3 ملايين طفل سعودي يشكون السمنة و36 % من المواطنين مصابون بـ «البدانة القاتلة»

3 ملايين طفل سعودي يشكون السمنة و36 % من المواطنين مصابون بـ «البدانة القاتلة»
3 ملايين طفل سعودي يشكون السمنة و36 % من المواطنين مصابون بـ «البدانة القاتلة»

يشكو ثلاثة ملايين طفل سعودي من السمنة، حيث تستمر الأوزان الثقيلة لدى 80 في المائة منهم حتى مراحل متقدمة من العمر، وهو ما يزيد من معدل إصابتهم بالأمراض القاتلة بحسب ما كشفه لـ "الاقتصادية" الدكتور عايض القحطاني أستاذ واستشاري جراحة المناظير والسمنة والمشرف على كرسي سمنة الأطفال في جامعة الملك سعود في الرياض.

#2#

وقال إن معدل السمنة وزيادة الوزن بين السعوديين وصل إلى أكثر من 70 في المائة خاصة بين الأطفال والشباب الذين يمثلون مالا يقل عن 50 في المائة من السكان.

وأكد أن 36 في المائة من السعوديين مصابون بمرض البدانة القاتلة، في الوقت الذي تنفق المملكة على علاجهم - من جميع الأعمار - أكثر من 19 مليار ريال سنوياً.

وذكر القحطاني أن هناك خطوات في كرسي السمنة لاعتماد الجهات الرسمية والصحية استخدام الرسم البياني لكتلة الجسم فحصا إلزامياً ودورياً للأطفال السعوديين مشمولا بكروت التطعيم من وقت الولادة بحيث يمكن التدخل في الوقت المناسب.

وأضاف أن الأطفال المصابين بمرض السمنة مهددون بأمراض ارتفاع ضغط الدم، السكري وبشكل خاص النوع الثاني، ارتفاع الكوليسترول، انقطاع أو عدم انتظام التنفس أثناء النوم، أمراض الجهاز التنفسي،الجلطات، بعض الأمراض التناسلية، وبعض الأورام الخبيثة مثل أورام الثدي والرحم والقولون، إضافة إلى بعض الأمراض النفسية مثل الصداع النفسي المزمن، والاكتئاب، وحالات الانطواء والعزلة.

وأشار إلى أن بعض الحالات لا يمكن علاجها إلا بعد إنقاص 5-10 في المائة من وزن "الكتلة الدهنية" لهم.

ووفقا لاستشاري جراحة السمنة والمناظير، فإن علاج السمنة عند الطفل يقلل من معدل الكوليسترول في الدم بنسبة 63 في المائة، ويخفض ارتفاع ضغط الدم بنسبه 69 في المائة، في حين سيقل بنسبة 82-98 في المائة مرض السكر من النوع الثاني.

ورد القحطاني أسباب ارتفاع إصابة الأطفال في السعودية بالبدانة القاتلة، إلى طريقة تناول الوجبات الغذائية وخاصة الوجبات السريعة، والطعام المقلي، والحلويات العالية السعرات، وعدم تناول الخضراوات والفواكه. ونوه في الوقت ذاته إلى أن البيئة المحلية التي تتوافر لدي أغلب الأطفال السعوديين عامل مساعد على السمنة بسب قلة الحركة.

ولفت إلى أن السبب الأكثر خطورة هو البيئة المدرسية للطفل حيث لا تلبي الحد الأدنى للمعايير الغذائية المهمة لصحة الأطفال لاحتوائها على (البطاطس المقلية، والمشروبات الغازية، والعصائر المحلاة، وغير الطبيعية)، مضيفا أن هناك عوامل وراثية، ففي بعض الحالات يكون هناك خلل وظيفي في الجينات يؤدي إلى السمنة المفرطة، ويكون الإنسان أكثر عرضة للإصابة بالسمنة عند الكبر إذا كان أحد والديه بديناً.

وهو ما يفسر السمنة عند أكثر من فرد في العائلة الواحدة، إضافة إلى خلل بعض الهرمونات في الجسم مثل انخفاض هرمون الغدة الدرقية، أو الغدة النخامية، أو انخفاض الهرمونات الذكرية والأنثوية.

واعتبر القحطاني أن العوامل النفسية مؤثرة بشكل مباشر في نوعية الأكل وكميته، فالإحساس بالحزن أو الضجر أو الغضب قد يزيد من تناول الطعام حيث وجد أن بعض البدناء يعانون النهم العصبي.

وأوضح أنه لاحظ ظهور العديد من الأعراض النفسية لدى الطفل السمين في المملكة مثل الميل إلى الوحدة والانطواء، والشعور بالاغتراب عن الذات والآخرين، المزاجية المتقلبة، والشعور الدائم بالإهانة وسخرية الآخرين.

واعتبر أن هذه العوامل تؤدي إلى انخفاض تقدير الذات أو الرفض التام لها، لافتاً إلى أن الأطفال البدناء في المملكة يعانون مشكلات دراسية متعددة كالتغيب التام، وانخفاض مستوى التحصيل الدراسي، حيث إنه كلما زادت البدانة للطفل وكمية الشحم المتراكمة على صدره عجز عن التنفس الصحيح، فتقل كمية الأكسجين التي تصل إلى الجسم والمخ، ما يسبب الخمول للجسم والضعف للعقل فيعجز عن التركيز.

وذكر أن أهم أساليب علاج سمنة الأطفال في السعودية إخضاع الطفل لبرنامج متابعة الوزن، ونظام غذائي محدد يتم متابعته من قبل فريق العيادة كل ثلاثة أشهر.

وإذا لم يستجب إلى النظام لمدة تزيد على ستة أشهر، وكان مؤشر كتلة الجسم 40 أو أكثر فيتم تحويل المريض إلى البرنامج الجراحي.

وأضاف أنه في بعض الحالات قد يعاني المريض أمراضا متزامنة مع مرض السمنة مثل النوع الثاني من مرض السكري أو ارتفاع ضغط الدم ومشكلاته، وفي مثل هذه الحالات يكون التدخل الجراحي هو الحل الأمثل.

وأشار في الوقت ذاته إلى أن هناك أنواعا مختلفه للتدخل الجراحي مثل عملية تحوير المعدة، ربط المعدة، بالون المعدة، وعملية القص الطولي للمعدة، أو تدبيس المعدة.

وأكد أن أهم مقومات النجاح لهذا النوع من الجراحات هو خبرة الطبيب في تحديد العملية المناسبة للمريض والاجتماع بالمريض أو والدي المريض لشرح الإجراءات اللازمة للعملية، وما الذي يتوقعه المريض قبل وبعد العملية، وشرح النظام الغذائي والرياضي الواجب اتّباعه قبل وبعد العملية، بعد إجراء التقييم النفسي له.

الأكثر قراءة