الفلكيون والذين يتراءون للهلال وبينهما الشيخ زحل!.

الفلكيون والذين يتراءون للهلال وبينهما الشيخ زحل!.

الفلكيون والذين يتراءون للهلال وبينهما الشيخ زحل!.

أخذتُ "لفّةً سريعة" في حيّز اللاشعور! فرأيتُ وكأنه قد صار لي جار واسمه "شادي" له ثناياً طافحة!. "شادي" هذا يا سادة.. له اهتمامات كبيرة بالأفلاك والنجوم ومطالعها ومغاربها ، وقد آذى صماخ أذنيَّ بذكر النجوم بقول: هذا "المرزم" وذانك "الكليبين" وتلك "الدجاجة"! وما يزال "يرغي" حتى أبغضتُ بسببه علم الفلك بغضاً يوازي بغض "الغزلنجيّة" ل"جيب الهيئة"!.

من حُلم اللاشعور هذا.. آمنتُ أن أناساً من المهتمين والمتخصصين في بعض العلوم قد يكونون سبباً في تنامي بغض الناس لهم ولما يطرحون وهم لا يشعرون .. وذلك بسبب طريقة عرضهم لموضوعات في تخصصاتهم على هيئةٍ "تمهص الكبود"! ، وبما يتبع أطروحاتهم من تشويش على الناس يفضي للتنازع والتلاحي!. خاصةً إذا كان ذلك في أمرٍ يتعلق بالعبادات.

التلاحي والخصام في يومي عيد الفطر وعيد الأضحى بسبب رؤية الهلال أصبح ظاهراً في مجتمعنا ، ولا تكاد تمرّ بمجلس قومٍ في العيد إلا وفيهم هذا "الكِرَاشُ والحِرَاش" الذي يصل أحياناً إلى تسفيه الأحلام ، والدعاء بقلّة "الرّحام"! وذلك نتيجة لتقليد كلِّ فريقٍ للمدرسة التي يرى أنها الأولى في أن يؤخذ قولُها في الاعتبار الشرعي والرسمي! ، وكل حزبٍ بما لديهم فرحون.. والغريب أن خصامَهم هذا مصاحبٌ ليقينهم بأن كل ذلك لن يقدم ولن يؤخر في الأمر مثقال شعرة "رمش"!.

"مدرسة علماء الفلك".. و"مدرسة مترائي الهلال".. وعِقدٌ من الخصام المُبين!.

في هذا الصدد أحب أن أهمس بثلاث همسات متتاليات ، وكل همسة من هذه الهمسات معها عبقٌ يليق بمقام من وجهت له ، مع وافر التقدير والاحترام..

الهمسة الأولى :
بعد التحيةّ الخاصة للفلكيين الكرام وقد قرأتُ ما كتبه أحدُهم في وسائل الإعلام قبل يومين حيث يقول : لا أنصح بترائي الهلال يوم الجمعة الموافق للتاسع والعشرين من رمضان!!!. أهـ ولا أدري ماذا سيضرّه لو تراءى الشعبُ السعودي كلُّه بنسوانه و"ورعانه" الهلال؟؟. ولا أرى قول الفلكي هذا إلا أبسط مثال يُضرب على التشويش على الناس!
يا سادة.. علم الفلك أحد العلوم الطبيعية التي يحترمها الجميع ، ولا يستهين به إلا جاهلٌ أخرق!. لكن أن يكون سبباً في نزاع الناس والتشويش عليهم في أعيادهم أو عباداتهم فهذا مالا يُرضى خصوصاً أن رؤية الهلال هي المعتبرة شرعاً في دخول الأشهر القمريّة كما قرر ذلك الفقهاء ، وذلك لحكمةٍ يريدها الله سبحانه ، وبالتالي فأقوال الفلكيين في هذا الشأن لن تقدم ولن تؤخر في الواقع شيئاً ، وإنما تلوكها ألسنةُ العامّة.. ويوشك أن تحصل بينهم بسببها الطامّة!. فـ "خفّوا علينا" رحمكم الله ، وإياكم وإثارة الزوابع.. والعبث في المرابع!.

الهمسة الثانية:
يا من يتراءون الهلال ويتسابقون في ذلك.. إن رؤية الهلال تعتبر شهادة لدخول الشهر ويُبنى عليها صوم الناس أو فطرهم.. فهي دينٌ وأمانة.. ليست عناداً للفلكيين وغيرهم!. وليست سباقاً يُجرى بين المترائين للهلال في المناطق والمحافظات!. ليعرف به مدى(بحلقة) العين أو جحوظها عند أهل منطقة أو محافظة!!. ليوشك بعضكم أن يرى الهلال بعد العصر!!. فكونوا على قدر المسؤولية -عافى اللهُ عيونَكم- ولا تصوّموا الناس أو تفطروهم بظنٍّ أو "هقوة" وفرّقوا رحمكم الله بين الهلال وزحل!.

الهمسة الثالثة:
أيها الشعب الكريم!. لقد تفاقمت هذه المشكلة بعد هذا التقدم في وسائل الإعلام وبرامج التواصل الاجتماعي ، وأصبحت الإشاعة أو معلومة "التشويش والشوشرة" في هذا الشأن سريعة وواسعة الانتشار ، مما يذكي الاختلاف ، وينمي الحيرة والتوجس في قلوب الكثير ، ويقلب الأعياد من كونها أيام فرح وابتهاج وتواصل إلى خصومات وتنازع وتشكيك ومفارقة للجماعة ، ونحن "يا الشعب" أحد الأسباب المهمة في ذلك من خلال تناقلنا لهذه المعلومات أو الإشاعات وتدويرها ، بل الزيادة فيها وتضخيمها.. ولو أهملناها وتغافلنا عنها لماتت في مهدها سكرانةً ثَمِلَة!.

حدثني من أثق به عن رجل أنه صام يوم العيد في العام قبل الماضي بسبب خوفه من عدم صحة الرؤية للهلال ، واقتناعه بأقوال الفلكيين وما أشيع من أن الذي رؤي ليس الهلال ، وإنما رأوا قرني زحل!!. ثكلتك أمّك يا زحل!! وثكلت قرونك!.."أول مرة أعرف أن زحل له قرون"!!!.

الأكثر قراءة