الحنين لكتالونيا
الحنين لكتالونيا
لطالما كانت الحرب الأهلية الإسبانية موضوعاً محيراً بالنسبة لي كنت أضعها دائماً ضمن خانة المواضيع المهمة والواجب قرائتها, كنت لا أترك رواية تتحدث ولو بشكل بسيط عن تلك الحرب الا وقد أشتريتها وهذا سبب قرائتي لكتب كاميلو خوسيه ثيلا ومحاولة قراءة لمن تقرع الأجراس لـ ارنست همنغواي لكن لم استطع من إكمالها حتى الآن ,إلى ان اتى هذا الكتاب الشافي ,كانت رؤيتي لتلك الحرب رؤية سطحية جمهوريين من حزب اليسار يصارعون فرانكو المدعوم من قبل الأنظمة الفاشية في المنطقة فقط بعد القراءة اتضحت الصورة أكثر صحيح انها ظلت حرب بين اليمين واليسار لكن ذلك اليسار لم يكن موحداً بمافيه الكفاية لمواجهة القوة الفاشية .
كتالونيا وبعاصمتها برشلونة كانت مركزاً لتلك المنظمات والنقابات العمالية ذات التوجه اليساري التي كانت تحارب جنباً الى جنب في الجبهة عند خط النار في مواجهة قوات فرانكو لكن في برشلونة الأمور كانت تختلف فتلك النقابات اختلفت فيما بينها وأصبحت تتراشق التهم بين بعضها البعض متهمة كل واحدة الأخرى بالخيانة لصالح قوات فرانكو ,أحد من تلقوا تلك التهم هي نقابة الـ P.O.U.M التي كان كاتبنا يحارب ضمن صفوفها لك ان تتخيل مشهد التوتر الذي ساد المدينة وحرب الشوارع التي بدأت بينهم فيما بعد.
"الكل يصدق بقصص فظائع العدو و ويكذب قصص فظائع الجانب الذي هو معه"
اقتباس أحبتته لأنه دليل على أن كاتبنا كان يعترف بوجود بعض الفظائع للجانب الذي كان يحارب معه رغم أنها كما يصفها كاتبنا, لاتقارن كلياً بفظائع النظام الفاشي بقيادة فرانكو ,لكننا هنا لانقف صف الحياد وندعيه بل
يجب علينا الوقوف لجانب ضد اخر ,هذا ماحاول ايضاحه كاتبنا بعد هذا الأقتباس.
لو لم أكن إسبانية لوددت أن أكون لكثرت ما امتدح جورج اورويل صفاتهم رغم الظروف التي كانت تمر فيها البلاد من صراعات الا أن اخلاقهم كانت شهمة ولطيفة وأذكر هنا حادثة ورد ذكرها في الكتاب حين قام مفتشون بتفتيش غرفة الفندق الخاصة به ,بوجود زوجته, لأشتباهم به طبعاً بانتمائه لنقابة الـP.O.U.M
فتشوا كل شيء تقريباً ولم يجدوا شيئاً ضده لم يتبقى الا السرير الذي كان بالإمكان أخفاء الكثير والكثير من الأشياء التي تثبت ادانته إلا أنهم لم يستطيعوا أن يفتشوه والسبب أن زوجته كانت جالسة عليه واحتراماً لها لم يستطيعوا أمرها بالقيام عن السرير,قالها في جملة جميلة "إنني أحمل ذكريات سيئة عن إسبانيا, وجميلة عن الإسبان"