مرض خطير يبدأ بالخمول وينتهي بالحمى

مرض خطير يبدأ بالخمول وينتهي بالحمى

يعرف طاعون المجترات الصغيرة بأنه مرض وبائي فتاك سريع الانتشار، يتسبب في خسائر اقتصادية فادحة تنجم عن نفوق أعداد كبيرة من الماشية. وقد سمى المرض بطاعون المجترات الصغيرة لتشابهه مع الطاعون البقري من أوجه عدة، خاصة الأعراض الظاهرية والباثولوجية والصفات المناعية.
ويعد المرض فيروسيا خطيرا سريع الانتشار، وهو يصيب أساساً المجترات الصغيرة الأهلية، حيث تتميز الأصابة بالخمول والحمى المفاجئة، وظهور التقرحات فى الفم والأنف، واختلال فى العملية التنفسية، مع إفرازات صديدية من العيون، والإسهال والسعال.
وينتمي المرض لعائلة بارا ميكزو فيريدي، وهو يتشابه في الخواص البيولوجية والتركيبة مع فيروسات أمراض الطاعون البقري والحصبية ودستمبر الكلاب (حيث توجد علاقة سيرولوجية وثيقة بينها) والتي تتبع كلها جنس موربيللي فيرس. ويمكن التفرقة بين فيروس طاعون المجترات الصغيرة والفيروسات الأخرى بواسطة اختبار الحماية أو التعادل المضاد فى الزرع النسيجي.
وفيروس طاعون المجترات الصغيرة أكبر حجما من فيروس الطاعون البقري. ويفرز الفيروس من جسم الحيوان بكميات كبيرة مع اللعاب والدموع والإفرازات الأنفية طوال فترة ارتفاع درجة حرارة الجسم. ويخرج الفيروس أيضا مع البراز بكميات كبيرة جداً طوال فترة الإسهال. شوهدت الأعراض الإكلينيكية للمرض بين الأغنام والماعز، كما تمت ملاحظتها على المجترات الصغيرة البرية مثل أغنام لاريستان، وغزلان دوركاس، والوعل النوبي، كما تصاب الأبقار والجمال والجاموس بهذا الفيروس إلا أنه لا توجد شواهد على أن الإصابة به تتسبب في مرض هذه الحيوانات.
واكتشف المرض للمرة الأولى في دول إفريقيا خصوصاً الغربية منها، وتمتد المنطقة الموبوءة إلى شمال مصر وجنوباً إلى كينيا في الشرق والغابون في الغرب، إلا أن سرعة انتشار الفيروس فائقة، فانتقل بعدها إلى بلدان كثيرة كالعراق وسورية والأردن وإيران والسعودية ودولة الامارات والكويت.
ويعود انتشار المرض إلى عدة مصادر أهمها إفرازات العيون والأنف والفم المحتوية على هذا الفيروس كذلك برازها السائل حيث تتطاير من هذا كله ذرات دقيقة فى الهواء حاملة معها الفيروس خصوصا عند السعال والعطاس، وبالتالى ينتقل إلى الحيوانات السليمة عن طريق جهازها التنفسى، وتلوث أوعية مياه الشرب والأعلاف بالفيروس، وتلوث الفرشة فيكون بذلك مصدراً إضافياً للإصابة بهذا المرض. وتجارة المجترات الصغيرة فى الأسواق تساعد على نقل الفيروس بسبب الاختلاط، كذلك لتغيرات الطقس يد فى ظهوره. ويساعد على انتشار المرض وجود الماعز والأغنام فى أماكن واحدة، إضافةً إلى إدخال قطعان جديدة للقطعان المحلية أو السابقة. ويمكن عزل فيروس طاعون المجترات الصغيرة فى الزرع النسيجى لخلايا أولية من كلية الماعز مع إضافةً بيئة مناسبة مع خمسة في المائة سيروم عجول حديثة الولادة.
وتكون الماعز والأغنام التى تراوح أعمارها بين خمسة وسبعة أشهر أكثر عرضة للعدوى من الحيوانات المسنة أو حديثة الولادة. ويصيب المرض بشكل طبيعى الماعز والأغنام ويعتبر الماعز أكثر حساسية للمرض وتكون الإصابة فية أكثر شدة . ولاينتقل المرض بشكل طبيعى للأبقار رغم أنها لو حقنت بفيروس المرض لأصبح لديها مناعة ضد العدوى بفيروس الطاعون البقري مما يؤكد العلاقة المناعية القائمة بين الفيروسين. وتفيد كثير من المراجع العلمية أن فيروس طاعون المجترات الصغيرة ماهو إلا إحدى عترات فيروس الطاعون البقرى التى تكيفت على الماعز وفقدت قدرتها على إحداث العدوى فى الأبقار.

الأكثر قراءة