وادي الدواسر وجازان أبرز مواقع السعودية في الاستشفاء
أكد الدكتور إياد بن عبد الفتاح النسور أستاذ السياحة العلاجية في جامعة الإسراء في الأردن، أن المناطق السعودية غنية بمقومات السياحة الاستشفائية، وخاصة في وادي الدواسر وجازان، مشيراً إلى أن عدد السياح بقصد العلاج وصل إلى نحو ثلاثة ملايين شخص على مستوى العالم، بمعدل إنفاق بلغ 78.5 مليار دولار.
وأضاف الدكتور النسور خلال ورشة عمل نظّمتها الهيئة العامة للسياحة والآثار تحت عنوان ''السياحة الاستشفائية'' على هامش ملتقى السفر والاستثمار السياحي السعودي 2012، بمشاركة وليد الشوبكي مدير عام القطاع الصحي في مجموعة الحكير، أن السياحة الاستشفائية هي مجموعة الأنشطة المتعلقة بالعلاج وطلب الخدمة الصحية والترفيهية التي يقوم بها الأشخاص المسافرون خارج بيئتهم الاعتيادية، إذ تنقسم هذه السياحة إلى نوعين: سريرية في المستشفيات، واستشفائية في المنتجعات ومراكز العلاج الطبيعي في المواقع، موضحاً أن معدل نمو السياحة الاستشفائية السنوي في العالم وصل إلى ما بين 20 و30 في المائة.
وأشار النسور إلى أن الرغبة في الحصول على العلاج الطبيعي بعيداً عن الأدوية الصناعية في المستشفيات هي من أهم أسباب الطلب على السياحة الاستشفائية، بالإضافة إلى الرغبة في تجديد المتنفس وتجديد النشاط والحيوية، خاصة مع توفير مجمل العناصر الجاذبة في نفس المكان مثل الفنادق، والمطاعم، وأماكن العلاج الطبيعي والمساج، وهو ما يخلق نمطا سياحيا جديدا يناسب حاجات ورغبات الأفراد والشرائح المستهدفة، ويساهم في تحسين المستوى الاقتصادي، ويزيد في دعم الدخل القومي وخلق فرص العمل الإضافية.
وبيّن أن السياحة الاستشفائية يمكنها معالجة العديد من الأمراض المستعصية، مثل تآكل الفقرات والعضلات وتشنجها وتيبسها، والأمراض الجلدية كالبهاق والصدفية واختفاء لون البشرة، وأمراض التهابات المفاصل كالروماتيزم، وأمراض القلب وتصلب الشرايين والأمراض الصدرية، وأمراض الدورة الدموية وضغط الدم المرتفع، بالإضافة إلى أمراض الجهاز البولي والحصى وفقر الدم، وبعض أمراض النساء كالعقم، مقترحاً عدداً من الخطوات التي تساهم في إنجاح مشاريع السياحة الاستشفائية في المملكة، منها إنشاء هيئة حكومية مستقلة لتنمية السياحة الاستشفائية، ووضع معايير وضوابط للخدمات التي تقدم في المواقع الاستشفائية، والعمل على تأسيس شراكة بين إدارة المواقع الاستشفائية والكليات العلمية الطبية والسياحية في الجامعات.
وحول رأيه في مواقع السياحة الاستشفائية الموجودة داخل المملكة وكيفية تطويرها، أكد أن المملكة غنية بمقومات هذا النوع من السياحة، وأن ما تحتاج إليه بشكل أساسي توفير البنى الفوقية والتحتية للسياحة الاستشفائية من مواصلات ومطاعم وفنادق وشرطة سياحية، وإقرار تنظيمات ولوائح قانونية متخصصة، بالإضافة إلى تشكيل هيئات مستقلة مهمتها إدارة مشاريع تطوير مواقع الاستشفاء داخل المملكة.