جيريتس (غلبهم)
يتردد كل فترة والأخرى بأن الهلال هو من (يصنع) المدربين ويساعدهم على النجاح، ومن أجل أن نجد مبررا لهم حاولت (قياس) الفترات ما بين مرحلة جيريتس وكالديرون وطيب الذكر توماس دول، ووجدت أنه (لا مقارنة) بين محصلة عمل تكون نتائجها في أرض الملعب من وجهة نظري أنها بالتأكيد كلها تذهب لمصلحة الداهية جيريتس، حتى وإن خالفني البعض بأن هناك اختلافا في الأدوات وهم اللاعبون الأجانب ما بين هذه المراحل حتى وإن كان هؤلاء اللاعبون متواجدين في عهد كالديرون، ولكن العمل اختلف فلكل مدرب أسلوب مختلف ما بين التوظيف المناسب وبين (تخمة) الأسماء وعدم المقدرة على توظيفهم المناسب.
للخروج قليلا عن أجواء الهلال والكرة السعودية ومدربيها إلى النظر إلى المدرب الهولندي الشهير (هيدينك) وكيف استطاع الذهاب بمنتخب كوريا الجنوبية في كأس العالم (2002) إلى المركز الرابع على مستوى العالم، وإلى (مورينهو) مع إنتر ميلان وحصولهم على أبطال أوروبا، وإلى (مانشيني) وطريقة نقله المان سيتي إلى كل العالم بفريق أصبح في مصاف الأقوى عالميا. بغض النظر عن هذه الأدوات التي تتكرر في كل فترة والأخرى على أنها سبب نجاح أي مدرب، وكأنهم يدّعون أنها هي الأساس (مهملين) شخصية المدرب ومقدرته على توظيف واستخراج طاقات اللاعبين، ومعرفته بإمكانات من يساعده على النجاح. ولنا في ريال مدريد مثال في فترة مدربين كثر تعاقبوا على تدريبه في فترات وجود الأسماء الكبيرة والرنانة على مستوى العالم، ومع ذلك لم ينجحوا ففي أرض الملعب (يكرم المدرب أو يهان) متى ما كان يعلم بأنه من يتحمل كل شيء سواء كان اختيار هذه الأسماء، أو من ناحية مقدرته على تجهيزهم (نفسيا) قبل أن يكون لياقيا وفنيا.
بالرجوع إلى مرحلة جيريتس نجد أن عبارات المديح الموجهة له من كل (حدب و صوب) سواء كان من الداخل أو الخارج جغرافيا، أو من داخل الملعب أو خارجه، أو ممن ينتمون لفريقه أو لا ينتمون لم تكن لتحدث لولا تمييزه في معرفته بطريقة استخراج كل ما يملك (اللاعب) حتى وإن كان في نظر الآخرين لا يملك الكثير. الأمثلة كثيرة ولا تخفى على الكل كيفية تفكير اللاعب، وكيفية انضباطه، وكيفية بحثه عن النجومية بأقصر الطرق. أما جيريتس فجعلهم يبحثون عنها ويجدونها ولكن من طرقها الصحيحة.
هناك (طقوس) يقوم بها بعض المدربين خلال المباريات (توحي) للمتابعين بمدى الانسجام والعلاقة بينه وبين اللاعبين كانت تتواجد وبصورة واضحة في فترة السيد جيريتس وتختفي حاليا في فترة السيد توماس دول، وقد أكون (مخطئا).
خاتمة
من ضيَّع حرثه .. ندم يوم حصاد