«الزواج الجماعي» .. فكرة اقتصادية تحولت إلى فرصة لتوفير الكماليات
تحولت – في الآونة الأخيرة – فكرة الزواج الجماعي من مسارها الاقتصادي الذي يعمل على توفير التبعات المالية التي تثقل كاهل الشباب المقبلين على الزواج إلى عملية أشبه ما تكون بفرصة لا بد أن يستغلوها، حيث تكمن فائدة تلك الفرصة في توفير كماليات، وإضافات تصل بإجمالي ما ينفقه الواحد منهم في الزواج الجماعي إلى مصاريف مساوية – وربما أكثر بمراحل - لما كان سينفقه على حفل زواجه فيما لو أقامه بمفرده.
نحنُ هنا لا نتحدث عن الزواج الجماعي الذي تقوم به الجمعيات الخيرية، أو جمعيات تيسير الزواج، بل المقصود هنا ما تعمد بعض العائلات، والأسر القيام به، بتزويج أبنائهم، مع عدد من أقاربهم أو على مستوى الجيران أو الأصدقاء، تحت مظلة الجماعة، فالفكرة في بدايتها قد تكون مطمئنة للشباب خاصة، ولكن اختلاف الأفكار والرؤى والأساليب فيما سيقدم في حفل الزواج من كماليات، وأساسيات يتسبب في ارتفاع معدلات إنفاق كل شاب من أولئك وتجاوزه ما كان يُريد توفيره من مبالغ من خلال زواجه مع مجموعة من أقرانه.
تحوير فكرة الاقتصاد في تكاليف الزواج عبر الزواج الجماعي أثار دوافع بعض من الشباب إلى التوجه للشراكة في دفع تكاليف الزواج من أجل التمكن من توفير كل شيء يتعلق بكمالياته المرهقة مادياً، التي لا يستطيع الشاب توفيرها بمفرده، ومن هنا بدأ الخلل يدب في الهدف الرئيس من الزواج الجماعي واستغلاله في تحقيق رغبات فردية على حساب رغبات وآراء شباب آخرين شركاء داخل بوتقة الزواج الجماعي.
الشاب العشريني، سلطان عالي آل نويجي – وهو أحد الشباب المقبلين على الزواج – قال لـ ''الاقتصادية'': إنه يفضل تحمل تكاليف زواجه بمفرده، مشيراً إلى أن الزواج الجماعي كفكرة ستكون جميلة في حال اتفاق أفكار الشركاء، لافتاً إلى أن تبعات سلبية للزواج الجماعي بدأت تظهر بسبب زيادة التكاليف المالية التي يتحملها كل شاب في ذلك المحفل، مبيناً أن إقامة الشاب زواجه بمفرده سيُحقق من خلاله كل ما يناسبه ووفق مبادئه، وظروفه المادية وغيرها، إضافة إلى وجود حرية في الإنفاق.
وأبان آل نويجي أن المحصلة النهائية الاجتماعية في إقامة الشاب زواجه بمفرده تتفوق معنوياً، وبمراحل على معدل ما سينفقه مادياً، وما سيجنيه معنوياً من خطوة الزواج الجماعي.
وفي هذا الشأن، أوضح لـ ''الاقتصادية'' الإخصائي الاجتماعي جزا العصيمي مدير مكتب المتابعة الاجتماعية في محافظة الطائف أن الزواج الجماعي في أطر بعض العائلات يكون نجاحه بحسب مستوى دخل الأفراد وثقافتهم، مشيراً إلى أنه كلما كان المستوى الثقافي والمادي للأفراد المقبلين على الزواج متقاربا كانت فكرة الزواج الجماعي أفضل، مبيناً – في الوقت نفسه – أن اختلاف مستوى دخل الأفراد وثقافتهم سيشكل عبئاً مادياً كبيراً على أصحاب الدخل المحدود منهم، فأصحاب الدخل العالي ستكون مطالبهم في حفل الزواج، ومصاريفهم أكثر، ما ينعكس سلبياً على نظرائهم من محدودي الدخل، الذين لا يستطيعون تلبية وتأمين نفقات تكاليف الزواج، ونوه العصيمي إلى أن التفاهم يعد سبباً من أسباب نجاح فكرة الزواج الجماعي، فـ ''اختلاف الأفكار والآراء'' بين الشباب الذين يعتزمون الزواج عبر مشروع الزواج الجماعي، سيشكل عائقاً لنجاح الفكرة.