تطوير الإعلام السعودي.. أين الوزراء؟
خطوة متقدمة وإيجابية تلك التي أقدم عليها مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني، من خلال اختياره ''الإعلام السعودي الواقع وسبل التطوير'' عنوانا للقاء الوطني التاسع للحوار الفكري، بمشاركة وزير الإعلام وممثلين عن هيئة الصحفيين ووسائل الإعلام، بما فيها وسائل الإعلام الجديد، ونخبة من المفكرين والمثقفين وأصحاب الرأي. فعلا.. من أجل الوصول إلى تطوير أي قطاع كان، عليك جمع أبرز عناصره الرئيسة تحت مظلة حوار واحدة، ولكن في حالتنا هذه، أغفل عنصر رئيس مهم وله دور في أي تطوير منتظر للإعلام السعودي، وأعني وزراء الوزارات الخدمية، الذين بدورهم ربما يعتقدون أن وسائل الإعلام لا تنصف مجهودات وزاراتهم، وفي أحيان أخرى تبحث عن السلبيات وتتجاهل الإيجابيات، في المقابل، ترى وسائل الإعلام أن الوزارات تتغافل عن كل ما ينشر إيجابيا عنها، وتركز في اعتراضها وتحفظها على النقد الموجه لأدائها فقط. وبناء على كل هذا، فمن الضروري أن تتضمن جلسات الحوار الوطني، مشاركة مجموعة من الوزراء باعتبار أن لقاءهم وجها لوجه مع المشاركين الآخرين سيكون فرصة ذهبية للوصول إلى مكامن القصور الذي يرونه في تعاطي وسائل الإعلام، في حين سيتمكن مسؤولو الصحف وكتابها والمثقفون، من طرح رؤاهم بشأن ما يستوجب على الوزراء استيعابه من حقائق قد يكون من شأنها ردم الهوة بين الجانبين. لا جدال في أن وسائل الإعلام معنية، وهي تقوم بذلك في غالب الأحيان، باستكمال الجوانب المهنية في أي خبر أو تقرير يخص وزارات الدولة، كما هي أي جهة أخرى، إضافة إلى أن وسائل الإعلام هذه ملزمة بنشر التعقيبات التي تردها من هذه الوزارات، وفي الوقت نفسه فإن أي انتقاد لوزارة بعينها، ليس المقصود به أشخاصا بذاتهم، بقدر ما هو تسليط الضوء على قضية ما. ولعل الغريب أن وزارة الداخلية، وهي الجهة الأمنية وقضاياها تعتبر بالغة الحساسية، تجد منها وسائل الإعلام تعاونا منقطع النظير، وتوفير المعلومات والبيانات بصورة لافتة، وسريعة، بينما وزارات خدمية أقل حساسية وأهمية بكثير، تمتنع عن ذلك وتوفر جهودها لتكريس صورة نمطية لعلاقتها مع وسائل الإعلام، وفي نهاية الأمر ستكون النتيجة النهائية: لم ينجح أحد. ولعل النقطة الأكثر حساسية لدى الإعلاميين السعوديين في تعاطي بعض الوزراء معهم، هي تفضيلهم الصحافيين الأجانب على أبناء بلدهم. لذا، فكم سيكون مفيدا للعلاقة بين الصحافي والمسؤول، مشاركة ثلاثة أو أربعة من وزراء الوزارات الخدمية في الحوار الوطني المقبل. الكرة في ملعب الوزراء الذين في أيديهم ردم شيء من الهوة بينهم وبين وسائل إعلام بلدهم، فهل هم فاعلون؟!