دبلوماسية القيم

دبلوماسية القيم

دبلوماسية القيم

اعجبتني قصة السفير الالماني في إحدى الدول الاوربية العظمى خلال السنوات الاولى من القرن الماضي. كان من اكثر الشخصيات الدبلوماسية احتراماً و وقاراً لدرجة أن اكثر الساسة الاوربيون تشائماً كان يتوقع تعيينة وزيراً لخارجية المانيا؛ بينما كان معظم المحللين السياسيين و الدبلوماسيين في ذلك الوقت يتوقعة أن يفوز في حال قرر الترشح لمنصب المستشار الالماني.طبعاً، نظراً للشعبية الواسعة التي حظي بها في مختلف طبقات المجتمع الالماني نتيجةً لنجاحة في التعامل مع عدد من الملفات الشائكة بمهنية ودبلوماسية عالية.

مثل معظم البدايات الجميلة، كانت النهاية غريبة او إلى حد ما قاسية عندما قرر السفير الإستقالة في عام 1906 منهياً بذلك مشوار حافل بالإنجازات في العمل السياسي والسلك الدبلوماسي على الرغم من قصر المشوار نسبياً. يحكى انة قرر الإستقالة ليتفادى ترأس حفل عشاء قررت الخارجية الالمانية إقامتة لملك البلاد التي كان يعمل فيها سفيراً، وفقاً للراوي، فقد كان ملك تلك البلاد الاوربية العظمى زير نساء سيء السمعة؛ بالإضافة، إلى انة كان واضحً في تحديد اي نوع من الإحتفالات يفضل عند قبولة للدعوة.

عندما سُئل السفير عن سبب إستقالتة بعد فترة زمنية ليست بالقصيرة، اجاب "عندما احلق ذقني كل صباح؛ ارفض ان ارى سمسار خطيئة في المرآة ". قد يعتبرة البعض احد ابطال السياسة في القرن العشرين بينما يراه البعض الآخر على انة مجرد دبلوماسي خانتة دبلوماسيتة عندما وُضع على المحك. من وجهة نظري الشخصية، إن صحت الرواية، فإني ارى أن اقل ما يستحق ان يُقال عنة؛ انة رجل شرف وصاحب مبدأ. لكن هذا لايهم، إذ لم يهتم السفير الالماني بما اراه او رأوه محبية ومنافسية؛ كان يهمة ما سوف يراه في المرآه لو قرر ترأس ذلك الحفل.

المغزى من القصة ان قيم الإنسان؛ كما هو الحال مع ثقافات الشعوب، تتحمل الدبلوماسية وتقبل الاخذ والعطاء وقد تتطلب هذة الدبلوماسية الإنحناء للعاصفة في سبيل تحقيق مصالح إقتصادية تساعد في حل مشاكل إجتماعية او تحد من اثارها. لكن، عندما تصل الامور إلى حد يفقد فية المرء إحترامة لذاتة او يفقد الشعب هويتة؛ حينذاك، قد يتطلب التعامل نوعً خاص من الدبلوماسية... دبلوماسية القيـم إن صح التعبير.

الأكثر قراءة