مزرعة الجنادرية.. أجواء تداعب الذاكرة بـ «التشويك» و«التكريب»

مزرعة الجنادرية.. أجواء تداعب الذاكرة بـ «التشويك» و«التكريب»

مزرعة الجنادرية.. أجواء تداعب الذاكرة بـ «التشويك» و«التكريب»
مزرعة الجنادرية.. أجواء تداعب الذاكرة بـ «التشويك» و«التكريب»
مزرعة الجنادرية.. أجواء تداعب الذاكرة بـ «التشويك» و«التكريب»
مزرعة الجنادرية.. أجواء تداعب الذاكرة بـ «التشويك» و«التكريب»
مزرعة الجنادرية.. أجواء تداعب الذاكرة بـ «التشويك» و«التكريب»

ما إن تدلف قدماك مزرعة الجنادرية التقليدية حتي يأسرك عبق الماضي بكل مافيه من تفاصيل وذكريات، حيث النخيل وحقول القمح وجداول الماء المنسابة. وعمل المنظمون للمزرعة على تهيئتها بجميع الوسائل المستخدمة لنمط المزرعة القديمة حيث احتوت إلى جانب الأشجار والنخيل، على المجاري المائية، وأحواش الحيوانات، والدكاكين الصغيرة للمزارعين لبيع منتجات المزرعة من قمح وغيره ودكاكين لصناعة الكر، والرحى والسجيّن الذي يصنع من جذوع النخل مقتنيات المزرعة، إضافة إلى الأرتواز اليدوي.
وأبرزت المزرعة التقليدية التي حظيت بإقبال كبير من زوار المهرجان طريقة الري القديمة للمزارع بدءاً من استخراج الماء من البئر عن طريق السواني، ثم يبدأ صوت خرير الماء بالجريان نحو النخيل لري النخيل وأشجار الحمضيات والليمون وحقول القمح.
وقال المسؤول والمشرف العام على المزرعة التقليدية صالح بن إبراهيم السعيد ''إن المزرعة التقليدية هي مزرعة متكاملة وتهدف إلى تعريف الزوار كيف كانت عليه الزراعة التقليدية القديمة آنذاك حيث يقوم الحرفيون المتواجدون بتطبيق عملي بطريقة الري القديمة السواني، ثم تأتي في وقت لاحق بعد جني المحصول عملية ''الدياسة'' حيث يقوم مجموعة من الحمير أو الأبقار بعد ربطها بطريقة معينة في مكان معين في المزرعة يوضع فيه المحصول وتقوم بالمرور عليه لهرسه وفصل الحب عن السيقان والسنابل فيما يتم تنظيفه وجمعه بعد ذلك حتى يصل إلى العياش الذي يقوم بدوره في بيعه وتسويقه''.

#2#

#3#

#4#

#5#

ويصنع الحرفي النجار - من جهته – على هامش فعاليات المزرعة التقليدية جميع أدوات النجارة الخاصة بالمزارع مثل ''الدرّاج'' و''المقشعه'' و''المدمثة'' وهي أشبه بالمسحاة إلا أنها تكون مصنوعة كاملةً من الخشب وتستخدم لتسوية الأرض للزراعة.
وتمثل المزرعة التقليدية دراما كاملة السيناريو والإخراج وتسلسل الأحداث في زراعة الآباء والأجداد بتمثيل ذلك المشهد المتواضع للمزارع السعودي القديم وما كانت تمثله الزراعة بالنسبة له من مصدر دخل أساسي له ولعائلته رغم أنها لم تكن سوى عبارة عن بضع حيوانات وآلة وأدوات بصناعة محلية ويدوية من الطبيعة والأشجار والأخشاب ومكان أرض زراعية بعشرات أو مئات الأمتار.
ويسهب صالح السعيد في شرح مكونات المزرعة التقليدية عبر تأدية المزارعين أمام الزوار عملية بذر الأرض والتي كانت تسمى في السابق ''ختام'' أو ''ختام الأرض'' وهو الحرث نفسه. وبعد وقت من عملية البذر تبدأ طريقة الري عن طريق ''الساقي'' و''الأحواض'' وهو مجرى مائي يجري فيه الماء بهدوء وسلاسة ويمر بجميع النباتات.
ويقوم مجموعة أخرى من المزارعين بالصعود للنخيل والبدء في عملية ''التشويك'' بإزالة الشوك وتحسين النخلة أو مايسمى بـ ''التكريب'' وذلك لتهيئتها لعملية الخراف للتمر في حينه.
وشدّت فعاليات البناء بالطين المصاحبه للمزرعة التقليدية انتباه الزوار حيث يبذل مجموعة من المزارعين جهودهم في عملية البناء للمنازل القديمة عن طريق كمية كبيرة من الطين المهيأ والمخصص للبناء، إضافة إلى فعاليات استخراج الجص من باطن الأرض في البداية كحجر إلى أن يتم وضعه على النار. بعد ذلك يتم دقِّه ونخلِه ليكون في النهاية الجص أو الجبس وتسمى أحياناً ''المجصة'' ويطلق على حرفيها الجصيص، إضافة إلى بيت متكامل للفلاح حوى جميع أدوات الفلاحة التي كانت تستخدم.
وسهّل المنظمون للمزرعة تنقلات الزوار بسلاسة بين أروقتها مكّن ذلك الزوار من الدخول والمرور والوقوف من كثب على كل عملية من عمليات الفلاحة بدءاً من استخراج الماء بالسواني، مروراً بري النباتات والنخيل، ثم حقول القمح والبذور، إلى الدكاكين الصغيرة، وانتهاءً بأحواش البهائم التي أنعم لله بها على المزارعين في وقت مضى كون الزراعة لا يمكن أن تتم دون استخدام الحمير والأبقار والثيران والجمال.

الأكثر قراءة