التوسعة والمؤشرات الذكية تضاعفان طاقة صحن الطواف 3 مرات

التوسعة والمؤشرات الذكية تضاعفان طاقة صحن الطواف 3 مرات
التوسعة والمؤشرات الذكية تضاعفان طاقة صحن الطواف 3 مرات

كشف لـ "الاقتصادية" الدكتور عبد العزيز سروجي عميد معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة، عن إطلاق دراسات متخصصة تهتم باستعمال "مؤشرات ذكية" لقياس مدى كثافة الطائفين في صحن الحرم المكي ومواقعهم، من أجل الاستفادة منها في رفد المشروع الكبير الذي أمر به خادم الحرمين الشريفين لتوسعة صحن الطواف العام الماضي.

وقال سروجي في حوار مع "الاقتصادية" إن مشروع التوسعة واستعمال التقنيات الإلكترونية الحديثة سيحدثان نقلة نوعية في انسيابية الحركة خلال الطواف ليستوعب 130 ألف طائف خلال الساعة الواحدة بزيادة ثلاثة أضعاف على الرقم الحالي.

وبين عميد معهد خادم الحرمين الشريفين أن توسعة صحن الطواف ستأخذ وقتا يصل إلى ثلاث سنوات، مشيرا إلى وجود بعض المعوقات مثل عدم قدرتهم على وقف الطواف أو الصلاة، خلال تنفيذ المشاريع الجديدة.

وبين سروجي أن خادم الحرمين الشريفين وجه بسرعة إنجاز المشروع وتطبيقه؛ إيمانا منه بأهميته على غرار إنجاز توسعة المسعى بأدواره، حيث زادت طاقته الاستيعابية وتبقى فقط المشروع الذي يمثل عنق الزجاجة وهو صحن الطواف.

وأوضح أن معهد خادم الحرمين لأبحاث الحج والعمرة قدم نحو 600 بحث ودراسة وبرنامج أسهمت في علاج كثير من الظواهر في الحرمين الشريفين وعززت تكامل الخطط مع الجهات المعنية خلال مواسم الحج والعمرة.

في مايلي مزيد من التفاصيل:

كشف الدكتور عبد العزيز سروجي عميد معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة عن دراسات تهتم بإيجاد حلول مؤقتة تختص بعمل مؤشر ذكي لبيان كثافة الطواف حول الكعبة وإظهار الأماكن الأقل كثافة في وقت الذروة من أجل الاستفادة منها وتوجيه الطائفين إليها وهي دراسة ستسهم في رفد المشروع الكبير الذي أمر به خادم الحرمين الشريفين لتوسعة صحن الطواف العام الماضي، وسيحدث هذا المشروع نقلة نوعية في انسيابية الحركة خلال الطواف ليستوعب 130 ألف طائف خلال الساعة الواحدة بزيادة ثلاثة أضعاف عن الرقم الحالي.

وبين عميد معهد خادم الحرمين الشريفين أن توسعة صحن الطواف ستأخذ وقتا يصل إلى ثلاث سنوات، ومن المهم أن نشير إلى وجود مشكلة أننا لا نستطيع أن نوقف الطواف ولا الصلاة فتم تقسيمه إلى أجزاء حتى لا تتأثر الحركة العامة في المسجد الحرام وهي عملية تحتاج إلى وقت وتركيز بالغ حتى تنتهي كل مراحل إنجازه وفي حال انتهائه سيرى الجميع أن مشكلة كبيرة قد انتهت وهي مشكلة الازدحام في صحن الطواف وقد وجه خادم الحرمين الشريفين بسرعة إنجاز المشروع وتطبيقه إيمانا منه بأهميته على غرار إنجاز توسعة المسعى بأدواره وزادت طاقته الاستيعابية وتبقى فقط المشروع الذي يمثل عنق الزجاجة وهو صحن الطواف، وهذه لا تكفي، بل يجب أن يكون هناك حلول إدارية فيما يتعلق بالتفويج إلى جانب الحلول الهندسية، إذ مهما تمت التوسعة إلا أنه من المهم أن يكون هناك تنظيم ودخول للطائفين تجنبا للازدحام وإدارة حقيقة لإدارة الحشود.

"الاقتصادية" طرحت الكثير من التساؤلات على عميد معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة.. إلى نص الحوار:

بداية نود أن نتعرف في نبذة قصيرة على معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة؟

معهد خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة هو معلم عريق منذ أن كان وحدة بحثية صغيرة تعنى بدراسات الهدي والأضاحي في عام 1395 في جامعة الملك عبد العزيز في جدة وكانت تهتم فقط بالجانب الإحصائي في الهدي والأضاحي في مواسم الحج بعد ذلك صدر الأمر السامي بتحويل الوحدة إلى مركز بحثي أطلق عليه اسم مركز أبحاث الحج وكان ذلك في عام 1396 هـ وبدأ المعهد نشاطه في إعداد بحوث الحج والعمرة وبالتركيز خاصة في موسم الحج ورمضان لأهمية هذه المواسم وما تقدمه من خدمة كبيرة للحجاج خلال المواسم وفي عام 1401 صدر الأمر السامي بنقل هذا المركز من جامعة الملك عبد العزيز إلى جامعة أم القرى نظرا لقربها من المشاعر المقدسة ومن مكة والمدينة فكان وجود المركز في مكة أدعى إلى أن يكون قريبا من المواقع البحثية نفسها ويتابعها عن كثب وفي 1418 هـ صدر الأمر السامي بتغيير مسماه إلى معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج، نظير ما يقدمه خادم الحرمين الشريفين من دعم لا متناه للمعهد في كل مجالاته البحثية سواء معنويا أو ماديا وفي هذا العام صدر الأمر السامي بإضافة مسمى العمرة إلى المعهد ليصبح مسماه معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة، حيث إن العمرة أصبحت على مدار العام لها أهمية كبيرة فيما يتعلق بالأعداد الهائلة التي تفد إلى مكة المكرمة قد تصل إلى ستة ملايين خلال العام الهجري الواحد، وهذا يتطلب توفير جميع الخدمات وتجهيزها التي تستطيع أن ترتقي بجميع الخدمات وتحقق الرؤى الطموحة لولاة الأمر في هذا الخصوص وتيسير كل السبل للحجاج والمعتمرين وتذليل الصعاب لأداء مناسكهم في الحج أو العمرة.

#2#

هل نستطيع القول إن المعهد هو الوحيد في العالم الذي يهتم ببحوث تختص بالحج والعمرة؟

نعم يعتبر المعهد هو الوحيد على مستوى العالم الذي يهتم بدراسات الحج والعمرة ولا يوجد نظير له، وتفرد بهذا الجانب وأصبح له تاريخ، وقد دخل الخدمة من أكثر من 38 عاما منذ نشأته إلى وقتنا الحاضر وهو يقدم الكثير من الدراسات والبحوث ومما يدل على اهتمام الدولة به وبمخرجاته شكلت له لجنة إشرافية برئاسة وزير الداخلية ولي العهد الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود - رحمه الله - ومنذ أن نشأ المعهد وهو يترأس اللجنة ويعتبر أكبر داعم للمعهد بعد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - يحفظه الله - والآن يترأس لجنته الإشرافية وزير الداخلية الأمير أحمد بن عبد العزيز آل سعود وتضم في عضويتها كلا من وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري ووزير الحج الدكتور بندر الحجار ومن لجنة الإشراف العليا تنبثق كل الرؤى والأفكار والمخططات التي يتولى المعهد رفعها للارتقاء بالجانب البحثي وما يقدمه وهي تعتبر المرجعية ويشرف على المعهد معالي مدير جامعة أم القرى الدكتور بكري عساس لأن المعهد جزء من كيان الجامعة ولا يقل أهمية عن أي كلية أو معهد تتبع للجماعة، كما أن هناك عميدا أربعة وكلاء في مكة المكرمة وأود أن أشير إلى أن للمعهد وكيلا في فرعه في المدينة المنورة، وله كادر بحثي وأكاديمي يقوم بعمل عدد من الدراسات الخاصة بالمدينة المنورة.

ما أبرز أقسام المعهد؟ وماذا عن كادره البحثي والعلمي؟

يضم المعهد خمسة أقسام بحثية: القسم الأول هو قسم البحوث الإنسانية والإدارية ويعنى بكل الدراسات فيما يخص المجالات السلوكية والاجتماعية والنفسية والإدارية وغيرها من العلوم النظرية، وفيها جوانب شرعية أيضا.

القسم الثاني هو قسم البحوث البيئية والصحية ويعنى بكل الدراسات المتعلقة بالبيئة وجوانب الصحة للمعتمرين والحجاج وغيرها وكل ما يندرج تحت هذا المجال من اهتمامات بيئية وصحية من شأنها توفير البيئة المناسبة للحجاج والمعتمرين لأداء نسكهم.

القسم الثالث هو قسم البحوث العمرانية والهندسية، وهذا القسم مهم جدا وله دور كبير في كثير من الدراسات ولا يخفى أبدا مشاركته في عدد كبير من إنجازات المعهد ومنها منشأة جسر الجمرات الكبيرة، وكان له دور كبير في ذلك وقدم المعهد الكثير من التوصيات والاقتراحات في هذا الخصوص وبرز جهده في التصور والإعداد لهذه المنشأة الحيوية، إضافة إلى جهده في دراسات لها علاقة مباشرة بالأمور الهندسية في المرور والنقل وغيرها من القضايا العمرانية والمساحات الفراغية التي ينبغي توافرها في أماكن التنقل أثناء العمرة والحج والتحكم في آلية إدارة الحشود إلى المسجد الحرام، وهذه من المجالات الحيوية المهمة التي يهتم بها المعهد من خلال هذا القسم.

القسم الرابع هو قسم يختص بالبحوث والشؤون الإعلامية، وهو يعنى بالتواصل مع كل الشرائح من الحجاج والمعتمرين من خلال الوسائل الإعلامية إيمانا من المعهد بأهمية الدور الإعلامي في التوجيه والإرشاد والتواصل وتعزيز الثقافة لدى الحجاج والمعتمرين والزوار وحثهم على اتباع النظام الذي يسهل عمل كل الأجهزة الخدمية.

القسم الخامس هو قسم المعلومات والخدمات العلمية وهو يعنى بالجوانب التقنية التي يمكن استخدامها في الحج والعمرة، ومن ذلك البطاقات الذكية وغيرها من استخدام التقنية في إيصال المعلومات للحجاج، وخاصة أننا نشهد نهضة تقنية في كل المجالات، وهذا القسم يعنى بكيفية الاستفادة من التقنية وتوظيفها في هذا الجانب خدمة للحجاج والمعتمرين، وهذا ما يؤكد عليه أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل، حيث إنه يؤكد دائما في كل اجتماعاته الخاصة بالمعهد أن نرتقي جميعا بعمل المعهد وبمكة المكرمة لما لها من خصوصية حتى تكون مكة المكرمة أنموذجا رائعا وفريدا في كل المجالات.

والمعهد يزخر بكادر بحثي متميز بشتى الدرجات العلمية وجميعهم انخرطوا في عمل المعهد وفي كل أبحاثه التي يقدمها خلال الموسم البحثي حيث لدى المعهد موسمان بحثيان، الموسم الأول هو موسم شهر رمضان وموسم الحج ويتم تطبيق الأبحاث وتكثيفها لكثافة الزوار والمعتمرين والحجاج، وهذا لا يعني أنه لا توجد دراسات في غير هذين الموسمين بل هي مستمرة خلال العام، ولكن يتم تكثيفها خلال موسمي الحج والعمرة.

وينخرط الباحثون في كل الدراسات، وقد تشترك أقسام عدة في البحوث، ما يرسخ مفهوم الشراكة في كل الأقسام حسب المجالات التخصصية ويقف وراء هذه البحوث قرابة 60 أكاديميا بشتى الدرجات العلمية وهذا يوجد بنية تحتية قوية للمعهد حتى ينهض المعهد بكل المهام الموكلة إليه والالتزامات المسندة إليه ومن هنا اكتسب المعهد ثقة كبيرة لما له من خبرة قديمة في مجالات إعداد البحوث ذات العلاقة ولما له من إمكانات كبيرة لا تخفى على أحد.

هل يقدم المعهد بحوثه ويتابع تنفيذها وإمكانات تطبيقها والاستفادة منها؟

من خلال أقسامه وأبحاثه أصبح المعهد جهة استشارية أكاديمية تقدم بحوثا تستشرف الواقع والمستقبل وتعالج التحديات لإيجاد الحلول المبكرة لها وكيفية تقديم الخدمات وهناك دراسات أخرى يقدمها المعهد من خلال ما يلمسه من مشكلات حالية يتناولها المعهد ويحدد لها الفرق البحثية الخاصة حسب التخصص والمجال البحثي ثم يتم إخضاعها إلى الدراسة العلمية العميقة وإيجاد الحلول والمقترحات لها ويتم أخذها بعد اعتمادها وإرسالها إلى الجهات التنفيذية المختصة للأخذ بتوصياتها ومقترحاتها وكيفية تطبيقها على أرض الواقع، ومن هنا نستطيع أن نعتبر المعهد جهة بحثية استشارية ليس فقط لجهة معينة، بل لكل الجهات الحكومية العاملة في الحج والعمرة.

إذن نحن جهة استشارية فنية للجنة الحج العليا بقرار المقام السامي ونشارك في عمل لجان كثيرة معنية في عمل الحج والعمرة ومع ذلك يعتبر المعهد نفسه مستشارا لكل الجهات العاملة المتنوعة في الحج والعمرة ودورنا هو تكاملي خالص مع كل هذه القطاعات وهذا ما تسعى إليه الدولة.

ماذا قدم المعهد من دراسات خلال موسم رمضان الحالي؟

قدم المعهد - ولله الحمد - قرابة 40 دراسة وبرنامجا ولأول مرة خلال تاريخ المعهد يتم تطبيق ما نسبته 50 في المائة من الدراسات كلها يتم تطبيقها في المدينة المنورة وهذه نقلة نوعية في هذا الموسم وهذه الدراسات انبثقت أفكارها بتوجيه من أمير منطقة المدينة المنورة في اجتماعه بأعضاء المعهد وحدد عددا من الملامح التي تحتاج إلى بحوث ودراسات وتقديم الاستشارات حيالها وتم إخضاعها في هذا الموسم ومن ضمنها قضية توسعة الروضة الشريفة وتأخير محراب الإمام إلى الخلف عند إقامة صلاة التراويح والتهجد لإتاحة الفرصة للزوار لزيارة النبي والسلام عليه وصاحبيه، وهذه كلها دراسات سيتم تطبيقها هذا الموسم أيضا قدمت مقترحات فيما يتعلق بالنقل بين المواقف والمسجد النبوي وشارك في هذه الدراسات كل الأقسام والباحثين وتم اختيار الأفكار والمقترحات من خلال لجنة علمية من قبل المعهد وعرضت عليها كل المقترحات بما فيها دراسات خاصة بموسم الحج وتتولى اللجنة تحكيم الدراسات من حيث الأولوية البحثية ودراسة إمكانية استيفائها للجوانب البحثية والعلمية بشكل متكامل وتم بالفعل الرفع بهذه الأبحاث إلى مدير الجامعة وتم اعتماد الأبحاث لموسمي رمضان والحج أيضا وتم توزيع الأبحاث على كل أقسام المعهد فكانت المحصلة ثماني دراسات وبرامج في قسم البحوث الإدارية والصحية وثماني دراسات وبرامج في قسم البحوث البيئية وثماني دراسات وبرامج في قسم البحوث العمرانية والهندسية وعشر دراسات في قسم البحوث الإعلامية وقرابة ست دراسات في قسم المعلومات والخدمات العلمية ما بين دراسة وبرنامج تم توزيعها على هذه المجالات، ومن اللافت وجود باحثين من خارج المعهد قرابة 80 باحثا من مختلف الدرجات العلمية ويساعد في ذلك عدد من الطلاب في تجميع البيانات والقياسات والاستبانات يصل عددهم إلى قرابة 230 طالبا في هذا الموسم البحثي.

ما أبرز الدراسات التي ناقشها أو قدمها المعهد وشارك في إعدادها؟

في قسم البحوث الإدارية تمت مناقشة أثر رجوع الإمام في محراب الروضة الشريفة إلى الخلف أثناء صلاة التروايح والتهجد في شهر رمضان هذه الدراسة نوقشت في هذا الموسم وسيتم مناقشتها أيضا من ناحية شرعية وإعطاء التصور الكافي لها أيضا هنا دراسة تختص بتقييم جودة النقل في مواقف المسجد النبوي الشريف إضافة إلى دراسة متعلقة بتطوير وتقييم جودة الخدمة بمشروع الملك عبد الله لسقيا زمزم في هذا الموسم وفي الجوانب البيئية تمت دراسات تتعلق بتقييم إجراءات السلامة الصحية في المطاعم والمطابخ على طريق الحرمين بين مكة والمدينة، إضافة إلى دراسة تتعلق بدراسة الرشاشات الرذاذية التي استخدمتها الرئاسة في ساحات المسجد الحرام ودراسة مدى جدواها في تلطيف الأجواء، أيضا فيما يتعلق بالجوانب العمرانية تمت مناقشة دراسة تتعلق بالحركة المرورية في المحاور الرئيسة وتم أخذ محور شارع إبراهيم الخليل في المرحلة الثالثة وتم اقتراح بعض الحلول لقضية الازدحام المروري التي تشهده العاصمة المقدسة أثناء مواسم العمرة والحج.

أيضا هناك دراسة قام بها قسم الشؤون الإعلامية تهتم بقياس استخدام الشاشات الإلكترونية الموجودة في المنطقة المركزية التي تسهم في توعية الحجاج والمعتمرين ومدى فاعلية إرسال الرسائل لهم من خلال تقنيات مختلفة أو من خلال الشاشات وإعطائهم الإرشادات والتحذيرات التي تكفل بعد الله سلامتهم ومرونة تنقلهم في الحرم المكي والساحات والمنطقة المركزية وهذه الدراسة هي وقائية من شأنها أن تعالج قضايا الازدحام قبل حدوثه وما يصاحبه من تكدس وترهل في الحركة قد يؤثر على سلامة الزوار وهناك دراسة أيضا تقيس مدى التوعية التي تقدمها الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام لضيوف الرحمن ومدى رضاهم عن ذلك، إضافة إلى دراسة تستمر طوال شهر رمضان وهي قضية الأدوار المتعددة والازدحام الذي يشهده صحن الطواف ومعرفة مدى الكثافة البشرية في منطقة المطاف من خلال كاميرات الفيديو بالتعاون من الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام أيضا يقدم قسم المعلومات دراسة مهمة تختص بالمطاف من خلال مؤشر ذكي لبيان الطواف حول الكعبة وإظهار الأماكن الأقل كثافة في وقت الكثافة من أجل الاستفادة منها وتوجيه الناس إليها وهي دراسة ستسهم في رفد المشروع الكبير الذي أمر به خادم الحرمين الشريفين لتوسعة صحن المطاف العام الماضي، وسيحدث هذا المشروع نقلة نوعية في انسيابية الحركة خلال الطواف لتصبح 130 ألف طائف خلال الساعة الواحدة بزيادة ثلاثة أضعاف عن الرقم الحالي.

هل تتوقف الأبحاث أم هي مستمرة خلال الموسم الواحد؟

هناك دراسات وبرامج لا تتوقف ومنها السجل العلمي والتاريخي لماء زمزم وبرامج ذات صلة بالخطة التشغيلية للمنطقة المركزية ويتابع المركز فيها عن كثب ويشارك في الخطة من خلال تطبيقها ودراسة خط سير المركبات وكل هذه البرامج والدراسات تشكل مركزا معلوماتيا مهما، وليست العبرة بكثرة الدراسات ولكن بأهميتها وأولويتها ومدى الاستفادة منها وتطبيقها على أرض الواقع وهذا دور يقوم به المعهد من خلال اجتماعاته بكل الجهات المشاركة لحث هذه الجهات على الاستفادة من هذه الأبحاث والارتقاء بكل الخدمات المقدمة للحجاج والمعتمرين.

ماذا بخصوص الملتقى السنوي الذي يقيمه المعهد؟ وماذا يقدم؟

دأب المعهد سنويا على أن يكون هناك لقاء للباحثين خلال موسم رمضان والحج وفيه تتم مناقشة أهم القضايا والدراسات والخروج بتصورات أعمق وأشمل ومن خلاله يتم إبراز دور المعهد والدعم الكبير التي تقدمه حكومة خادم الحرمين الشريفين من جهود كبيرة في خدمة الحجاج والمعتمرين وأود أن أشير إلى أن المعهد يحظى بمتابعة القيادة نظير ما يقدمه من دراسات وأبحاث وبرامج أسهمت في دعم الخطط التكاملية التي تحظى بها مكة المكرمة والمدينة المنورة فيما يتعلق بخدمة الحجاج والمعتمرين حيث قدم المعهد خلال مسيرته البحثية 600 منتج على هيئة أبحاث ودراسات وبرامج استفادت منها الكثير من الجهات ومنها دراسات لا تتوقف خلال الموسم البحثي إذ تتطور لتصبح دراسة تقييمية في كل عام أيضا يقوم المعهد بعقد ملتقى علمي سنوي في مكة وفي كل عامين في المدينة المنورة لدراسة كل الأبحاث في كل موسم المتعلقة بالحج والعمرة ويتم عرضها، وما يميز المعهد أنه لا يستقطب الأفكار من منسوبيه، بل من خارج المعهد من المهتمين بأبحاث الحج حتى من خارج المملكة العربية السعودية فيما يتعلق بالمشاريع الكبيرة وتشارك أيضا معاهد بحثية عربية في رسم هذه الخدمات والمرافق المهامة وهذه الملتقيات تشكل بيئة مناسبة للاجتماع ومناقشة خدمات الحج والعمرة مع كل الأجهزة والقطاعات المعنية.

فيما يتعلق بالمشروع الذي يختص بصحن الطواف كان للمعهد دور كبير فيه وهو الأقرب إلى موافقة المقام السامي. ما أبرز ملامح هذا المشروع ؟

المشروع قدمته وزارة التعليم العالي واطلع عليه خادم الحرمين الشريفين خلال العام الماضي في موسم رمضان وكان المعهد من ضمن الفريق المشارك في تقديم هذا المشروع وقدم أفكاره ومقترحاته حيال المشروع نظير الخبرة التي يتمتع بها المعهد وتم التوجيه والبدء به في شهر رجب تقريبا وتم إيقافه منتصف شهر شعبان بسبب موسم رمضان، على أن يتم العودة واستكماله بعد انتهاء شهر رمضان المبارك وهي توسعة ستأخذ وقتا خلال ثلاث سنوات، ومن المهم أن نشير إلى وجود مشكلة أننا لا نستطيع أن نوقف الطواف ولا الصلاة فتم تقسيمه إلى أجزاء حتى لا تتأثر الحركة العامة في المسجد الحرام وهي عملية تحتاج إلى وقت وتركيز بالغ حتى تنتهي كل مراحل إنجازه، وفي حال انتهائه سيرى الجميع أن مشكلة كبيرة انتهت وهي مشكلة الازدحام في صحن الطواف، ووجه خادم الحرمين الشريفين بسرعة إنجاز المشروع وتطبيقه إيمانا منه بأهميته على غرار إنجاز توسعة المسعى بأدواره وزادت طاقته الاستيعابية وتبقى فقط المشروع الذي يمثل عنق الزجاجة وهو صحن الطواف وهذه لا تكفي بل يجب أن يكون هناك حلول إدارية فيما يتعلق بالتفويج إلى جانب الحلول الهندسية إذ مهما تمت التوسعة إلا أنه من المهم أن يكون هناك تنظيم ودخول للطائفين تجنبا للازدحام وإدارة حقيقية لإدارة الحشود.

هل لديكم خطة استراتيجية بعيدة المدى؟ وهل هناك نية لعمل كراسي علمية بحثية في الجامعات؟

نعم هناك خطة انتهى المعهد من رسم أبرز ملامحها وسيتم رفعها للجهات المعنية لاعتمادها، أما فيما يتعلق بالكراسي فلدينا كرسي علمي باسم الأمير نايف - رحمه الله - لدراسات الإسكان في مكة والمدينة والمشاعر المقدسة وممول بثلاثة ملايين ريال، وهذا الكرسي تم وضع تصور كامل له والرفع به وتم اعتماده ونحن في انتظار إصدار الموافقة النهائية للهيكل الإشرافي للبدء في فعاليته أيضا هناك اتفاقيات عقدها المعهد مع بعض الجهات ذات العلاقة مثل دارة الملك عبد العزيز، أيضا هناك اتفاقية مع إمارة المدينة المنورة، أيضا عقدنا اتفاقية من كلية الملك فهد الأمنية، وكل هذه الاتفاقيات انبثقت من خبرة المعهد الطويلة، وتمت ترجمتها إلى أرض الواقع من خلال هذه الاتفاقيات.

الأكثر قراءة