سلطان بن سلمان في «قصة نجاح»: الوصول إلى الهدف لا ينسينا الوطن

سلطان بن سلمان في «قصة نجاح»: الوصول إلى الهدف لا ينسينا الوطن
سلطان بن سلمان في «قصة نجاح»: الوصول إلى الهدف لا ينسينا الوطن
سلطان بن سلمان في «قصة نجاح»: الوصول إلى الهدف لا ينسينا الوطن

من هنا .. من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، حيث كان المئات من الشباب من طلابها ومسؤوليها أمس يتابعون مشهدا أشبه ما يكون البارحة ولا يزال السعوديون خاصة والعرب والمسلمون عامة يتذكرونه، عندما عادت للأذهان تلك المركبة ''ديسكفري'' وهي تسبح في الفضاء حاملة على متنها أول رائد فضاء عربي ومسلم في قصة نجاح سعودية بامتياز رواها لهم بطل تلك الرحلة الأمير سلطان بن سلمان.

فمن باب التواضع الذي بدأ فيه الأمير سلطان بن سلمان حديثه أمام طلاب الجامعة أنه أراد أن يتحدث عن نفسه كمواطن وليس كمسؤول في الدولة، كما أنه لم يعتبر أن ما قم به كفرد يستحق الإشادة ولم يعتبره نجاحا ينسب لشخصه لذلك فقد تحدث عن تجارب عديدة شاركه فيها مجموعات وتكلم عنهم بالنيابة.

لقد ذكر الأمير سلطان بن سلمان جيل الشباب من أبناء الجامعة بتلك اللحظات الإنسانية التي جسدتها المكالمة التي أجراها معه الملك فهد بن عبد العزيز ـ رحمه الله ـ عام 1985م مباشرة أثناء رحلته الفضائية ومهنئاً له بعد أن انقضت أيام رمضان وهو في رحلته المكوكية وكيف عاش فرحة العيد في الفضاء.

#2#

وقد تحدث عن بعض الوقفات التي تذكره بالمساندة الكبيرة التي وجدها من الملك فهد ـ رحمه الله ـ كونه كان أول الداعمين له في هذه رحلته.. لقد قال لي: ''الابن سلطان بن سلمان، أنتهز هذه الفرصة لأبعث لك ولزملائك من وطنك السعودية أطيب التمنيات على متن هذه الرحلة التي سوف تكون إن شاء الله لخدمة الإسلام والمسلمين والأمة العربية، إننا فخورون بأدائك لمهمتك الناجحة في الفضاء ونتمنى لك عودة سعيدة''.

وخطب الأمير سلطان بن سلمان بطلاب جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، مستعرضا أهم المحطات في حياته وهو يذكرهم بالدروس التي استفادها من تجربته تلك بألا يترددوا في إظهار الإمكانات المدفونة في نفوسهم والإصرار على النجاح، على اعتبار أن لكل شخص طموحات وتطلعات يكرسها في حياته ويبذل الجهد والفكر للوصول لها، دون الاستغناء عن الجهد الجماعي.

ووصف الأمير سلطان بن سلمان بلاده بأنها تعد في مجملها من أهم قصص النجاح في الوقت الحاضر ببنائها على العقيدة الصافية والاعتدال، والقيم الإسلامية السمحة، والتعاون، وباعتمادها مبدأ جمّع تسد وليس ''فرّق تسد'' وأنها بلد يحب الخير ويسعى له.

وقال: ''من أعظم قصص النجاح التي تحققت لهذا الوطن هي ملحمة التأسيس وتوحيد المملكة من قبل الملك المؤسس عبد العزيز، رحمه الله، الذي وحد القلوب قبل أن يوحد الأرض, ليسطر أبناء هذا الوطن أعظم ملحمة ارتكزت على الثوابت الدينية والوشائج الاجتماعية''.

وأشار الأمير سلطان بن سلمان إلى أن علاقة القيادة بالمواطن في هذه البلاد لم تكن يوما علاقة حاكم بمحكوم بل كانت علاقة ترابط وتواصل وتلاحم، وهذا ما هيأ النجاح لهذا الكيان وأرسى الأسس لاستمراره, مستحضرا تلك الكلمات العفوية التي قالها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وقد عود إخوانه المواطنين بكلماته المليئة حبا وصدقا وعفوية حين قال: ''أنا لا شيء بدون الشعب السعودي'' وقبلها قال: ''أنا خادم الشعب السعودي وأقل من خادم'' فهاتان المقولتان لا تخرجان إلا من رجل كبير نذر نفسه لخدمة وطنه وشعبه, فقابله المواطنون حبا وإخلاصا, وهذا منجز آخر من منجزات هذا الوطن الزاخر بالنجاحات المميزة''.

#3#

ولفت الأمير سلطان بن سلمان إلى أن المواطنين هم الحاضر الدائم للنجاحات ولا يوجد في هذا الوطن نجاحات تحسب لقيادات أو مؤسسات بمعزل عن المواطنين, وأن النجاح أيضا لا ينسب للمواطن الرجل فقط, بل إن المرأة السعودية كانت وما زالت شريكا أساسيا في تحقق الإنجازات وصناعة القيادات, ولا ننسى أن الإسلام أبرز دور المرأة في المجتمع وجعلها منطلقا لنجاح الرجل, مستشهدا بدور أم المؤمنين خديجة بنت خويلد، رضي الله عنها، في مساندة أعظم البشر محمد صلى الله عليه وسلم.

وأكد الأمير سلطان على أهمية الدين قيمه العالية في العودة للأصالة وهو الأساس الذي قامت عليه الدولة السعودية منذ ثلاثة قرون ومازالت متمسكة به ونعتز جميعا كمواطنين بهذه القيم, وننعم بهذه الدولة التي يعيش فيها المواطن مكرما مرفوع الرأس محفوظ الحقوق، والمستقبل لهذه الدولة، وسوف نرى أن الجميع أصبح ينظر لهذه الدولة بالإعجاب''.

وأضاف: كان التعليم المدرسي قضية وطنية ولم يكن منهجا، والثقافة الدينية لم تكن في المناهج فقط، كانت هي الأسلوب الذي نعمل عليه ونعمل في إطاره، فكنا نعيش ديننا ونعيش وطننا في كل لحظة، وهكذا نتطلع أن نعيش الوطن قبل أن نسكنه وكما ذكرت سابقا فإننا في الهيئة العامة للسياحة والآثار مهمتنا اليوم الأساسية أن نخرج المواطن من مواقع التواصل الاجتماعي، ونخرج التاريخ من بطون الكتب، إلى المواقع التي شهدت التاريخ الإسلامي الذي غير وجه البشرية ونهيئ الأماكن التي تم فيها توحيد هذه الدولة وانطلقت منها سرايا التوحيد التي شارك بها كل أبناء الوطن.

وزاد: ''فما منا من أحد إلا وأسرته وعائلته وقبيلته قد شارك منها أحد, فنحن جميعا نملك أسهما في هذه الدولة، التي كأنها شركة مساهمة اليوم، لكن المؤسف أن معظم الناس، وهذا الكلام قلته في جامعة الإمام سنة 1422هـ، أنه لا يزال، خاصة الشباب، لا يعرفون قصة توحيد هذا الوطن، وكيف خرج هؤلاء الناس رجالا ونساء في هذه الملحمة الوطنية ويريدون توحيد الجميع تحت كلمة لا إله إلا الله، ولذلك قصة هذه الدولة التي لم يعشها المواطن بعد كما يجب هي من أهم الأمور التي نعمل عليها الآن''.

وعدد الأمير سلطان بن سلمان مرتكزات أخرى لتحقيق النجاح تتمثل في الاعتماد على الشراكة وعدم الاستفراد بالرأي, والصبر وعدم استعجال النجاح، واحترام آراء الآخرين وتخصصاتهم، وعدم التفرد بالقرارات, وكذلك الاهتمام بالتفاصيل, فمن أراد النجاح فعليه أن يفكر في الأمور الصغيرة والكبيرة، فمعظم الحوادث تنتج من صغائر الأمور.

وتابع: كما أن من أسس النجاح الإصرار على بناء الجسور مع الآخرين، حتى ولو كانوا غير متحمسين لبنائها، فالعمل يثمر إذا كان الغرض تحقيق النجاح والمصلحة العامة, وكذلك التخلي عن النزعة الشخصية، وأن تعرف أن النجاح لا يتحقق إلا بالعمل مع الآخرين، واحترامهم، والحرص على حقوقهم وإعطائهم قبل أن تعطي نفسك، وهذا مبدأ إسلامي أصيل.

وختم الأمير سلطان بن سلمان لقاءه بالقول: ''النجاح لا يتحقق إلا بالتوفيق من الله سبحانه وتعالى، وإخلاص النية، وكل نجاح يعود الفضل الأول فيه له سبحانه.

والنجاح ليس جهداً شخصياً، أو مكتسباً فردياً، بل علينا ألا ننسى الوطن الذي هيأ لنا البيئة وقدم لنا الكثير لننجح''.

الأكثر قراءة