الشبكات الاجتماعية الرقمية توسع دائرة التواصل الاجتماعي

الشبكات الاجتماعية الرقمية توسع دائرة التواصل الاجتماعي

لم يعد الإنترنت وسيلة للتفاعل أو البحث فحسب، بل تحول إلى أوكسجين رقمي لكثير من الناس حول العالم، فهو بحد ذاته عالم يتسع للجميع باختلاف ثقافاتهم ولغاتهم حيث يتواجد حالياً نحو 800 مليون مستخدم نشط وأكثر من 400 مليون يدخلون الشبكات الاجتماعية يومياً. وأثر كذلك في السلوك اليومي للناس فاستبدلت الخطابات والرسائل بالايميلات وتحولت دفاتر اليوميات إلى مدونات إلكترونية، حتى ألبومات الصورة التقليدية انتقلت إلى فضاء الانترنت ومعها انتقل جزء كبير من حياتنا اليومية إلى العالم الرقمي حتى أصبح الجيل الجديد يعرف بجيل سي “C generation” وهو الجيل الرقمي الذي يعتمد بشكل كبير على الانترنت.

و كثيراً ما يتهم الانترنت بتأثيره السلبي على التواصل الاجتماعي رغم أن أكثر تطبيقاته الشعبية في الوقت الحالي هي شبكات التواصل الاجتماعي فهناك نحو 225 مليون مستخدم لتويتر ولو كان فيسبوك دولة لكان ثالث أكبر دولة حول العالم من حيث عدد السكان بعد أن بلغ عدد مشتركيه نحو 800 مليون مستخدم. فالناس بطبعهم يميلون إلى التواصل الاجتماعي وكذلك مستخدمي الانترنت كل ما في الأمر أن أسلوب التواصل تغير فسابقاً كان يقتصر التواصل الاجتماعي على الزيارات أو الاتصالات الهاتفية أما حالياً فبوجود العصر الجديد من الانترنت web2” " أصبح التواصل الاجتماعي يتم من خلال مشاركة الصور و الأخبار على صفحات الفيسبوك أو تويتر أو غيرهما من شبكات التواصل الاجتماعي؛ و حالياً توجد تطبيقات على الهاتف الجوال مثل "قوالا" و "باث" وغيرها يستطيع المستخدم من خلالها أن يُعلم أصدقاءه بأماكن تواجده ويضيف صورا وتعليقات للأماكن التي يزورها بمعنى أخر يستطيع المستخدم أن ينشأ جوازا إليكترونيا مصور يحتفظ فيه بتفاصيل جميع رحلاته والأماكن التي زارها ويسجل انطباعاته ويشاركها مع المجموعة التي تتابعه .
أسلوب التواصل التقليدي كان يحد تأثير الشخص على عدد من الأشخاص الذين يلتقي معهم ويعرفهم معرفة شخصية، أما الآن فبوجود الشبكات الاجتماعي صار تأثير الفرد أقوى وأسرع ويشمل شريحة كبيرة من الناس ممن يعرفهم و من لا يعرفهم معرفة شخصية وكثير منهم لا يربطه بهم أي علاقة خارج عالم التواصل الرقمي، فقد لعبت الشبكات الاجتماعية الرقمية دوراً كبيراً في توسيع دائرة التواصل الاجتماعي وغيرت من نمط التواصل أيضا.

ومثال ذلك الحملات التي يقودها أفراد على شبكات التواصل الاجتماعي ووصل تأثيرها لمجموعة كبيرة من أفراد المجتمع في وقت قصير، احدها تجربة "علي شنيمر" وهو شاب أراد أن يغير من نمط حياته غير الصحي فقرر أن يخفف من وزنه الذي بلغ 93 كيلو جرام حتى وصل إلى 70 كيلو وحسب ما ذكر في مدونته " سرديات" أنه سجل في ماراثون جدة – موبايلي في سبتمبر العام الماضي ولكي وليضفي مزيد من التحدي لذاته ويلزم نفسه بإنهاء السباق قام بحمله على فيسبوك لجمع رعاة يدعمونه مادياً وذلك بإيداع مبلغ في لصالح جمعية البر بعضهم اشترط أن يكمل مسافة السباق وبالفعل نجح في إنهاء السباق وجمع مبلغ 37,500 ريال لصالح جمعية البر. لم يتوقف عند هذا الحد وهذه المرة استخدم شبكات اجتماعية أخرى لترويج لحملته الثانية التي كانت تحت عنوان " الجري بسيقان زهرية" وهي حسب قوله مشاركة رمزية يعبر فيها عن دعمه لنصف المجتمع من خلال مشاركته في ماراثون جدة الذي أقيم في 17 من شهر أبريل الحالي، فاستخدم اليوتيوب للإعلان عن حملته من خلال برنامج "التاسعة إلا ربع" وكذلك استخدم حسابه في تويتر ومن خلال تخصيص "هاشتاق" خاصة بالحملة ومدونته "سرديات" سجل فيها تفاصيل حملته واستطاع من خلال هذه الحملة أن يجمع أكثر من 160 ألف ريال. حملة "علي شنيمر" هي نموذج لأمثلة عديدة تؤكد على فعالية شبكات التواصل الاجتماعي على الانترنت وقوة تأثيرها.

الأكثر قراءة