي يقع في 144 صفحة من القطع المتوسط الصادر من دارة الملك عبد العزيز "ذهبنا إلى جبل أبو مخروق في وسط الصحراء وتمكنا من مشاهدة جبل يتكون من الصخر الجيري، ويصل ارتفاعه لـ 50 مترا والجبل على شكل طائر النسر، وتبدو في رأسه فتحة كأنها عين النسر.
فجوة الجبل العلوية، أبرز ملامحه إضافة إلى تشكيلاته الصخرية الجديرة بالتوقف والتأمل، وأطلق على الجبل مسمى مستوحى من قمته المخروقة، فتحول اسمه من "الخربة" قديماً إلى "أبو مخروق حديثاً".
ويُعد جبل أبو مخروق من أقدم الحدائق المنشأة في مدينة الرياض، وكان هو المتنفس الوحيد لسكان مدينة الرياض، وكان يحتضن العوائل والأطفال أيام العطل الأسبوعية والإجازات الدراسية.
وتحول الجبل لحديقة عامة عبر أول افتتاح عصري للجبل قبل أكثر من 33 عاما أي في عام 1400هـ على طريق صلاح الدين الأيوبي، في حي الملز، بمساحة مقدارها 40 ألف متر مربع. وخلدت "ذكرى الجبل" مشاريع التأهيل والتطوير والتشجير، فصمم المتنزه ليأخذ شكل تكوينات طبيعية غير منتظمة، حتى تتلاءم مع هيئة الجبل، مع الإبقاء على قمة الجبل على طبيعتها للمحافظة على الفجوة.
ويتكون الجبل من الحجر الطبيعي في الجزء السفلي، ويعلوه الحديد المشغول، وبه ستة أبواب، وتم كساء السور من الداخل بسياج نباتي، تم تشكيله، ليحجب ما وراءه، وأضيفت إليه المسطحات المائية في الجهة الشرقية مساحتها 3000م، وبداخلها نافورتان، ومجموعة من الشلالات، مواجهة للمدخل الشرقي، متدرجة ومتصلة، وتصب مياهها في البركة، إضافة إلى شلال في الجهة الغربية، مكون من وحدات متراكبة فوق بعضها، كما توجد نافورة في الجهة الجنوبية، واثنتان في الجهة الغربية.
وتوجد في الحديقة مواقع مخصصة للأطفال في الجهة الجنوبية، موزعة داخل منطقة دائرية، ومزروعة بالمسطح الأخضر، ومحاطة بأحواض، مزروعة بالشجيرات.
وتضم الحديقة منطقة الخدمات العامة ومنها المبنى الإداري في الجهة الجنوبية، ومناطق الجلوس تحت المظلات، وفي الممرات وعلى المسطحات الخضراء، ومطعمان لتقديم الوجبات الخفيفة، وغرفتان للتذاكر في الجهتين الشرقية، والغربية، وثلاث دورات للمياه، موزعة على المتنزه، ومسجد في الجهة الجنوبية وأماكن لانتظار السيارات، حول المتنزه، ومواقف رئيسية في الجهة الشرقية. ودعا مهتمون إلى أن تكون للجبل رعاية وعناية أكثر وزيادة تطويره وتأهيله، حيث كان آخر تطوير للموقع سنة افتتاحه، كما دعوا إلى أن يحول الجبل لمتحف طبيعي يستفاد فيه من أرضية الجبل وظواهره الطبيعية، في الوقت الذي لا توجد في المنطقة متاحف طبيعية.