متاجرة الرقاب ..

متاجرة الرقاب ..

متاجرة الرقاب ..

لا تخلو صحيفة ورقية ولا الكترونية عن خبر جريمة قتل ,يطالب فيها أهل المقتول بدية ذات أرقام فلكية تصل لحد تعجيز أهل القاتل الفقير والذي قد يكون مورد رزق أهله مرتب والده التقاعدي وأمه التي تعض أصابعها ندما على جناية أبنها.

وأهل المقتول قد يشغلهم عن الحزن على أبنهم التفكير بديته التي قد يطالبون بها ,وقد تصل إلى أرقام فلكية رهيبة ,كمثل تلك النماذج التي عشنا معانتها خلال شهر رمضان الكريم ملايين تضخ في حسابات أهل المقتول واختيار رهيب لموعد القصاص وشروط تعجيزية رهيبة تبتعد عن الكثير من معاني الإسلام. ترى معاني الإسلام في كل مكان في تجمع المصلين في المساجد و في صيامهم وحبهم للطاعة والعبادة ,لكن تلك المعاني قد تكون بعيدة عن أخلاقهم.

قبل عدة سنين لم نسمع بمبالغ هذه الديات المرتفعة ولا شك أنها في ازدياد مضطرد لا يقف لها حد ,فإذا كانت اليوم ثلاثين مليون ,فغدا كم ستكون !! لعلني أوجه نداء للعلماء والمصلحين الاجتماعيين والفقهاء بوضع سقف محدد لمبالغ الديات لا تتعداه ,يقف الجميع عند هذا المبلغ احتراما للقانون ,ويرمون بكل الأعراف الاجتماعية الملوثة غير مبالين بها ,قبل أن تصبح المبالغة بالديات تجارة يحترفها أهل القلوب المريضة.

وعمل دراسات تربوية عميقة لمعرفة سبب كثرة جرائم القتل والعنف المتواجد في مجتمعاتنا ,فرغم مشاهد القصاص التي يراها العديد من أفراد المجتمع ,ورغم مبالغ الديات التعجيزية ,نجد هناك العديد من جرائم القتل في وضع قد يكون القصاص فقد حكمته في ظل الأعراف الاجتماعية البالية.

ولعلني أشيد بتلك الصورة المشرقة التي أثلجت قلبي في تصادف رهيب بين قصتين تتطابق بالمواضيع لكنها تختلف بالمضامين فهناك أب لمقتول يطالب بثلاثين مليون وهناك أب لمقتول يتنازل لقاتل أبنه مشترطا أعادة القاتل لعمله وتبرعه لخالته بجزء من كبده التي كان قد ينوي التبرع لها قبل أن يقتل.

الأكثر قراءة