النمو السكاني في مكة المكرّمة تضاعف 150 مرة خلال 146 عاماً

النمو السكاني في مكة المكرّمة  تضاعف 150 مرة خلال 146 عاماً

أكدت دراسة حديثة، أن مدينة مكة المكرمة تضاعف عدد سكانها أكثر من 150 ضعفاً خلال 146 عاماً، وأن المدينة التي يقع فيها المسجد الحرام أصبحت مدينة مليونية قبل نحو 19 عاماً فقط، وذلك مقارنة بعام 1857 للميلاد الذي كان يراوح فيه عدد سكانها عند الرقم تسعة آلاف. وأشارت الدراسة التي أعدها المرصد الحضري لمكة المكرمة، إلى أن عملية تحليل البيانات أسفرت عن الكشف عن وجود اتجاه نمو سكني متصاعد وقوي، خاصة بين عامي 1902 و1942م، وما بين عامي 1974 و1976م، مبينة أن اتجاهات النمو الصعودي بصفة عامة وتذبذب ذلك التوجه في فترات معينة بين الانخفاض والصعود، يمكن تفسيره بارتباط تلك التوجهات بظروف سياسية وطفرات الهجرة الداخلية والخارجية إلى المدينة. وقالت الدراسة: ''نتيجة للاستقرار السياسي والتطورات الاقتصادية والاجتماعية ارتفعت معدلات النمو السكاني بشكل كبير بعد عام 1974م، حيث سجل عام 1982م أعلى معدل نمو سكاني بمقدار 21.4 في المائة، ثم انخفضت النسبة في عام 1986 إلى 7.7 في المائة، ثم إلى 5 في المائة في عام 1992، حتى وصلت إلى 2.6 في المائة في عام 2003م، وهو ما يمكن تفسيره بارتفاع معدلات الهجرة الداخلية من أجزاء المملكة المختلفة لمكة المكرمة''. ولفتت إلى أن تطور أعداد الحجاج لمكة المكرمة شكل المحرك الرئيسي لعملية نموها السكاني والعمراني في فتراتها التاريخية المختلفة من خلال آليات الهجرة الداخلية إليها، إضافة إلى بعض العوامل الثانوية الأخرى المرتبطة بدرجة الاستقرار السياسي أو الظروف البيئية. وأوضحت أن أعلى نسبة عدد سكان تمثلت في بلديات العتيبية والمسفلة والمعابدة والشوقية، حيث راوحت بين 13.17 و18.95 في المائة، فيما أن البلديات التي تتركز فيها أقل نسبة من عدد السكان تتمثل في بلديات الشرائع وأجياد والغزة، حيث راوحت النسبة بين 3.76 و5.99 في المائة، مستدركة أن متوسط حجم الأسر على مستوى المدينة، يراوح بين 4 و6 أفراد لكل أسرة، وأن البلديات التي يتركز فيها أعلى متوسط لحجم الأسر، تمثلت في بلديات المسفلة والمعابدة والشرائع والعمرة والعزيزية والشوقية، حيث راوحت النسبة بين 5.1 و5.8 فرد لكل أسرة. إلى ذلك يرعى الأمير خالد الفيصل، أمير منطقة مكة المكرمة، رئيس المجلس الأعلى للمرصد الحضري لمكة المكرمة، ورشة العمل التي ستقيمها أمانة العاصمة المقدسة تحت عنوان ''تجربة المرصد الحضري لمكة المكرمة وتطبيقاتها النوعية.. نحو مهنية عالمية''، وذلك في أواخر الشهر الجاري. وقال الدكتور أسامة البار، أمين العاصمة المقدسة: ''الورشة ستقام بمشاركة أكثر من 250 مشاركا من الخبراء الدوليين والإقليميين والمحليين والمهتمين بشؤون المراصد الحضرية للمدن، وإن إقامتها تأتي في إطار دعم التواصل للمرصد الحضري مع الأسرة الدولية ذات العلاقة بالمراصد الحضرية، وذلك للوصول إلى تكامل الجهود وحفز العمل بالمرصد الحضري وتطبيقاته النوعية التي تهتم بالأنشطة الحضرية المميزة للعاصمة المقدسة مثل أنشطة الحج والعمرة''. وأوضح المهندس عارف قاضي، مساعد أمين العاصمة للتنمية والتطوير، أن الورشة سيكون من ضمن فعالياتها عرض تجربة المرصد الحضري لمكة المكرمة والمراصد النوعية والممثلة في المرصد الحضري للحج موسم 1431هـ، والمرصد الحضري للعمرة موسم 1431هـ، إضافة إلى عرض مخرجات الدورة الثانية للمرصد الحضري لمكة المكرمة على مستوى الأحياء. وأشار قاضي، إلى أنه من خلال فعاليات الورشة ستتم مناقشة تفعيل الاستفادة من البيانات المكانية التي يتم جمعها من الهيئات والإدارات الحكومية والمدنية، ومن ثم تحويلها إلى قواعد بيانات جغرافية تتيح لأكثر من مستخدم أو إدارة الوصول إلى البيانات وتعديلها آنيا مما يوفر كثيرا من الوقت والجهد والتكلفة على المديين المتوسط والطويل، وتعطي لاحقا أفقا أوسع في نشر البيانات وتصميم تطبيقات متخصصة عليها، كما يتم عرض بعض النتائج الأساسية للمؤشرات الحضرية على مستوى أحياء مكة المكرمة التي اعتمدت تطبيق قواعد البيانات الجغرافية GIS في عرض المؤشرات الحضرية.
إنشرها

أضف تعليق