بريدة: جدل حول وجهة التمدد العمراني
تتجاذب قوى العقار في بريدة اتجاه التمدد العمراني، فأمانة منطقة القصيم وجهت العقار نحو شرق المدينة عبر تقديم سلسلة من الخدمات من بينها إنشاء منتزه عملاق، إضافة إلى منح جامعة القصيم موقعا بمساحة كبيرة لإقامة مبنى لكليات البنات، ومخطط للمنح في النقب رغم وقوعها داخل الخرائط المائية، في حين يرى متخصصون أن الحراك الذي أحدثته أمانة القصيم في شرق المدينة كان على حساب التمدد العمراني في الشمال والذي يملك أراضيه عدد من عقاريي المنطقة.
"الاقتصادية" جالت في شرق المدينة والتقت عددا من ملاك المكاتب العقارية هناك والذين كشفوا عن نشوء مضاربات حادة على الأراضي بفعل تلك التحركات من قبل الأمانة، مشيرين إلى أن الأسعار ارتفعت في فترة وجيزة بنحو 150 في المائة.
خالد الشمري - أحد المتعاملين بالعقار شرق بريدة - قال "إن السعر يراوح بين ٢٥٠ و٣٥٠ ريالا في بعض المواقع، مشيرا إلى وجود تفاوت ملحوظ على أسعار القطع، إضافة إلى نشوء مضاربات على الأراضي رفعت أسعارها بشكل غير منطقي.
ويرى الشمري أن الشرق يعد مرادفا للشمال في مناطق متعددة، وربما في مدينة بريدة هو الرديف المثالي للشمال رغم تفاوت السعر بين الشمال والشرق.
فيما يرى عقاريون يملكون مواقع في شمال بريدة أن توجيه التنمية للشرق أضر بمخططاتهم ومواقعهم، خصوصا أن الشمال هو التمدد الطبيعي للمدينة.
#2#
وبين عدد منهم أن أمانة القصيم أوقفت نشوء مخططات جديدة في الشمال وصرفت التنمية تجاه الشرق عبر إقامة عديد من المنشآت بحكم أن الأمانة تمتلك أراضٍ واسعة هناك.
من جانبه يرى إبراهيم الربدي رئيس المجلس البلدي سابقا وعضو المجلس البلدي حاليا أن موقع النقب يمر به وادٍ معروف، كما أن المجلس سابقا له حضور فيما يخص توزيع المنح في هذا الموقع.
وقال الربدي إن طبغرافية الأرض في الوقت الحالي تعد من أهم المشكلات التي تقف حجر عثرة نحو السكن في هذا الموقع، والبناء في الأودية سيكلف كثيرا، ولنا في كارثة جدة مثال كبير، فلم تنفع المباني والسفلتة مع المطر بل مزيد من الغرق والتدمير.
من جانبه يرى عبد الله الرواف أحد العقاريين ومقاول لأمانة منطقة القصيم أن العمل العقاري يتبع التنمية التي تحدثها أمانة القصيم من خلال إقامة عديد من المنشآت التنموية في شرق بريدة.
ويرى الرواف أن الشمال يعد الأفضل ومتميز من ناحية الأراضي، بينما الشرق سيكون مرادفا، وعلى الأمانة أن توزع التنمية بشكل متعادل من خلال عديد من النقاط، فسحب المدينة تجاه جهة معينة يضر كثيرا بالتنمية وبالاقتصاد، فهناك رجال أعمال وتجار يعولون على الشمال الكثير، فليس من المنطقي أن نسحب التنمية للشرق وحده.
ويضيف الرواف أن الشرق منطقة جيدة، وفتح قنوات فيه سيجعل منه مرادفا للشمال، ولكن يجب حل المشكلات التي تعترض إقامة مشاريع خصوصا مشكلة الأودية.