أسواق جدة تتوشح بالفرح وتتنافس في تقديم الحلويات في احتفالات العيد

أسواق جدة تتوشح بالفرح وتتنافس في تقديم الحلويات في احتفالات العيد

اعتادت المراكز التجارية والأسواق الشعبية في جدة أن تتسابق في تقديم ما لديها للمتسوقين من الحلويات المتعددة الأنواع ومواطن الصنع مع إطلالة عيد الفطر المبارك، حيث يعايش مختلف المتسوقين فرحة العيد وبهجته من خلال هذه العادة التي يحرصون في الإقبال عليها كمظاهر لاستقبال البيت الحجازي للضيوف والمهنئين بالعيد، الذي أنعشت بشائره سوق الحلويات في جدة التي تتميز بالتنوع والمذاق الخاص، خاصة عندما تتزين محال بيعها بالديكورات والتجهيزات التي توحي إلى البيئة الحجازية في السابق.
ويوضح أحمد محمد ضيف الله أحد بائعي الحلوى أنه موظف ويحرص على مزاولة مثل هذه المهنة الموسمية التي تحمل طابعاً اجتماعياً في أيام العيد إلى جانب أنها وسيلة للتكسب والحصول على لقمة العيش، مشيراً إلى أنه مع قرب حلول عيد الفطر تتبدل بسطات بيع المأكولات الرمضانية مثل الكبدة والبليلة والسحلب إلى بيع الحلويات الشعبية المختلفة وتتعالى نداءات الباعة في الشوارع بالأهازيج القديمة.
وقال إن هذه المهنة ورثها من والده الذي كان يبيع الحلوى في نهاية رمضان، حيث كان يستوردها من مختلف الدول العربية ويبدأ في إقامة بسطة حلوى العيد في الثلث الأخير من رمضان كل عام، التي تشمل أنواعاً مختلفة من الحلوى مثل التوفي واللوزية والنارجين وأنواع الحلويات بنكهة الفواكه المختلفة كالليمون والنعناع والبرتقال والفروالة وباقي أنواع الشكولاتة التي تحبذها بعض العائلات.
وأضاف أن بيع حلاوة العيد له طرق وأساليب لجذب الزبائن وجعلهم يعيشون أجواء العيد على الأصول والعادات القديمة، ولهذه الغاية يتم ترديد أهازيج العيد من أغان مشهورة، ويقوم البائع بترويج بضاعته من خلال هذه الأهازيج, وقبل دخول الحلويات المستوردة إلى جدة كان الأهالي يعتمدون على صناعة الحلوى المحلية.
ويقول جميل سعيد النوفل أحد مالكي محال بيع الحلوى منذ 30 عاماً: الكثير من الناس يتسابقون لشراء أفخر الحلويات لأن العيد مناسبة عظيمة ولا بد من أن يتميز على غيره من المناسبات في العام، حيث الفرح والبهجة وتبادل الزيارات التي تقدم خلالها أصنافاً متنوعة من هذه الحلويات التي يفرح بها الأطفال كثيراً والتي تربطهم بالعيد وذكرياته الجميلة.
وبين أن المراكز التجارية وأسواق الحلويات في جدة تشهد دائماً إقبالا كبيرا من قبل المتسوقين مع بدء العد التنازلي لحلول عيد الفطر المبارك، حيث المنافسة بينها في جذب الزبائن، فحلوى العيد هي السمة البارزة من مظاهر العيد، إلى جانب الملابس الجديدة، حيث تنشط هذه المراكز لمعايشة مظاهر العيد وتعلن فيها حالة الاستنفار القصوى لمقابلة كثافة المتسوقين في هذه الفترة من الأسر والأفراد.
وأشار إلى أن حلويات العيد تخصص لها الأسر السعودية والأفراد النصيب الأكبر من مستلزمات العيد لديها، إذ أصبحت عادة يتوارثها الجميع لتقديمها للضيوف طوال أيام عيد الفطر المبارك, مفيدا بأن هذه المراكز تتسابق أيضاً لعرض أحدث ما أنتجته الشركات المحلية والعالمية من حلويات تلقى نسبة كبيرة من إقبال المواطنين والعائلات عليها.
ونوه مسعود أبو علي أحد البائعين في المراكز الفاخرة لبيع حلويات العيد أن مراكز جدة التجارية والعاملين فيها يبدون استعدادهم لهذه المناسبة السعيدة بصفة كبيرة منذ دخول العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك من خلال التجهيز والترتيب الدقيق للحلويات حسب الصنف والنوع والجودة والحرص على أن تظهر بصورة لافتة وجذابة داخل المحل لكسب رضا زبائن المركز والظفر بأكبر عدد منهم.
وبين أن كمية الحلويات التي يتم بيعها خلال اليوم الواحد لفترة العشر الأواخر من رمضان من واقع تجربة عمله خلال السنوات الماضية في هذا المجال توازي ما يتم بيعه في عدة أيام في غير موسم العيد, لافتاً إلى أن نصيب الحلويات المكسوة بالشوكولاته هي الأوفر من بين أنواع الحلويات المعروضة في محله.
وتحدث سامر بن محمد "أبو مازن" صاحب إحدى البسطات لبيع حلويات العيد عن أسعار الحلويات المعروضة، مبينا أن الأسعار تتفاوت بحسب نوع الحلوى والشركة المصنعة، خاصة أن أغلبها يتم جلبها من خارج المملكة وخصوصا أوروبا التي تشتهر بإنتاج أفخر أنواع الحلويات إلى جانب إنتاج بعض المصانع والشركات المحلية المتخصصة في صناعة الحلويات بشتى أنواعها.
واستعرض أصناف الحلويات المختلفة التي تشتهر بها جدة في أيام العيد والتي تلقى رواجاً كبيراً في هذا الموسم بصفة خاصة, مشيراً إلى أن نسبة مبيعات الحلوى الفاخرة تزيد من 20 إلى 30 في المائة خلال الثلث الأخير شهر رمضان المبارك, مبيناً أنه اعتاد كل عام وخصوصا في أواخر شهر رمضان على التجهيز لبسطته المتواضعة على حد قوله في ديكوراتها وأنواع الحلويات المعروضة فيها.
وأكد محمد الأشعري من العاملين في مجال بيع الحلويات أن متوسط أسعار بيعها ما بين 10 و35 ريالا للكيلو الواحد في وقت تحولت فيه معظم البسطات الرمضانية إلى لوحة جميلة, تتزين بالديكورات الجذابة التي تتناسب مع طبيعة المنطقة التاريخية بجدة لجلب أكبر قدر من الزبائن لشراء حلويات العيد.
وقال: "يزداد الإقبال على بيع حلوى العيد في الأيام الخمسة التي تسبق يوم العيد في عادة اجتماعية تزاول منذ القدم في جميع مناطق السعودية لأنها تعد من أبرز مظاهر العيد، حيث يحرص عليها الصغار والكبار على السواء, فقد كان الحجازيون يتغنون بـ"يا حلاوة العيد يا حلاوة من مال جديد يا حلاوة أشكال وألوان يا حلاوة جاكم العيد يا حبايب".
وأفاد بأن هناك بعض الزبائن ومن مختلف الطبقات يحرصون على اقتناء بعض الحلويات القديمة مثل حلاوة أبو بقرة الشعبية، إضافة إلى حلاوة ما كندوش والعروسة ومطي إلى جانب "الحلاقيم" وهي مجموعة من الحلويات الشعبية ممزوجة ببعض المكسرات، ويقدر سعر الكيلو منها بـ25 ريالا, فيما يفضل بعض الزبائن عمل تشكيلة متكاملة من الحلويات والشوكولاته ويقدر سعر كيلو التشكيلة بـ20 ريالا.
وأوضح عبد الرحمن بن ناصر الأحمدي أحد المتسوقين أن بعض الزبائن يفضلون أن يقدموا لضيوفهم في العيد أطباق الحلويات والمكسرات والمعمول, وما يلفت نظر مرتادي أسواق بيع الحلويات "البسطة السنوية" التي تقام قرب حلول عيد الفطر المبارك، وكأنها إعلان واضح لاستقباله وتبيع أصنافاً وكميات مختلفة من الحلويات المحلية والخارجية.
وأشار إلى أن حلاوة العيد تذكره بأيام الطفولة وفرحتها وهو يحرص على اصطحاب أبنائه عند شراء الحلوى قبل العيد بثلاثة أيام، حيث يقوم بشراء تشكيلة واسعة من الحلويات الشعبية، إضافة إلى الحلويات الفاخرة كنوع من امتزاج الماضي بالحاضر.
وقدر صاحب الأعمال سعيد بن علي البسامي حجم السوق السعودية للحلويات بأنه يتجاوز 1,5 مليار ريال سنوياً وأن المواسم ترفع الطلب بما لا يقل عن 80 في المائة, فيما تقدر الصناعة الوطنية من الحلويات بنحو ألف طن سنوياً 700 طن منها حلويات شرقية تعد الأكثر طلباً في المواسم, متوقعاً ضخ مزيد من الاستثمارات الجديدة في هذه الصناعة في ظل ضخامة حجم السوق السعودية ومعدلات نموها المتصاعدة سنوياً ما دفع الشركات الأجنبية للدخول ومنافسة الشركات السعودية على كعكة السوق التي يصل حجمها إلى ملياري ريال. وأشار إلى أن حجم مبيعات الحلويات يصل إلى نحو 100 مليون ريال في شهر رمضان المبارك والعيد, مفيداً بأن سوق الحلويات في السعودية مقبلة على تطورات كبيرة من أبرزها طرح الامتياز التجاري الذي يفتح المجال ويعطي الفرصة للشباب السعودي في الاستفادة من هذه الأسماء التجارية وخبرة وأنظمة عمل تلك الشركات المرموقة عن طريق نظام الامتياز التجاري الذي شرع في طرحه العديد من الشركات المتخصصة في هذا المجال.

الأكثر قراءة