جازان والفيروس الغامض

جازان والفيروس الغامض

جازان والفيروس الغامض

يتطلع المواطن دائما إلى تحقيق مايساهم في تحسين وضعه المعيشي ومساعدته للحصول على ذلك في وطنه الذي يعيش فيه ، سواء كانت مشاريع تنموية أو خدمية أو غير ذلك من مشاريع التطوير والنماء ، لأنه بحدوث ذلك ستجد المواطن يشعر بشيء من الواقع التنموي لبلده وهو الأمر الذي سيؤكد له ولجميع المواطنين بأن ذلك ضامناً كافياً لمستقبلهم ومستقبل أبنائهم .

إنه الأمر نفسه بالنسبة للمواطنين في منطقة جازان بجميع محافظاتها، مع العلم بأن جميع أهالي المنطقة يستشهدوا بالدور العظيم والإهتمام البالغ من صاحب السمو أمير منطقة جازان، والذي يعمل ليل نهار من أجل تحقيق ذلك منذ توليه إمارة المنطقة منذ حوالي عشرة اعوام، وكذلك نستشهد بما قاله خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله أثناء زيارته لمنطقة جازان قبل حوالي ستة أعوام ليعلنها صريحة كي يؤكد بأن هناك تقصير وتأخير للتنمية في منطقة جازان وهذه هي القيادة الحكيمة والعادل حيث قال : "أيها الاخوة والأبناء لقد تأخرت مسيرة التنمية في جازان في الماضي لظروف لم يكن لأحد يد فيها إلا أن دولتكم عقدت العزم على انهاء هذا الوضع ... إلخ ... ) إلى أن قال مؤكداً بأن هناك لفتة كريمة وخاصة منه حفظه الله وإعلان صريح لضخ المليارات لهذه المنطقة وأهلها دون إستثناء كي تقف هذه المنطقة وينعم مواطنيها بالخير حيث قال : "أبشركم أن مستقبلاً زاهراً ينتظر هذه المنطقة، مستقبلاً من الازدهار الصناعي ومن النماء الزراعي ومن الريادة في النقل البحري".

وبالرغم من كل ذلك الدعم والإهتمام من قيادتنا الرشيدة بمنطقة جازان إلا أنك ستلاحظ بأن منطقة جازان، لا زالت تفتقد حتى للبنية التحتية في معظم محافظاتها، وهو الأمر الذي يشد الإنتباه لمعرفة الاسباب لعدم تقدم عجلة التنمية والتطوير وهو الأمر الذي تسعى له قيادتنا العليا وكذلك مواطني المنطقة، وهذا ما يجعلك تنظر للأمر وكانه أشبه بمرض مزمن نتيجة فيروس غامض، وأصبح يأكل في جسد جازان وفي كل مايخص ملفات مشاريعها التنموية.

هذا الفيروس قد يرى بأنه من الواجب عليه الوقوف ضد أي تطوير أو تنمية لمنطقة جازان، ولذلك يعمل جاهداَ على حرمان أهالي المنطقة من تحقيق ذلك لهم، وما حملته السنين الماضية في عرقلة المسيرة التطويرية لجازان ومحافظاتها يؤكد بأن علاج ذلك والقضاء عليه، والدليل على ذلك ان حياة أهالي محافظة الحرث، وهي من اهم محافظات منطقة جازان مازال اهلها يفقتد حتى لأبسط الخدمات، بل أنهم حرموا حتى من نعمة الماء والتلفون والكثير من الخدمات الحكومية وغيرها، ولا زالوا على النمط المعيشي البدائي الذي عاشه الأباء والأجداد منذ عشرات السنين كالاعتماد على "الوايتات" في الحصول على مياه الآبار، وحياة الظلام التي يعانوا منها في مداخل وشوارع قراهم العديدة، وللأسف سيظلوا كذلك إلى ان تاتي رحمة من ربّك وينتهي عصر الفيروسات الإدارية الخبيثة بغموض وسوء نواياها، وذلك بإكتشاف مضاد مناسب للقضاء عليها، فتعمر الأرض لتستقي الخير في جميع محافظات ومناطق المملكة.

الأكثر قراءة