ليس دفاعا عن ماجد!

أبواب الشهرة واسعة، لا تُشرع أبوابها إلا لمن طوع المستحيل مجدا وإنجازات وبطولات وألقابا تطارده على مر الأجيال، وإذا تبادر للذهن اسم أسطوري في سماء الكرة السعودية فلا أظن أن التاريخ الرياضي سيهمل كتابة اسمه بمداد من مجد كشاهد وإثبات على علو مكانته ورفيع مقامه.
ماجد أحمد عبد الله لن يشكك في منظومة إبداعاته إلا الصنف الآخر الذي يطمح إلى الدخول للشهرة من البوابة الخلفية، بوابة النيل من الرموز والأساطير، فهي أقصر طريق للإمساك بناصيتها، ولو كان على حساب من نال الثناء والتمجيد من الشخصيات الاعتبارية كافة بشتى مناصبها، بل من ''فيفا'' أعلى سلطة رياضية اختارته خبيرا يُستشار ويُستنار برأيه مع نخبة من عمالقة العالم في مجال كرة القدم.
إنني أجزم أن ماجد عبد الله ليس في حاجة لمن يدافع عنه، لكن يجب أن يدرك جميع من ينتمي للرياضة أن الخوض في المسلمات دليل خواء المجتمعات، ولم يهلك الناس إلا عندما أصبحت الإقصائية طريقهم الذي يطمحون فيه إلى نيل الشهرة، وإلا فأي إقصائية فريدة تلك التي تنزع مهمة التحليل الرياضي ممن مارس كرة القدم نظريا وتطبيقيا! وأي تهميش غريب الأطوار عندما تسلب من رياضي قدير بحجم ماجد فنه الذي أتقنه لحظة بلحظة على مرأى ومسمع الجماهير! وأي نرجسية تلك التي تجاهر أمام الملأ برأي يوغل في البحث عن الشهرة!
لقد مارس ماجد عبد الله مهمة التحليل الرياضي عندما كان لاعبا، بل تدخل في تغيير طريقة أشهر المدربين العالميين، وأتذكر تدخله الصريح في طريقة لعب النصر أيام وجود المدرب الشهير جويل سانتانا فما كان من المدرب إلا أن رفع قبعة الاحترام لماجد حينما قلب الأمور رأسا على عقب، وجير النتيجة لمصلحة النصر بعد أن كان متخلفا بهدفين في بداية المباراة، وكذلك مارس التحليل بعد اعتزاله، ويكفي للاستدلال على رؤيته الفنية ونظرته المستندة إلى خبرة وتجربة حافلة بالبطولات والإنجازات والألقاب أنه كان من أوائل المحللين الذين رشحوا إسبانيا بالفوز بكأس العالم 2010، وهي ما زالت تلعب في الدور الأول.
وبما أن الاتحاد السعودي أطلق حملة الاحترام ''الكرة لا تعني الكره'' التي تهدف إلى تعميق ثقافة الاحترام في المنظومة الرياضية، فإن أبرز المعنيين بتطبيقها وتخفيف حدة التوتر والتعصب - من وجهة نظري - هو الإعلامي الرياضي والمحلل الرياضي، وذلك عن طريق طرح الآراء البناءة واستخدام النقد الهادف بعيدا عن الإسفاف والتهميش والإقصاء والإثارة المبتذلة، فليس عيبا أن يختلف محلل مع آخر في قضية معينة، لأن الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية، أما حينما يكون الاختلاف في المسلمات والأمور المتفق عليها فإن ذلك كفيل بإفساد آلاف القضايا، فما بالك إذا دخلت العنصرية المقيتة والمذمومة على الخط فإن محبي ماجد بعد أن سمعوا الإساءة إليه ثم الاعتذار المشروط بـ ''إذا'' سيدركون أن مسيرة السهم الملتهب كفيلة بمناعة ماجدية تُكسّر سهام السخرية ونصال الإقصاء.

مداد بإيجاز
- كل الأمنيات للمنتخب السعودي الشاب في مهمته الصعبة أمام البرازيل.
- معن الحضري ''دونجا الكرة السعودية'' القادم ستكون مهمته مضاعفة أمام مهارات نجوم السامبا.
- سيفقد الهلال عنصر الانسجام المهم بين عناصر الفريق، بعد استقطاب أربعة أجانب، ورحيل ياسر، وإبعاد عزيز.
- كالعادة سينتظر النصر إلى آخر يوم محدد لتسجيل الأجانب ثم يوقع مع أجانب ''شختك بختك''!
- كان الله في عون الوحدة التي ربما أجلت مبارياتها الأولى في دوري الدرجة الأولى أو ''زين'' ريثما يحل الاتحاد السعودي قضيتها المستعصية.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي