معاملة خاصة لأبناء الأثرياء!
اتخذت عدة بنوك استثمارية عالمية مثل مجموعة "سيتي بنك" و"جي بي مورجان" قرارا بشأن تقديم خدمة جديدة لعملائها من أصحاب الملايين أو المليارات، تتمثل في تنظيم برنامج لتلبية احتياجات أبناء المليونيرات والمليارديرات، من عملائها وتدريب ورثة المستقبل على كيفية التعامل مع أعباء الثراء.
طبقا للبرنامج الجديد الذي تنظمه عدة بنوك عالمية كبرى، والذي عرضت له صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية أخيرا، فإن عشرات الأطفال ممن ينتظر منهم أن يرثوا عشرات أو مئات الملايين من الدولارات سيتم إلحاقهم بفصول دراسية يحصلون من خلالها على التعليم والنصح من قبل مصرفيين متمرسين مؤهلين، لإيضاح الكيفية التي تمكِّن الطفل الثري من التعامل الأمثل في المستقبل مع شتى المواقف العاطفية والاجتماعية والنفسية عند تحوله من طفل صغير إلى أحد كبار الأثرياء في المجتمع.
يتناول البرنامج ضمن مناهجه موضوعات تمكّن المشترك من أبناء الأثرياء من التمييز بين الأصدقاء الحقيقيين وبين الآخرين الطامعين في ثرواتهم، وأعدت مجموعة سيتي بنك ولندن - على سبيل المثال - برنامجا يتقدم إليه أطفال الأثرياء من عملاء البنك، ممن يتخطى حسابهم 60 مليون جنيه استرليني، وسرعان ما أعلنت أكثر من 100 أسرة بريطانية وأوروبية اعتزامها الاستفادة من البرنامج الذي تم تصميمه لمعاونة المشتركين من أبناء الأثرياء على التعامل مع القضايا المرتبطة بالأموال.
وفي محاولة من مجموعة سيتي بنك لخلق الثقة بين الأسرة الثرية التي تريد إلحاق أبنائها، وبين القائمين على التدريس في البرنامج، تتم دعوة أسر المشاركين لقضاء عطلة نهاية الأسبوع بصحبة خبراء البنك قبل السماح لهم بالتعامل مع أبنائهم.
أما "جي بي مورجان" أحد أضخم البنوك الأمريكية فقد أسس مركزاً سمّاه مركز ثروة الأسرة، يمنح أبناء الأثرياء أو الورثة المستقبلين لثروات الأسرة فرصة التعرف على المزيد من المعلومات التي تتصل بالمال والثروة، إضافة إلى التقائهم نظراءهم من أبناء الأثرياء الآخرين، وتأهيلهم للتعامل مع الضغوط المستقبلية التي يمكن أن يتعرضوا لها من جراء ثرواتهم، وفي رأي بعض المنتقدين لمثل هذه البرامج التي تعدها البنوك لأبناء الأثرياء، أن الهدف الحقيقي من وراء هذه البرامج هو رغبة البنوك في الحفاظ منذ وقت مبكر على أبناء عملائهم من الأثرياء، وفي عدم إغلاق حساباتهم وفتح حسابات أخرى في بنوك منافسة.