صداقة حقيقية = سعادة حقيقية!

عندما يكون الحلم أكبر من المتاح والمطروح أمامنا في حياتنا العصرية، حينئذ يلجأ الإنسان إلى البحث عن ذلك الإحساس الغامض بالسعادة الذي لا يعتمد على مقدار ما يحققه الإنسان من نجاح مادي وعملي في حياته، والذي ربما يعتمد أكثر على اقتناع القلب بأن السعادة ربما تتواجد في أبسط الأشياء التي قد تكون غائبة في زحمة الحياة المادية التي نعيشها.
في تقرير نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية "تحت عنوان "صناعة السعادة"، جاء منه أن عددا من علماء النفس البريطانيين يرون أنه من الضروري في الحياة العملية الصارمة التي نعيشها والتي تتخللها منافسة مستمرة للحصول على الأفضل، أن نلجأ إلى الصداقة حتى يمكننا الحصول على قدر من اللحظات السعيدة.
وعلى الرغم من إقرار علماء النفس البريطانيين بأن شباب القرن الحادي والعشرين ربما تخلو حياتهم من مشاعر الصداقة الدافئة التي ملأت حياة آبائهم إلا أنهم يرجحون أن المستقبل بما يحمله من مشاعر تنافس وقيم مادية ربما يحمل في طياته الرغبة في الصفاء الروحي ومشاعر الود المطلوبة من الأصدقاء لتظل المشاركة في اللحظات الخاصة والمناسبات السعيدة بين الأصدقاء سببا قويا في مرور إنسان القرن الحادي والعشرين بحالة من الانتشاء ربما تحقق له قدرا من السعادة.
في رأي علماء النفس البريطانيين أن ما يمكن تسميته بـ"الحديث السعيد" الذي يعني استرجاع الذكريات المرحة وتذكر الأصدقاء لمشاعر انتصارهم على لحظات الألم أو فراق الأعزاء هو نوع من العلاج النفسي المجاني الذي يبعث البسمة والسرور.
وفي رأيهم أيضا أنه يجب علينا جميعا في قادم السنوات أن نحتفظ بقائمة طويلة من الأصدقاء وأن نعمل على زيادة المشاعر الدافئة معهم وعدم التضحية بهذه المشاعر الإيجابية النبيلة وسط طوفان ومصطلحات "العملية" و"الحياة الحديثة"، وغيرها من الكلمات التي تدفعنا إلى دائرة الانفرادية وبالتالي الاكتئاب.. هذا المرض النفسي الذي قد يحتل المركز الأول في قائمة الأمراض النفسية خلال السنوات القادمة.
يشير تقرير صحيفة "الجارديان" البريطانية إلى أن سر صناعة السعادة قد يكمن في هدية يقدمها شخص إلى شخص آخر يحبه، وربما نكتشفه داخل قلوبنا وأرواحنا عندما ننظر في تأمل إلى حياتنا ونتوصل إلى الالتزام بالمبادئ العليا والعقائد السامية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي