الهيئة الجديدة وعزوف المواهب
الهيئة الجديدة وعزوف المواهب
في جلسة مجلس الوزراء برئاسة خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود ـ حفظه الله – يوم الاثنين 11 رمضان 1433 قرر المجلس الموافقة على تنظيم هيئة الإذاعة والتلفزيون ، حيث تتمتع بالشخصية الاعتبارية المستقلة والاستقلال المالي والإداري ، وتهدف إلى إيصال رسالة المملكة إلى جميع مناطقها وإلى أنحاء العالم بالكلمة والصورة باستخدام أحدث وسائل التقنية ، مراعية في ذلك السياسات العامة للدولة ، وتنمية القيم المستمدة من الشريعة الإسلامية وإبرازها ، وإرساء القواعد والقيم الأخلاقية والروحية وتعميق الوحدة الوطنية ، والارتقاء بالخدمات الإذاعية والتلفزيونية ، والإسهام في نشر التراث الوطني والإسلامي والإنساني (نقلا عن وكالة الأنباء السعودية)
هذه الهيئة هي طموح كل إعلامي وإعلامية ، هذه الهيئة هي رؤية ملك وطموح مواطن ، هذه الهيئة هي ثمرة جهد سنين من الدراسات والبحوث ، والمتابعة المستمرة من معالي وزير الثقافة والاعلام الدكتور عبد العزيز خوجة وسمو نائبه الأمير تركي بن سلطان بن عبد العزيز ...
ولكن هل تستطيع هذه الهيئة إعادة (الطيور المهاجرة) التي غادرت التلفزيون السعودي واتجهت إلى قنوات أخرى ؟ العديد من الشباب والشابات المبدعين والمبدعات من مذيعين ومخرجين وفنيين ومعدين نشاهدهم اليوم على شاشات قنوات أخرى ، وكلنا نعلم العقبات التي واجهتهم في الاعلام السعودي ، من عقبات مالية وإدارية ، ورقابة صارمة حدت من طموحهم ، ووجدوا أنه لا بد لهم من التوجه إلى قنوات أخرى تفتح أمامهم الطريق ليقدموا مواهبهم وإبداعاتهم بشكل رائع أدهش الجميع .
عزوف المواهب عن إعلامنا السعودي وتوجههم إلى قنوات أخرى أدى إلى عزوف المشاهدين عن مشاهدة القنوات السعودية ، ومتابعتهم للقنوات الأخرى بعد أن سئموا من مناشدة إعلامنا السعودي بتطوير وتحديث برامج التلفزيون والإذاعة السعودية بما يواكب متغيرات العصر .
نأمل كثيرًا من الهيئة الجديدة أن تسعى وتبذل قصارى جهدها لإعادة جذب المشاهدين والمبدعين معًا ، لا نريد تغييرًا لشعارات القنوات السعودية وفواصلها ، وتغيير مسميات البرامج والمحتوى هو نفسه ، نريد برامج جديدة بفكر جديد وإدارة جديدة ، والبرنامج الناجح سيبقى مهما طال به الزمن ، أذكر مثالا لذلك حيث لا زال الكثيرون يستذكرون برنامج المسابقات (حروف) هذه المسابقة التي حققت نجاحًا على الرغم من أنها كانت قبل الطفرة الإعلامية ، والسبب أنها استطاعت جذب المشاهدين من خلال أسلوبها والإعداد الجيد لها ، صحيح أننا نشاهد الآن مسابقات ذات استديوهات باهرة ولكنها ذات أخطاء فادحة من انقطاع الاتصالات وعدم توافق بين طاقم العمل ، كما لاحظنا ذلك في مسابقة (تقاطعات) التي قدمها الفنان القدير راشد الشمراني وتذمره من عدم استجابة وتوافق طاقم العمل معه .
على الهيئة الجديدة أن تسعى لتوظيف (المواهب) التي ستجعل من إعلامنا لوحة فنية رائعة بمواهبها الرائعة ، لا أن توظف من يسعى لوظيفة فحسب ، الاعداد والتقديم والإخراج وغيره هي فنون إعلامية إذا كانت متناسقة ومتكاتفة ستظهر لنا لوحة فنية رائعة وبرنامج لا ينسى ، أما إذا كانت مجرد وظيفة تؤدى فقط فهي لن تبقى أبدًا في ذاكرة المشاهدين .
(هيئة الإذاعة والتلفزيون) أمامها مهمة شاقة نرجو لها التوفيق فيها ، فهل تستطيع أن تحقق الرؤية والهدف التي أنشت من أجله ؟؟