«المكلف» و«التحريصة» و«بدن» أزياء استوحتها المرأة السعودية من تراث الباحة

«المكلف» و«التحريصة» و«بدن» أزياء استوحتها المرأة السعودية من تراث الباحة
«المكلف» و«التحريصة» و«بدن» أزياء استوحتها المرأة السعودية من تراث الباحة

"المكلف"و"التحريصة" و"بدن" أزياء استوحتها المرأة في منطقة الباحة من تراثها، الذي يتميز بالعديد من الأزياء النسائية القديمة التي يطلق عليها أهالي المنطقة مسميات عديدة، ومنها المكلف زي العروس وسمي بذلك لتكلفة العمل فيه والتطريز، و"التحريصة" وسمي بذلك نظراً لأنه يأخذ الشكل الطولي في تطريزه، و"بدن" وهذا النوع من الثياب سمي بذلك لكثرة التطريز اليدوي في منطقة الصدر.
وتكون الأزياء للشعوب عنواناً مميزاً للمكان وتاريخه وحضارته وعاداته وتقاليده وجزءا من الشخصية، مهما طرأ عليها من تغير ومسايرة لأحدث الموضات والأزياء، ولكل بيئة أزياء خاصة تميزها، وسجلت هذه الأزياء في الوقت الحاضر حضوراً قوياً في مناسبات الأفراح والزيجات حتى باتت موضة مرغوبة تتنافس عليها الفتيات, وما هذا الاتجاه إلى الملبوسات القديمة إلا دليل على جودتها وإثبات لوجودها, إلا أن الرابح الأكبر هنا هم في الغالب كبار السن ممن يجيدون صناعة وتطريز تلك الأزياء، باعتبار أنهم الأوفر خبرة والأعمق معرفة بعمل مثل هذه الملبوسات.
وفي هذا السياق يورد عبد الله بن عيسى آل سهيل "75 عاماً" وهو أحد من يجيدون خياطة وتطريز الملبوسات القديمة في المنطقة، تجربته في هذه الصناعة التي بدأها منذ كان عمره لا يتجاوز الـ17 عاماً, عندما كان يتردد قديماً على مجموعة من الخياطين من أبناء قريته، وكانت عيناه لا تفارقان ما يقومون به من عملية الخياطة والتفصيل والتطريز حتى حفظ ما شاهده ومن ثم أتقنه، ويقول: المكلف يُفصّل للعروس وسمي بذلك لتكلفة العمل فيه والتطريز، ويتراوح سعره قديماً ما بين 60 و 80 ريالاً للثوب الواحد, و"بدن" وهذا النوع من الثياب سمي بذلك لكثرة التطريز اليدوي في منطقة الصدر, و"التحريصة" وسمي بذلك نظراً لأنه يأخذ الشكل الطولي في تطريزه".

#2#

وبالنسبة لثياب الأطفال فإنه يفصل لهم من نفس الأنواع السابقة مع تغير في السعر، حيث يتراوح سعر الثوب الواحد ما بين 10 و 12 ريالا, بينما يصل السعر في الوقت الحاضر ما بين 150 و 200 ريال, ويصل سعر الثوب المكلف إلى 2500 ريال للثوب الواحد. ويقارن عبد الله آل سهيل بين سعر القماش قديماً وحديثاً، مشيراً إلى أن سعر القماش قديماً لا يتجاوز الريالين للمتر الواحد, فيما يتراوح سعره في هذه الأيام بين 25 و 30 ريالا للمتر من نوع "ستن وبركالة" التي تغيرت تسميتها إلى "الدفة, كُريم".
وعن كيفية تطريز الملابس النسائية بيّن آل سهيل أن عملية التطريز قديماً تعتمد على العمل اليدوي، الأمر الذي يتطلب الكثير من الوقت لإنجاز الثوب الواحد، وفي الغالب يستغرق شهرا ونصف الشهر، إلى أن استخدمت مكائن الخياطة ولا تزال حتى يومنا هذا.
وأشار إلى أن عملية الخياطة تتطلب لبس غطاء في طرف الإصبع أكثر ما يشبه عصابة العين التي توضع على أعين الطيور لتجنب الإصابة بوخز الإبر، وهو ما يسمى بـ"الوقاية", كما تتطلب ربط خيط رفيع يكون متصلا بالقماش، الذي يريد خياطته في إصبع رجله اليمنى يسحبه إلى حجره، وهو في وضع الجلوس ليتهيأ بعدها للخياطة اليدوية. وتتجلى الدقة في تفصيل تلك الملابس الشعبية في اختيار وتناسق الألوان الجميلة في تطريزها واقترانه بالأذواق المختلفة، مما جعله محبباً ومتوارثا لأجيال عدة، ولا تزال المرأة في الباحة حالياً تحرص على لبس بعض هذه الملابس مع بعض الإضافات الحديثة التي تتماشى مع العادات والتقاليد العربية والإسلامية الأصيلة.

الأكثر قراءة