توعية مصرفية مشتركة للإعلام

انطلقت في مدينة الرياض، يوم السبت الماضي الموافق الثاني من حزيران (يونيو) 2012، في المعهد المصرفي التابع لمؤسسة النقد العربي السعودي ''ساما''، فعاليات دورة تدريبية مصرفية بعنوان: ''مفهوم الصناعة المصرفية ودورها في التنمية الاقتصادية والاجتماعية''، وشارك فيها من الجنسين عدد من منسوبي الجهات الإعلامية المحلية المختلفة (المقروءة، والمسموعة، والمرئية، والإلكترونية).
هدفت الدورة التي استمرت لمدة أربعة أيام، إلى تمكين الإعلاميين المتخصصين في النشرات الاقتصادية وأسواق المال، بما في ذلك القطاع المصرفي والمالي، من تكوين رأي عام مستنير، من خلال الإلمام بمفهوم الصناعة المصرفية والمالية وطريقة عمل المؤسسات المالية والمصرفية المكونة لها، إضافة إلى إكساب المشاركين القدرة وإتاحة الفرصة لهم لفهم وتحليل النتائج والمؤشرات المصرفية والمالية، لتمكينهم من فهم المصطلحات المالية والمصرفية المتداولة في مجال العمل المالي والمصرفي على حد سواء.
جدير بالذكر أن هذه الدورة، تعد من حيث ترتيب عدد الدورات التي عقدت في وقت سابق، الدورة الخامسة، حيث عقدت دورات سابقة، وبالتحديد أربع دورات مماثلة في كل من المنطقة الوسطي، والغربية، والشرقية، وشارك فيها أكثر من 50 مشاركاً (إعلامياً وصحافياً) من الجنسين.
جدير بالذكر أيضاً، أن هذه الدورة والدورات السابقة، التي نفذت بتعاون وتنظيم مشترك بين البنوك السعودية ممثلة في لجنة الإعلام والتوعية المصرفية، والمعهد المصرفي، تضمنت عدداً من المواضيع المهمة، التي تلامس وتلبي احتياجات العاملين في مجال العمل الصحافي والإعلامي المتخصص (الاقتصادي، والمالي، والمصرفي)، وشارك في تصميم المادة العلمية للدورة وهيكلة برنامجها الحالي، فريق عمل متخصص، ضم بين أعضائه رؤساء ونواب رؤساء تحرير لصحف محلية مرموقة ومعروفة، وخبراء مصرفيين وماليين، وعدداً من أعضاء هيئة التدريس في المعهد المصرفي. ومن بين المواضيع التي سلطت الدورة الضوء والتركيز عليها على سبيل المثال لا الحصر، وظائف مؤسسة النقد العربي السعودي، وتعريف المشاركين وإطلاعهم على أنظمة المدفوعات المختلفة، والسياسة النقدية للمملكة العربية السعودية، والبيئة المالية والاستثمارية في المملكة، وآليات عمل القطاع المصرفي، ونماذج وأنماط الاحتيال المصرفي وغسل الأموال وسبل الوقاية، وكيفية قراءة وتحليل للمؤشرات المالية المختلفة، إضافة إلى إطلاع المشاركين على آلية عمل عدد من الهيئات والمنظمات والمؤسسات المالية والبنكية وغير البنكية (محلية ودولية) التي لها علاقة؛ إما بعمل البنوك المركزية أو بعمل البنوك التجارية، بما في ذلك إطلاعهم على آليات عمل عديد من البرامج، التي من بينها على سبيل المثال لا الحصر، الشركة السعودية للمعلومات الائتمانية ''سمة''، وبرنامج تمويل المنشآت الصغيرة والمتوسطة ''كفالة''، ومؤسسة التمويل الدولية، وصندوق النقد الدولي، والبنك الدولي، ومؤسسات التقييم الائتماني، ولجنة ''بازل'' الدولية. ويتضمن برنامج الدورة قيام المشاركين، بزيارة ميدانية لأحد فروع مؤسسة النقد العربي السعودي، لإطلاعهم على طبيعة وواقع عمل المؤسسة، وبالذات فيما يتعلق بمجال عمل القطاع المصرفي بشكل عام ومجال عمل البنوك التجارية اليومي بشكل خاص. وشارك في الدورة متحدثون وخبراء مصرفيون وماليون واقتصاديون، يمتلكون رصيدا متراكما من الخبرة العلمية والعملية في مجال العمل المالي والمصرفي، بما في ذلك الاقتصادي، من بينهم متحدثون من مؤسسة النقد، والبنوك التجارية العاملة في المملكة، ومن خارج المؤسسة والبنوك، على مستوى خبراء ماليين ومصرفيين واقتصاديين معروفين على المستويين المحلي والدولي.
وحرصاً من القائمين على إدارة المعهد المصرفي، على التأكد من أن الدورة تحقق الأهداف المنشودة منها والمرسومة لها، يتم إخضاع كل دورة على حدة وبشكل حيادي للغاية، لعملية تقييم وتحليل دقيقة للنتائج من قبل المشاركين، بغية تلمس والتعرف على مواطن القوة والضعف، بهدف التعزيز من نقاط القوة وإصلاح مواطن الضعف. وبناءً على المعلومات والآراء التي يتم تجميعها من المشاركين، يتم تطوير آليات عمل الدورة، بما في ذلك المواد والمواضيع العلمية التي تضمنتها، حيث تتواكب مع كل ما هو جديد في مجال العمل الصحافي المتخصص والمحترف.
الدورات المصرفية السابقة حظيت، وفق إفادة المعهد المصرفي، باستحسان وقبول جيد من قبل المشاركين، الذين عبروا للقائمين على إدارة برنامج الدورة، بحيادية تامة، عن ارتياحهم للمواضيع التي تضمنتها الدورة، والفائدة التي جنوها من تلك المواضيع، ولا سيما أنها أسهمت بفاعلية في تطوير مهاراتهم العملية في مجال العمل الإعلامي والصحافي المتخصص.
خلاصة القول، أن الدورة المصرفية، التي تنظمها البنوك السعودية بالتعاون مع المعهد المصرفي التابع لمؤسسة النقد العربي السعودي ''ساما''، بعنوان: ''مفهوم الصناعة المصرفية ودورها في التنمية الاقتصادية والاجتماعية''، تعد دون أدنى شك عملا توعويا رائعا، ونتاج جهود مشتركة بين البنوك السعودية والمعهد المصرفي، يشكرون عليها، لكونها أسهمت بفاعلية - وفقاً لأقوال وآراء المشاركين في الدورة - في تعزيز مفاهيم الصناعة المصرفية في المملكة العربية السعودية لديهم، وتوضيح الأدوار والمهام المختلفة لهيئات ومنظمات مالية ومصرفية متعددة على المستويين المحلي والدولي، بما في ذلك العلاقة المهنية، التي تربط بين تلك المنظمات والمؤسسات، مثل لجنة ''بازل''، ومؤسسة التمويل الدولية، ومؤسسات التقييم الدولية، والشركة السعودية للمعلومات الائتمانية ''سمة'' وغيرها، بالبنك المركزي في المملكة والبنوك التجارية العاملة في السعودية.
إن عقد مثل هذه الدورات المصرفية المهمة في مدن ومناطق المملكة المختلفة، ومشاركة عدد لا بأس به من منسوبي الإعلام المحلي بمختلف تفرعاته، سيسهم دون أدنى شك في التحسين والتطوير لمخرجات الإعلام الصحافي المتخصص في مجالات فنية دقيقة، مثل مجال العمل المصرفي وأسواق المال والأعمال، الأمر الذي سيعمل على تطوير صناعة الإعلام المتخصص في بلادنا، بما في ذلك العمل على صقل وتطوير مهارات العاملين في ذلك النوع من الإعلام، الذي بدوره سينعكس في نهاية المطاف على العمل الصحافي والإعلامي بالجودة المنشودة والنوعية المطلوبة لما فيه الصالح العام.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي