مواهبنا بين دعم روتانا وتجاهل إعلامنا وفنانينا
مواهبنا بين دعم روتانا وتجاهل إعلامنا وفنانينا
نشرت صحيفتنا الموقرة "الإقتصادية" في العدد 6917 وتاريخ 2 ذو القعدة 1433 خبرًا عن "حصول الفيلم الروائي ''وجدة'' الذي أخرجته السعودية هيفاء المنصور على ثلاث جوائز عالمية خلال مهرجان البندقية الـ 69، وهي جائزة سينما فناير وجائزة الاتحاد الدولي لفن السينما وجائزة إنترفيلم" وقد تم تكريمها من قبل الأمير الوليد بن طلال هذا الأمير الذي عهدنا منه دعمه وتشجيعه للمواهب الشابة .
وخلال قراءتي للخبر وجدت العديد من الأسئلة تدور في ذهني ، أين إعلامنا الحكومي (التلفزيون والإذاعة) عن دعم هذه المواهب ؟ وهذه المواهب إذا لم تدعم من قبل روتانا فأين تذهب ؟ وأين شركات الانتاج الفني عن دعم مثل هذه المواهب ؟
لماذا إعلامنا السعودي لا يقوم بتجديد الدماء الموجودة داخل أروقته ، فأغلبهم من الجيل القديم ممن أصبحوا يفضلون الراحة عن العمل ، وقدموا للتلفزيون الكثير ولا ننكر ذلك ، ولكن كل انسان له طاقة محددة وأفكار محددة ، ومتى ما قدمها كلها فإنه لن يستطيع بعد ذلك تقديم أي شيء ، وعندها تحين الفرصة لفتح الأبواب للمواهب الجديدة ، وهكذا ..
هذه سنة الحياة وليس قانون يتم وضعه أو اشتراطات يتم اختيارها، نحن نشاهد أن العالم يتطور بشكل سريع ، وكل تطور له جيله الذي يفقهه ويفهم التعامل معه ، فلا يعقل أن نطلب من رجل يبلغ من العمر الثمانين أن يتعامل مع جهاز حديث كالآيفون مثلا !! وهكذا الاعلام بل إن الإعلام يتجدد بشكل يومي ، ونحن بحاجة جيل يواكب هذا التطوير والتجديد ، وهنا يبقى السؤال : أين إعلامنا السعودي عن مواكبة هذا التطوير والتجديد من خلال دعم وتشجيع هذه المواهب ؟ أنه من المؤسف أن نجد هذه المواهب تتجه إلى القطاع الخاص أو إلى مواقع التواصل الإجتماعي (اليوتيوب مثلا) لتقدم أعمالها من خلاله ، بينما الوزارة المسؤولة عن ذلك تغط في سبات عميق لا نعلم متى تفيق منه ، وهنا لا يمكن أن أغفل نقطة هامة وهي أن هناك مواهب شابة داخل أروقة إعلامنا السعودي ، ولكنها تدار بالفكر القديم الذي وضع حدود وقيود لطموحات هذه المواهب ، مما دفع هذه المواهب إلى الخروج من إعلامنا السعودي ، وقد تحدثت عن ذلك في مقال سابق .
أيضـًا شركات الانتاج الفني لدينا ، وتكرارها للأفكار بشكل سنوي ، فقد تعود المشاهد على متابعة تلك الشخصيات وتلك الكركترات ، بل ملّ من مشاهدتها ، فكل عام تتنافس نفس هذه الشركات للحصول على تعميد لتصوير مسلسلات للتلفزيون الرسمي أو القنوات الخاصة ، وفي النهاية نجد أن الكاتب والسيناريو والأفكار والممثلون لم يقدموا شيئـًا سواء تكرار ما قدموه في الأعوام الماضية ، وخاصة شركات (الممثل المنتج) الذي يحتكر دور البطولة في شخصه ، ويقوم بتفصيل المسلسل بما يتوافق مع أفكاره دون منح أي فرصة للجيل الجديد ، فهل سيأتي علينا شهر رمضان العام القادم إن شاء الله وقد قررت شركات الانتاج أن تجدد في دمائها ، وتختفي تلك الوجوه التي اعتدنا على مشاهدتها وتتيح الفرصة لهذه الوجوه الشابة لتقدم لنا فكرًا جديدًا ودراما متطورة وحديثة لا تعيد تكرار نفس ما كنا نشاهده ؟
ما أود الوصول إليه ألخصه في نقطتين :
1- على التلفزيون السعودي أن يتحمل مسؤولياته تجاه هذه المواهب حتى لا تختفي وتفقد بريق جمال إبداعاتها .
2- على شركات الانتاج الفني أن تعيد النظر فيما تقدمه وخاصة شركات (الممثل المنتج) والذي يحتكر البطولة في شخصه ، دون أتاحة فرصة للآخرين .