سجن الحرية

سجن الحرية

سجن الحرية

الحرية مطلب إنساني بحت، ينادي به الصغير قبل الكبير، حين يصرخ طالباً حريته التصرف كما يشاء دون تدخلات الآخرين وتظل الحرية الحلم الذي يسعي كثيرون لتحقيقه سواء كانت حرية شعب أو دولة أو فرد. وأينما نتجه نجد أن الإنسان يعيش حياته، فقيرا أو غنيا، لكنه لا يستطع أن يعيش بلا حرية.

وحين ننتقل لتعريف الحرية بعيدا عن تعريفها الكلاسيكي، نجد أن هذا التعريف يختلف من شخص لآخر، فهناك من يقول أن أساسها الليبرالية، وآخرون يؤمنون بأنها القدرة على تقبل الآخر والتعايش معه، بكل اختلافاته, بينما تفضل أغلبية الناس أن تؤسس حدود لحريتها بمبادئ ومعتنقات المجتمع, وتظل فئة تعتقد أن الحرية تعني التنقل فقط لا غير. بينما أرى من وجهة نظري أن الحرية الحقيقية هي حرية العقل فكم من أناس انطلقت أفكارهم ومعتقداتهم ومبادئهم خارج نطاقات المجتمع الذي يعيشون فيه دون أن يوجد من يمنعهم, ولوعدنا للتاريخ لوجدنا أن كثيرا من السجناء، ظلوا يحتفظون بحريتهم داخل رؤوسهم دون أن تغير منهم القضبان شيئا.

وكثير ما نجد أناسا، أحراراً في أنفسهم، دون أي يجدوا شيئاً، ودون أن تضر حريتهم الآخرين لإيمانهم بأن حريتهم تنتهي عند بداية حرية الآخرين، بل أستطيع أن أذهب إلى أبعد من ذلك بالقول أن الحرية تعني الاستقلالية, الشرف, الكرامة, الاحترام، والثقة بالنفس، لأنها المرحلة التي يصبح فيها الإنسان مسئول عن قراره الذي يتعلق بمصيره، والذي سوف يدفع ثمنه غالياً لو أساء استخدام حريته أو شوه صورتها ,فهناك أناس نحترم حريتهم برغم أنها لا تناسبنا وآخرون نحتقرهم لأن لا حرية لهم، فالأهم أن لا نسجن أنفسنا في نفق مظلم نضع أنفسنا فيه دون أن ندري، فالحرية ما هي إلا كلمة تحدد كثيراً من ملامح شخصياتنا وحياتنا.

الأكثر قراءة