فيفا مدينة رأس الجبل.. العربات المعلقة وسيلة النقل

فيفا مدينة رأس الجبل.. العربات المعلقة وسيلة النقل
فيفا مدينة رأس الجبل.. العربات المعلقة وسيلة النقل
فيفا مدينة رأس الجبل.. العربات المعلقة وسيلة النقل

الصعود لارتفاع يصل إلى 3500 قدم في جبل فيفا في جازان يعد مغامرة للزوار، فيما يبدو أمرا يسيرا على الأهالي الذين اعتادوا قيادة السيارة في ممر ضيق جدا صعودا للأعلى بسرعة عالية.
حسن عبد الله أحد الصحافيين المرافقين من الكويت لرحلة زيارة جبل فيفا، يصف التجربة بالمرعبة لدى مقابلته وكيل إمارة جازان، مشيرا إلى أنه حار وهو في قمة جبل فيفا مفكرا في طريق العودة مرة أخرى.
جبل فيفا يقطنه 20 ألف نسمة توزعوا على جنبات الجبل في منازل يشاهد أسفل منها مدرجات الزراعة. ورغم صعوبة الوصول للمنازل إلا أن الأهالي ابتكروا (تلفريك) متحركا يحمل أمتعتهم، ويصلون إلى جبال لا تستطيع أن تصل إليها جميع وسائل النقل. ويعاني الأهالي شح المياه وتصريف الصرف الصحي على الجبل اللذين يشكلان خطورة بالغة في مستوى تماسك الجبل.

#2#

#3#

يؤكد الدكتور عبد الله السويد وكيل إمارة جازان أن هناك خطة بالنسبة لفيفا لإدخال التنمية والجانب السياحي رصدت هذا العام لكل القطاع الحكومي، وهناك ميزانية خاصة لفيفا لإدخال الخدمات والمياه، وقال: ''نحاول أن تكون المدارس والجامعات في السهل، وأن تبقى الجبال مناطق سياحية''، لدينا خطة للتنمية في فيفا من بينها استبدال شجرة القات بأشجار مثمرة كالمانجو والتين وبعض النباتات، إضافة إلى مشاريع متعددة للسكان من بينها الصرف الصحي والتفكير جديا في توفير المياه''.
من جانبه، بيّن علي أحمد الفيفي - مرشد سياحي جبل فيفا - أن مزروعات القات بدأت تتآكل وتختفي، ومعلوم أنه ممنوع إحداث زراعة جديدة للقات. وتعمل الحكومة على خطة تنموية للتخلص من القات وزراعة أشجار مفيدة بديلة لهذه الشجرة.
وأشار فيفي في حديث لـ ''الاقتصادية'' من أعلى نقطة في جبل فيفا إلى أنه في السنوات الأخيرة كان هناك شح في الأمطار بشكل ملحوظ، والأهالي يعملون بزراعة المدرجات أسفل منازلهم. وقال ''يخطط الأهالي منازلهم لتكون الأسطح خزانات تجمع مياه الأمطار ليتم سقيا مزارعهم الصغيرة''.
وبين فيفي أن مياه الشرب تصل إليهم بصهاريج يتم نقلها بطرق مختلفة سواء عن طريق السيارات والتي تصل بصعوبة أو عن طريق العربات المعلقة.
على الجانب الآخر يعتمد الأهالي في جبال فيفا على العربات المعلّقة التي تجاوز عددها 200 عربة لقضاء حوائجهم اليومية و في نقل الحالات المرضية الطارئة. كما يستخدمونها كمحطة عبور من وإلى منازلهم المرتفعة على قمم الجبال وينقلون بها البضائع ومواد البناء.
ويشير بعض الأهالي إلى أن العربات المعلّقة أصبحت ضرورية في جبال فيفا خاصة للذين لا تصل الطرق إلى منازلهم، وكلما كانت الطرق أبعد كانت الحاجة ملحة لتلك الوسيلة. ويستخدم أصحاب المنازل البعيدة عن الطرق العربات المعلقة في نقل مواد البناء وأثاث المنازل، وهو ما يوفر الجهد والتكاليف.
ويقول أحد المتخصصين في تركيب العربات المعلقة والذي قام بتركيب أكثرها حيث يعمل في هذا المجال منذ أكثر من 30 عاما، إن الضرورة كانت السبب في اختراع فكرة العربات المعلقة وإن الفضل يعود إليها في إتمام بناء كل المنازل القائمة حولها اليوم.
أما عن تكاليف تركيبها فهو يعتمد على بعد المسافة التي تتحرك فيها العربة، ومدى ارتفاعها، حيث تراوح تكلفة إنشاء العربات من أربعة آلاف ريال إلى 15 ألف ريال. أما أقصى وزن تحتمله العربات المعلقة، فهو في حدود 200 كيلو جرام.
و يقول الأهالي إنه منذ أن تم تركيب تلك العربات لم تسجل أية إصابات أو وفيات ناجمة عن سقوطها. لكنه لا ينصح باستخدامها إلا في حالات الضرورة القصوى لأنها لا تخضع لمعايير السلامة، كما أنّ ارتفاعها الشاهق يزيد من مستويات الخطر.

الأكثر قراءة