لماذا نشغل مديري المدارس بتأمين عمال النظافة؟!
كثير من الأمور التي شوشت كثيرا على إدارات المدارس وجعلتها تقبل بالحد الأدنى من عطاء مدارسهم، كما صرفتهم عن الاشتراك بفاعلية في العملية التقويمية الشاملة للبيئة المدرسية ومخرجاتها التعليمية والتربوية، وتطوير ذواتهم المهنية، مع العلم أن الدولة كريمة العطاء لقطاع التعليم خاصة والوزارة حريصة للسعي لتطوير التعليم والأخذ بأسبابه.
من وجهة نظري، هناك حلقة مهمة مفقودة في دائرة التطوير المنشود؛ إذ إن هناك ضعفا واضحا في الطريقة التي يقيم فيها واقع البيئة المدرسية، يتبعه ضعف إداري في المعالجة الصحيحة أيضا، واسمحوا لي أن أسلط الضوء فقط على أحد الأمثلة لجوانب الضعف فيما يسمى البنية الخدمية لتلك المدارس، فعلى سبيل المثال، لا تكاد تدخل مدرسة إلا وتجد مديرها يشتكي من قضية عدم توافر عمال النظافة والصيانة في المدارس، حيث يطلب منهم البحث عن عمال من السوق، مع عدم الاهتمام إن كانت إقامة هؤلاء العمال أو عملهم نظاميا أم لا.
هذه المشكلة متكررة ولم نجد لها حلا عمليا منذ زمن مع سهولة إيجاد الحلول، فالشركات الجيدة متوافرة والميزانيات متوافرة - ولله الحمد، هذا المثال يعطينا صورة بسيطة للمشكلات التي قد يراها بعض المسؤولين بسيطة وهي غاية في الأهمية؛ إذ إن هذه المشكلة تمس صحة الطالب بشكل مباشر وتزعج إدارات المدارس وتصرفهم عن الأهم.
ما نريد أن نخلص إليه أننا لا بد أن ننطلق في عمليتنا التقويمية من دراسة وافية شاملة لواقع الميدان التربوي، وبالأخص البيئة المدرسية والإدارية، يتبعها تخطيط شامل للتغلب على تلك المشكلات مع التقويم المستمر، ولعل من أهم وسائل تشخيص ذلك الواقع اللقاءات والدراسات الميدانية المستمرة خاصة مع عينة عشوائية من مديري المدارس ثم المعلمين وصولا للطلاب وأولياء أمورهم.