الحفيدات يحتفلن بالجدات.. منتجات تراثية وأكلات شعبية على وقع «الجنادرية»
على وقع التراث وعبق التاريخ وحنين الماضي، أقامت طالبات صغار احتفالا بطريقة مبتكرة أردن من خلال لفت انتباه المجتمع إلى أهمية العناية بكبار السن من الجدات وتذكيرهن بحياة العراقة والأصالة بطريقة تراثية متطورة ترضي كبار السن وتشبع فضول الفتيات الصغار في معرفة تراث الآباء والأجداد.
وارتدى الطالبات الصغار في الاحتفال الذي أقامته إحدى المدارس الأهلية لطالباتها ثيابا تعكس الزي التقليدي لكافة المناطق السعودية، وإن كانت قد طقت عليه الألوان العسيرية المعروفة والمكونة من الأصفر والأسود والأحمر بطريقة ديكورية جميلة، كما كان للزي النجدي حضور واضح بقماشه الأخضر المطرز بالذهب، ونفس الأمر مع الزهرانية والجيزانية وغيرهما.
وإن كان الحفل قد أقيم داخل أسوار المدرسة في الرياض إلا أنه كان يردد صدى ما تشهده الرياض حاليا من فعاليات مهرجانها السنوي للتراث والثقافة "الجنادرية"، وهو ما عكسته تلك المعروضات التراثية فضلا عن لبس الجدات والأمهات اللاتي حضرن المناسبة وهن يصفقن لبناتهن اللاتي طغت عليهن أزياء تراثهن المتميز في المنطقة.
إن خروج الطالبات الصغيرات وهن يتحدثن عن فقرات ذلك الحفل الذي تناولن فيه فطورا تراثيا دسما استمر حتى الظهر يوحي بأنه قدم رسالة وطنية بامتياز تمثلت في جذب التلميذات وتشجيعهن على التراث والاحتفال بالماضي في آن واحد، من مبدأ أنه من ليس له ماض قطعا لن يكون له حاضر تعكس تاريخه وتراث منطقته.في يوم الاحتفال استقبلت معلمات ومديرة المدرسة أمهات الطالبات اللاتي حضرن مع بناتهن بالقهوة والتمر وباللباس التراثي للمنطقة، وهي المرة الأولى التي تقام مثل هذه الأمور، جو تراثي جميل تناثرت فيه الكثير من إبداعات تلك النساء في إعداد الأكلات الشعبية لكل منطقة فضلا عن المشاركة في عرضة "الخطوة" الجنوبية، التي تشارك في تقديم وإتقانها الطالبات والأمهات. وقد أوضحت المسؤول عن إقامة الحفل، أن هذه الحفلات هي فكرة جديدة تميزت بها المدرسة هذا العام، من أجل إسعاد الطالبات وذويهن وقد انتهزت فرصة إقامة مهرجان الجنادرية لتعزيز شوق الطالبات لهذه المناسبة الوطنية، إذ إن مظاهر إحياء التراث تشجع الفرد على الحفاظ على تراث بلده ووطنه ومنطقته، والاعتزاز به.
وأشارت المسؤولة إلى أن الطالبات قد شاركن في عرض مسرحي وتقديم فقرات ترفيهية، تجلت فيه قيم النشاط عامة وارتكزت على الدور الأسمى لإبداع الطالبات تعزيزاً لقيم النشاط التراثي، وقد قدمن خلال المعرض فقرات خاصة من إنشاد القصائد والألعاب التراثية القديمة والضيافة بصورة تعبيرية وتقديم الحلويات والأكلات الشعبية وعدد من المشاركات الخاصة بعرض الفن التراثي الأصيل والمعروضات اليدوية والأكلات الشعبية، كما كان هناك ألعاب وهدايا مصممة لتكون بشكل تراثي، كما تم تصميم مكان الحفل بشكل تراثي من الجلسات الشعبية والأركان الخاصة بالدلال وضيافة القهوة العربية، وذلك في محاولة لربط الماضي بالحاضر لتجسيد هذه المناسبة الجميلة التي احتفلت بها الحفيدات بجداتهن وسط أجواء حميمية رائعة، كما اشتمل على فقرات منوعة وكلمات معبرة.