«بن حمسان» قرية لا ينساها المشاهير .. جمعت تراث عسير
لا يزور مشاهير السياسة والاقتصاد عسير إلا ويتوقفون عند قرية "بن حمسان" التراثية فلهذه القرية قصص معروفة معهم، أشهرها كلمات الراحل الأمير سلطان بن عبد العزيز - رحمه الله - إلى قصة ربطة العنق الصفراء التي أصرت ارتداءها مستشارة الرئيس الأمريكي للأمن الداخلي وشؤون الإرهاب، بعدما رأتها في القرية وعرفت أنها مخصصة للفتيات غير المتزوجات.
يحكي ظافر بن حمسان صاحب القرية قصته الطويلة في بنائها وجمع محتوياتها، التي تجاوزت 33 عاماً تقريباً بقوله "القرية عبارة بطاقة تعريفية عن التراث في منطقة عسير، ولا تمثل سوى أقل من 15 في المائة من تراث منطقة عسير".
وأضاف: "الجميع يعرف أن عسير منطقة وممر حضارات قديمة متنقلة ما بين الشام واليمن، وكل ما تتعمق في تراث المنطقة يتوه الشخص من زخم التراث، الفكرة بدأت معي منذ عام 1397هـ بعمل ركن مبسط من الديكور في مدينة خميس مشيط، وكنت أقوم بتطعيم الديكور من تراث المنطقة، ووجدت تفاعلا وارتياحا وطلبات من الناس على هذه اللمسات التراثية، الأمر الذي شجعني على تذكر قريتي الجميلة التي أتخيلها كرسمة فنان تشكيلي تحوي السوق الشعبية ومصنع الفخار ومصنع الحديد".
ويضيف: "من زار منطقة عسير أو أي منطقة في المملكة قبل 50 عاماً سيجد أن الناس كانوا يعيشون اكتفاء ذاتياً، مما زادني رغبة البدء في توثيق هذا الأمر الجميل، وبدأت الفكرة ثم تطورت لعدة معارض ومشاركات في أي معرض في المنطقة، بعدها جاءت فكرة الأمير خالد الفيصل أمير منطقة عسير في ذلك الوقت لعمل قرية للفن التشكيلي في منطقة عسير، وكنت من أوائل الناس الذين عملوا ركنا تراثيا مشاركا في المراسم الموجودة في القرية التشكيلية، بعدها عملت "مجلس عسيري" في فندق الإنتركونتيننتال بالسودة ليرى الزوار شكل المجلس من الداخل".
بعدها حصلت على تعميد من الأمير خالد الفيصل أمير عسير في ذلك الوقت بعمل قرية عسير في الجنادرية، حيث تسلمتها "عظم"، وقمت بعمل جميع اللمسات التراثية من الداخل والخارج، والمصانع التي كانت توجد في عسير، والأكلات الشعبية.
ويشير إلى أن القرية افتتحت عام 1418هـ من قبل الأمير خالد الفيصل أمير منطقة عسير في ذلك الوقت، ويضيف "البناء كان على مرحلتين الأولى تتحدث عن المناطق الجبلية، الأكلات الشعبية، والفن التشيكيلي أو المعماري القديم في عسير الذي ينقسم إلى خمسة أنواع، فبدأت بالمناطق الجبلية والمطاعم الشعبية، ثم أنشأت المتحف والمسرح الذي تقام فيه الفعاليات، وبدأنا مشاركة التراث في صناعة السياحة، ووجدنا مرونة عالية، وهو ما يعد بنية تحتية للسياحة في السعودية، التي تعد منطلقا لحضارات البشر".
ويقول ظافر بن حمسان، الذي تجاوز عمره التراثي 33 عاماً إنه في البداية كان هاويا للتراث، ثم تطور الأمر إلى عاشق وهو اليوم مجنون بالتراث، وكل ما يمت إليه بصلة، يتابع "بدأت بناء القرية عام 1410هـ كمرحلة أولى، وانتهيت من المرحلة الأولى والثانية في 1418هـ، ومن وقتها حتى الآن الأعمال التطويرية مستمرة في القرية، ونشارك في العيد الوطني سنوياً، في البداية كنت هاويا للتراث، ثم تطورت إلى عاشق والآن أصبحت مجنونا".
ويستذكر بن حمسان مواقف ودعم الأمير سلطان بن عبد العزيز- رحمه الله- للتراث الوطني، يقول "أسأل الله الرحمة للأمير سلطان بن عبد العزيز الداعم الأول والأخير للقرية، وكذلك الأمير خالد الفيصل، ولا أنسى الأمير فيصل بن خالد الذي ما زال داعما قويا للقرية". ومن أبرز التعليقات، التي ما زالت عالقة في ذهن ظافر بن حمسان، مقولة الأمير سلطان عبد العزيز - رحمه الله - عن القرية عندما قال: "من زار عسير، ولم يزر قرية بن حمسان فكأنه لم يأت إلى عسير". ومن أشهر الشخصيات التي جاءت إلى القرية الرئيس الإيراني الأسبق هاشمي رفسنجاني، مهاتير محمد رئيس الوزراء الماليزي السابق، مستشارة الأمن الداخلي الأمريكي وشؤون الإرهاب التي أصرت على ارتداء ربطة العنق الصفراء عندما رأتها بعد معرفتها بأنها مخصصة للفتيات غير المتزوجات.