هل أنت تابع ام متبوع ؟

هل أنت تابع ام متبوع ؟

ولا اقصد هنا تويتر، بل أقصد هل أنت صاحب الرأي أم أنك تابع لرأي غيرك. بمعنى آخر هل أنت شخص موضوعي؟. هل أنت ترى المسألة من خلال المسألة نفسها وعواملها أم من خلال ما تريده أنت أن يكون ويحدث؟. التفكير الموضوعي مبحث كبير، ولهذا سنلقي الضوء على أحد عناصره وهي " نبذ تبعية الاباء ".

فالخضوع والانصياع للتراث القديم يعمل عمل السحر في حجب الواقع ومعطياته بسبب ادمان الشخص على تراث آباءه. وهذا الادمان قد يودي بصاحبه الى حالة مستعصية اسمها : التعصب. والذي هو بدوره نبذ ومحاربة كل الاراء وكل الاشخاص وكل شيء في سبيل ما ادمن عليه من رأي أو معتقد.

القران الكريم يثبت لنا أن التشبث بالتراث يقود إلى الهلاك ﴿بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آَبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آَثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ ﴾(سورة الزُخرُف الآية: 32) . من هنا نستطيع الجزم أن التراث ليس كله خير وايضا ليس كله شر. وانما يكمن شره إن شاركك التفكير وأثر على رأيك. فحين يريد التراث أن يتدخل في تفكيرك يجب أن يكون تدخل مقارنة فقط. بمعنى انك ستقارن بين حجة الامر الواقع وبين حجة الاولين وبهذا تسلك احدى الطرق الرئيسة المؤدية للتفكير الموضوعي.

لعل اقوى سبب للانجراف وراء التبعية هو سياسة القطيع. وحتى تعرف ما اعني انصحك بقراءة نظرية القرود الخمسة والتي ستجدها في الانترنت. فنحن نسير على قوانين مجتمعية ليس لها أي مرجع!. فمثلا من قال أن العقال يجب أن يكون أسودا؟ ولماذا أصبح دائريا بعد أن كان مربعا؟ ومالذي جعله مربعا من الأساس؟. وما هو رأيك إن كان العقال مستطيلا في المستقبل؟. أشياء بديهية نفعلها كل يوم ولا نعلم لها سببا. وهكذا تكون معظم آراؤنا ننطق بها ولا نعلم لها مرجعية أو أساسا.

ختاما، نؤكد أن إحدى أقوى أوجه الموضوعية هي أن تخلع عنك رداء التراث حين الشروع في التفكير في امر ما، فهذا يساعدك كثيرا في أن تكون حياديا وأن ترى الأمور بزاوية أخر فيها من الحقيقة الشيء الكثير.

الأكثر قراءة