هل أنت سكيورتي ؟

هل أنت سكيورتي ؟

سكيورتي تلك الوظيفة التي أخذت شعبية كبيرة في مجتمعنا , فلا تكاد تجد أي بيت يخلو من هم في هذه الوظيفة , فتجد ربما أقربائك أو أصدقائك أو من تعرفهم يعملون في تلك الوظيفة , فقد انتشرت شركات الحراسات الأمنية انتشار واسع و أيضاً انتشار البطالة ساهمت في لجوء شبابنا لتلك الوظيفة , لكن أولئك السكيورتيين حقوقهم ضائعة بين تلك الشركات و المجتمع , فالشركات تعطي رواتب ضعيفة جداً ما بين 1500 إلى 2000 ريال , فهل تلك الرواتب تساعدهم على معيشتهم في هذه الحياة ؟ , بالعكس هذا استغلال و إجحاف بحقهم , تلك الشركات الأمنية تُوقع عقود بملايين الريالات مع الجهات التي تريد حراسة منشآتها , فلا تعطي لذلك السكيورتي إلا قطعة كعكة صغيرة من الكعكة الكبيرة التي ستلتهمها , فيرضى ذلك السكيورتي بهذه الكعكة الصغيرة مُتبعاً ذلك المثل : (قال وش حدك على المر قال اللي أمر منه ) .

كثير من شبابنا السكيورتيين يريدون الزواج ولكن لا يستطيعون , أتدرون لماذا ؟ , بسبب ذلك الراتب الضعيف الذي لن يكفيه لمصاريف الزواج و ما بعد الزواج , إضافةً لذلك نظرة المجتمع تلك النظرة الدونية لهذا السكيورتي فيرفضون تزويجه , أليس هذا إنسان قبل أن يكون سكيورتي ؟ أليس من حقه أن يعيش و تستمر حياته بوضعها الطبيعي ؟ , فهو لم يسرق و لم يرتكب جريمة بل بحث و بحث حتى وجد عمل شريف يكون مصدر لرزقه , ليس ذنبه أن راتبه ضعيف و ليس ذنبه أن ظروف الحياة أجبرته على هذه الوظيفة!!! , أليس هذا السكيورتي هو من يحافظ على أمن تلك المنشآت التي تدخلون لها وأنتم مطمئنين لوجودهم ؟ , واعجبــــــــــــاه من هذا المجتمع .

لذا أطالب وزارة العمل بمتابعة أحوال السكيورتيين الموظفين في تلك الشركات الأمنية وتطبيق الآتي : (زيادة رواتبهم إلى خمسة آلاف ريال فهم حراس أمن و يستحقون ذلك لأن في وجودهم في المنشآت يتوفر الأمن لها , إضافةً إلى ذلك وجود حوافز مغرية وبدلات لعل من أهمها (بدل الخطر) , نظراً لوجود خطراً كبير على حياتهم فهم أحياناً يتعرضون لاعتداءات و لا يملكون أسلحة للدفاع عن أنفسهم , بالإضافة لوجود تأمين طبي لهم , و الشركة التي لا تُطبق ذلك يتم إغلاقها فوراً ) , أما أنتم يا أصحاب شركات الحراسات الأمنية اتقوا الله سبحانه في أولئك السكيورتيين , هؤلاء أُناس أجبرتهم الحياة على العمل في شركاتكم , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه ) أعطوهم حقوقهم و لا داعي لاستغلالهم , إلى أولئك الناس الموجودين في المجتمع كفاكم احتقاراً لهؤلاء السكيورتيين إنهم أبنائنا و من حقهم علينا تشجعيهم ورفع معنوياتهم ومساعدتهم على مواجهة مراحل الحياة الصعبة , الآن ها قد وقف قلمي ليُلقي كل التحايا والتقدير لكل سكيورتي من شباب هذه البلاد الطيبة , و يقول لك : ( أرفع رأسك أنت سكيورتي نفتخر فيك ).

الأكثر قراءة