غياب مراكز تأهيل علاج التوحد يكلف الدولة 63 مليون ريال سنوياً
كلف غياب مراكز التأهيل المحلية لعلاج المرضى التوحديين، خزانة وزارة التعليم العالي ما يفوق الـ63 مليون ريال سنويا، وذلك عبارة عن مصاريف إيفاد 420 توحديا للتأهيل والعلاج خارج السعودية، إذ تصل تكاليف البعثة للطالب التوحدوي في العام إلى 150 ألف ريال.
وقالت لـ«الاقتصادية» الأميرة سميرة بنت عبدالله الفيصل آل فرحان آل سعود، رئيسة مجلس إدارة مركز والدة الأمير فيصل بن فهد للتوحد ورئيسة الجمعية الخيرية لمرضى الفصام، إن عدد التوحديين المبتعثين للتأهيل والعلاج في الخارج يصل إلى 420 شخصاً، إذ يتعالج معظمهم في الأردن، وذلك في ظل غياب مراكز إيواء مماثلة في السعودية، منوهة إلى أن تكاليف علاج مرضى التوحد في حال إنشاء مراكز في الداخل قد يوفر إلى ما يقارب النصف لما ينفق عليه في البعثات الخارجية، علاوة على توفير فرص وظيفية للسعوديين المدربين من الجنسين، وقرب متابعة الأسر لأبنائها.
وفي هذا الشأن أضافت أن المراكز الخاصة في الخارج مكلفة وغير متكاملة، كون الطفل التوحدي يحتاج إلى اختصاصي تواصل نفسي واختصاصي علاج وظيفي، إضافة إلى السباحة وتعليم المهارات الاجتماعية، ومنها أخذه للسوبر ماركت وللمراكز العامة حتى يندمج مع المجتمع خارج نطاق المركز والتأهيل والاعتماد على النفس.
وأوضحت الأميرة سميرة أن النسب العالمية وفق آخر الأبحاث تشير إلى أن من بين كل 77 شخصا قد يصاب شخص واحد، وهذا مؤشر يؤكد على ضرورة إنشاء مراكز تأهيل، وكذلك تقديم برامج لهذه الفئة الغالية على قلوبنا، مبينة أن عدد المرضى المصابين بالتوحد في المملكة يصل إلى 150 ألف مصاب، بناء على النسب والإحصاءات العالمية، وهو رقم كبير يحتاج إلى تدخل سريع من الدولة لتوفير مراكز تأهيل على الصعيد المحلي. مضيفةً أن مريض التوحد بحاجة إلى تدريب يومي يصل إلى تسع ساعات، وليس كما هو حاصل في مراكزنا القليلة وهي أربع ساعات فقط.
وأشارت إلى أن بعض أسر التوحديين يتخبط في طرق العلاج، وبعضهم يذهب وراء فرضية التغذية ويتجه للحمية الغذائية بدون إشراف طبي، وفي المملكة على، سبيل المثال وليس الحصر، تم إصابة طفل بالشلل ووفاة طفلة أخرى بسبب الحمية الخاطئة وطرد السموم.
وعن العلاج بالأكسجين قالت مؤسسة مركز التوحد: الأسر تسمع عن هذا العلاج حتى أن أحد الآباء باع سيارته وذهب إلى الأردن لمعالجة ابنه بالأكسجين، وهذا علاج مؤقت، وحتى الآن لم يثبت أنه علاج لهذا المرض ومن هذا المنطلق نحن بحاجة إلى دعم من الجامعات والمؤسسات الحكومية لإجراء البحوث العلمية، ومن المسؤولين لإنشاء هيئة وطنية لذوي الاحتياجات الخاصة، حيث لدينا مليون معوق في المملكة والعدد في ازدياد وبأمس الحاجة إلى هذه الهيئة. وأكدت أن 70 في المائة من برنامج التعليم للطفل التوحدي حاليا يقوم على كاهل الأسرة التي تبقى وقتا طويلا مع طفلها على حساب رعاية بقية الأطفال الأصحاء. وزادت أنها سبق أن التقت وزير التعليم العالي، حيث كانت من ضمن المطالب خلال اللقاء، التوسعة في المجالات التي تخدم هذه الفئة مثل التواصل والعلاج الوظيفي.
وتابعت: الشيء المؤلم أنه بعد سن 16 سنة لا تقدم للتوحديين الرعاية في المملكة، وكثير من المراكز ترفض قبولهم بعد هذا السن ويبقون بدون تعليم أو تدريب أو حتى تأهيل.
تجدر الإشارة إلى أن الأميرة سميرة الفيصل حصلت على جائزة الشارقة للعمل التطوعي في عامها الخامس على مستوى الوطن العربي.