أبها «مدينة الضباب».. تفتح ذراعيها للسائحين بـ «مرحباً ألف»
"مرحبا ألف".. بهذه الجملة ترحب منطقة عسير بزوارها ومحبيها على مدار العام تراحيبا محملة بالمطر وعبق وشذى الرياحين. مدينة أبها أو "مدينة الضباب" و"عروس الجنوب" - كما يحلو للبعض تسميتها - نظرا للضباب الذي يكسوها باستمرار والأمطار المنهمرة عليها بشكل مستمر، إلى جانب حبات البرد التي تحوّل جبالها إلى صفحة بيضاء.. صورة أخّاذة لا يمكن أن ينساها أي زائر قدم إليها، لتبقى في مخيلته من أجمل الذكريات التي تتناثر بين الجبال الموازية للبحر الأحمر التي تلتف حول المدينة ويصل ارتفاعها إلى 3200 متر فوق سطح البحر، لتشكّل مناخاً معتدلاً وأجواء أوروبية لتلك المدينة.
#2#
وتنتشر المتنزهات الوطنية البكر في كل أرجاء المدينة، فإلى الجنوب الغربي يأتي متنزه السودة الذي يبعد عن مدينة أبها 20 كيلومترا، ويمتاز بالمدرجات الخضراء والغابات الكثيفة، وفيه عدة أماكن للنزهات السياحية، واختيرت بعض المواقع بالمتنزه لتكن مطلات لمشاهدة المناظر الخلابة لمنحدرات تهامة (رجال ألمع، الشعبين، والعوص) عبر مناظير لتقريب الصور بوضوح، وعبر امتداد متنزه السودة هناك متنزه بشار المخصص للعائلات، الذي يمتاز بمواقع سياحية متفردة في الجمال، وكذلك أول مشروع من نوعه لقرية سياحية لإقامة زوارها، كما تتوافر في المتنزه كل وسائل الإسكان مثل: فندق أبها إنتركونتننتال وقرى سياحية سكنية عديدة، إضافة إلى محال تجارية وأسواق شعبية ومحطة العربات المعلقة (تليفريك) تربط المتنزه برجال ألمع.
#3#
وإلى الشرق يأتي متنزه الحبلة أكبر منطقة جذب سياحي، ويبعد مسافة 45 كيلومترا عن مدينة أبها، ويوجد في المتنزه عربات معلقة للوصول إلى القرية التاريخية (الحبلة) التي تقع في هوة عميقة تراوح بين (170-300 متر)، كما تضم فللا سكنية وألعابا ترفيهية ومطاعم، ومطل، بخصوصية تامة لكل عائلة لمشاهدة القرية القديمة، كما تنفذ عبر مسرح معلق فيها البرامج السياحية والألوان الشعبية والمسابقات كل صيف، وتميزها كذلك مناظرها الجميلة، إذ تعتبر منطقة تنزه وإقامة وتخييم، وفيها تكثر الممارسات الشبابية لهواياتهم المختلفة مثل تحجير السيارات وغيرها.
وبين أبها والحبلة يأتي متنزه دلغان على بعد 26 كيلومترا من مدينة أبها، وتبلغ مساحته 440 هكتارا، ويقطع أرضه وادي دلغان المحاط بأشجار السنط أو الأكاسيا. وتتخلل هذه المساحة المنبسطة جلاميد الصخور المتناثرة والأشجار والشجيرات، وفيه ممرات مسفلتة، ومواقف للسيارات، ومقاعد للنزهة، وممرات للمشاهد الطبيعية، إلى جانب الملاعب والألعاب المختلفة.
#4#
وفي إطلالة متفردة على تهامة يأتي متنزه أبو خيال على الحزام الدائري لمدينة أبها، ويطل على منحدرات عقبة ضلع من الجهة الغربية، وعلى مدينة أبها من الجهة الشرقية، ويرتبط بسكة العربات المعلقة التي تربط بينه وبين أبها الجديدة وجبل ذرة أو الجبل الأخضر، وفيه مواقع مخصصة لممارسة رياضة تسلق الجبال على مدار العام تحت إشراف متخصصين، إلى جانب المتحف الطبيعي للحيوانات والنباتات.
ومن المتنزهات ذات الطبيعة الخلابة متنزه الأمير سلطان، الذي يبعد عن متنزه دلغان نحو أربعة كيلو مترات، ويغطي مساحة تقترب من 420 هكتاراً، ويتميز بكثرة أشجار العرعر المعمرة، التي يبلغ عمرها نحو 150 سنة.
وفي وسط أبها يأتي الجبل الأخضر الذي يتميز بارتفاعه وإطلالته على المدينة من جميع الجهات، ويشتمل أيضا على العربات المعلقة والجلسات العائلية، وجميع أنواع الترفيه والمطاعم المصممة تصميما ترى من خلالها جميع الجهات التي يقع فيها المطعم، إضافة إلى المقاهي المكشوفة.
ومن أهم المواقع التي تجذب الزوار "الحديقة الترفيهية" التي تقع على مساحة كبيرة وتضم الألعاب المائية، والكافتيريا، والجلسات العائلية المطلة على بحيرة سد أبها مباشرة.
وعندما نأتي إلى المواقع التراثية والتاريخية فعسير تملك الكثير من تلك المواقع ومنها قرية رجال الترثية، وقصر ألمع الشهير أحد المعالم التراثية الذي جهز ليكون متحفا للحفاظ على تراث ألمع العريق، ويقع في قرية "رجال" في رجال ألمع المعروفة. ويعتبر متحف ألمع للتراث مثالا لأعلى طرازات البناء العربي القديم في منطقة عسير، ويمكن الوصول إليه عن طريق العربات المعلقة "تلفريك"، التي تأتي من أعالي قمم السودة لتحط في وادي العوص.
ويأتي قصر شدا الأثري وهو واحد من أهم القصور القديمة في مدينة أبها، ويتميز بأنه ذو قيمة تاريخية وتراثية كبيرة، ويقع وسط المدينة، ويضم العديد من الموروثات الشعبية والمخطوطات ذات التاريخ الحضاري العريق، وتم بناؤه عام 1927م، إثر توجيه من الملك عبدالعزيز – طيب الله ثراه - حيث شغل فترة من الزمن كمقر للإمارة، وفي عام 1986م تم ترميمه وإعادة تجهيزه ليكون متحفاً للموروثات الشعبية، ويحمل الكثير من ملامح وسمات العمارة المحلية، حيث تُزيّن أركانه بزخارف إضافة إلى بعض الكرانيش الموجودة على الدور العلوي، وكذا الفتحات الطولية الضيقة.
وهناك قصر "آل ملحة" الذي لا يقل شأنا عن قصر شدا. وعلى مقربة منهما تأتي قرية المفتاحية السياحية التي تعتبر أول مشروع من نوعه في السعودية يحتضن ويرعى الفنون التشكيلية والفوتوغرافية والصناعات والحرف والمهن اليدوية والمحلية، وينمي الحركة الفنية والحرفية، ويستقطب محبي الرسم والفن بشكل عام، إلى جانب المسرح الضخم الذي يحتضن كل الاحتفالات والفعاليات.